الخميس، 21 مايو 2015

* الصيام (فضل الصيام)

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين.

س/ مافضل الصيام؟

فضل شهر رمضان مايلي:

1/ تفتح أبواب الجنة لكثرة الأعمال الصالحة وترغيباً للعاملين, وتغلق أبواب النار لقلة المعاصي من أهل الإيمان , وتصفد الشياطين فتغل فلا يخلصون إلى مايخلصون إليه في غيره .

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم :قال:(إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة , وغلقت أبواب النار ,وصفدت الشياطين )( في الصحيحين)
 
 
 
 
2/ سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات .

ـ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من صام رمضان إيماناً وأحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه)

إيمانا بالله ورضا بفرضية الصوم عليه.

ـ وفي صحيح مسلم حديث ابي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم:(قال الله تعالى : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ,والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم, والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ,للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره ,وإذا لقي ربه فرح بصومه )

وفي رواية لمسلم:

(كل عمل ابن آدم له يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف , قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي)

هذا الحديث يدل على فضل الصيام من وجوه عديدة:
1) أن الله أختص لنفسه الصوم من بين سائر الأعمال وذلك لشرفه عنده ,ومحبته له ,وظهور الأخلاص له سبحانه فيه لأنه سر بين العبد وربه لايطلع عليه إلا الله.
أيضا أختص صيامه لنفسه من بين سائر أعماله ولهذا قال (يدع شهوته وطعامه من أجلي )
وتظهر فائدة هذا الإختصاص يوم القيامة.
ـ قال سفيان بن عيينه رحمه الله.
إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ماعليه من المظالم من سائر عمله حتى إذا لم يبق إلا الصوم يتحمل الله عنه مابقي من المظالم ويدخله الجنة بالصوم
2) أن الله قال في الصوم :( وأنا أجزي به)فأضاف الجزاء إلى نفسه الكريمة.
لأن الأعمال الصالحة يضاعف أجرها بالعدد, الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة, أما الصوم فإن الله أضاف الجزاء عليه إلى نفسه من غير اعتبار عدد.
فيكون أجر الصائم عظيماً كثيراً بلا حساب.
• والصيام صبر على طاعة الله ,وصبر عن محارم الله,وصبر على أقدار الله المؤلمة من الجوع والعطش وضعف البدن والنفس , فقد أجتمعت فيه أنواع الصبر الثلاثة وتحقق أن يكون الصائم من الصابرين.
وقد قال الله تعالى :(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)سورة الزمر:10
3)أن الصوم جنة : أي وقاية وستر
تقي الصائم من اللغو والرفث ,ولذلك قال :(فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث, ولذلك قال : (فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب )
ويقيه من النار,حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم:(الصيام جنة يستجن بها العبد من النار)( روى الإمام أحمد بإسناد حسن)
4)أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك لأنها من آثار الصيام ,فكانت طيبه عند الله سبحانه لأنها نشأة عن طاعة الله.
س/ ماحكم أن يستاك في آخر النهار؟
جائز ,أستدل بعض العلماء أنه يكره للصائم أن يستاك آخر النهار حين إذا تبين ريح الخلوف) لكن ,لا دلالة فيه وهذا استنباط ضعيف, لأن الأدلة الكثيرة تدل على استحباب التسوك في كل وقت.( شرح كتاب الصيام من صحيح مسلم للشيخ محمد العثيمين)
س/ أستدل بعض العلماء أن الله يوصف بالشم (لان أطيب عند الله من ريح المسك)؟
هذا ليس بصريح لذلك لا يجوز الجزم به لعدم الصراحة قديكون ادراك الله بالرائحة عن طريق العلم لا عن طريق الشم ,ومادام لم ترد صريحة ـ فإن الأجدر بالإنسان الإمساك.
وحسبنا من الصحابة رضوان الله عليهم أنهم لم يبحثوا في هذه المسالة.( شرح كتاب الصيام من صحيح مسلم للشيخ محمد العثيمين.)

