·
الزكاة (فوائدها وشروطها)
الحمد
الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين
3ـ فوائد الزكاة.
هناك فوائد فردية واجتماعية وهي ما يلي:
1) إتمام إسلام العبد وكماله
,لأنها أحد أركان الإسلام.
2) أنها دليل على صدق إيمان
المزكي.
·
ولهذا سميت الزكاة صدقة
كما في قوله تعالى" خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا"( سورة التوبة :103)
لأنها تدل على صدق طلب
صاحبها لرضى الله عز وجل.
3) تزكي أخلاق المزكي ,فتنشله
من زمرة البخلاء ,وتدخله في زمرة الكرماء.
4) أنها تشرح الصدر , فالإنسان
إذا بذل الشئ ,ولا سيما المال يجد في نفسه انشراحاً, لكن بشرط :أن يكون بذله بسخاء
وطيب نفس.
·
ذكر ابن القيم:
(أن البذل والكرم من أسباب انشراح الصدر, لكن لا يستفيد منه إلا
الذي يعطى بسخاء وطيب نفس)( زاد المعاد 2/25)
5) أنها تجعل المجتمع الإسلامي
كأنه أسرة واحده ,يضفي فيه القادر على العاجز ,والغنى على الفقير.
6) أنها تطفئ حرارة ثورة
الفقراء ـ لأن الفقير قد يغيظه أن يجد هذا الرجل يركب ما شاء, لا شك أن الفقير يجد
في نفسه شيئا.
7) أنها تمنع الجرائم المالية
من السرق والنهب وما اشبه ذلك لأن الفقراء يأتيهم ما يسد شيئا من حاجتهم.
8) النجاة من حر يوم القيامة فقد
قال النبي عليه الصلاة السلام:( كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ
) أخرجه أحمد 4/147 ,والحاكم 1/416 وصححه الحاكم على شرط مسلم ,ووافقه الذهبي.)( الشرح الممتع على زاد المستقنع شرح محمد العثيمين 6/11ـ12)
4ـ شروط الزكاة.
تجب بشروط خمسة
:حرية, وإسلام ,ملك نصاب ,واستقراره ,ومضي الحول.
شروط الزكاة هي:
1) الحرية.
وضدها الرق ,فلا تجب الزكاة
على الرقيق ,أي: على عبد لأنه لا يملك ,فالمال الذي بيده لسيده.
الدليل
على ذلك:
أَنّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ
، فَمَالُهُ لِلَّذِي بَاعَهُ إِلا أَنْ يَشْتَرِطَهُ الْمُبْتَاعُ " ( أخرجه البخاري في الشرب والمساقاة (2379) ومسلم في البيوع 3/1173
2) الإسلام.
وضده الكفر فلا تجب على كافر
, سواءاً كان مرتداً أم أصلياً
لأن الزكاة طهرة ـ والكافر نجس لو طهر بماء لبحر
لم يطهر حتى يتوب من كفره.
الدليل
على ذلك