 



3) أن للصائم فرحتين :1/ فرحة عند فطره 2/ وفرحه عند لقاء ربه.

1/ أما فرحة عند فطره : يفرح بما أنعم الله عليه من القيام بعبادة الصيام ويفرح بما أباح الله له من الطعام والشراب والنكاح الذي كان محرما عليه حال الصوم .

2/ أما فرحة عند لقاء ربه: يفرح بصومه حين يجد جزاءه عند الله تعالى موفراً كاملاً في وقت هو أحوج مايكون إليه حين يقال)أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريان الذي لا يدخله أحد غيرهم)

 
 

4)من فضائل الصوم أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة .

عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الصيام والقران يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه, ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه ,قال فيشفعان)( رواه أحمد ورواه الطبراني والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم) من كتاب مجالس شهر رمضان للشيخ محمد العثيمين رحمه الله.

س/ أختلف العلماء في قوله (فأنه لي) هل معناه أن الله يثيبه بحسب كرمه وجوده كما في قوله تعالى :(أنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )؟

وهذا ليس ببعيد لأن الصيام فيه صبر على ثلاث أنواع

1)صبر على طاعة الله

2) صبر عن معصية الله

3)صبر على الأقدار

الأوجه:

1)فالحسنة تقدر بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف أما الصيام فليس له حد.

2)كل عمل أدم له إلا الصيام فأنه لي وأعمال ابن آدم يقتص منها للمظلوم يعني يؤخذ منها للمظلوم من الظالم.
‏عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏، عَنْ النَّبِيِّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَنْ ‏الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا ‏: الْمُفْلِسُ فِينَا ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ . قَالَ ‏: ‏إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، فَيُقْعَدُ ‏، ‏فَيَقْتَصُّ ‏‏هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ مِنْ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ) . رواه مسلم (2581) ، والترمذي (2418) .

فالأعمال يقع فيها مقاصه إلا الصيام لا ينقص منه شئ حتى في حق المظلومين لا يؤخذ لهم من ثواب الصيام.

3) (كل عمل ابن آدم له)أي كل عمل ابن آدم يمكن أن يريد به حظا للدنيا للمراءاة إلا الصيام لا رياء فيه.

الصيام عبارة عن أمساك ـ وهوخفي وسر بين الإنسان وبين ربه فمثلاً ـ لو يجتمع عندك جماعة أحدهم صائم وكلهم لم يأكلوا من طعامك فلا تدري من الصائم فيهم؟!!)( شرح كتاب الصيام من صحيح مسلم للشيخ محمد العثيمين رحمه الله


       
س/ ماهو الباب الذي يدخله الصائمون إلى الجنة؟

باب الريان ـ وهذا يدل على فضل الصيام أن الله عزوجل جعل له في الجنة باب خاص.

إن في الجنة أبوابا كل باب يدعي منه من كان أكثر عمله منه

فمن كان أكثر عمله الصلاة يدعي من باب الصلاة.

فمن كان أكثر عمله الصيام يدعى من باب الريان.

فمن كان أكثر عمله الجهاد يدعى من باب الجهاد.

وليس معنى هذا لا يعملون الأعمال الصالحة إلا الصيام لكن أكثر عباداتهم وتطوعاتهم الصيام ,وهذا دليل على فضل إكثار الصوم.

ومن رحمة الله لعباده ـ أفضل الصوم يوم لك ويوم لربك(شرح كتاب الصيام من صحيح مسلم للشيخ محمد العثيمين رحمه الله.)

س/ ماسبب تسمية باب الريان بهذا الأسم؟

اشتق له هذا الأسم ـ لمطابقته للعمل ـ أن الصوم يستلزم غالبا العطش فصار هذا الباب باب الريان أي:

باب الرىِ الكثير أو باب الذي يروي كثيراً.( شرح كتاب الصيام من صحيح مسلم للشيخ محمد العثيمين رحمه الله.)

وصلى الله على وسلم نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين










 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق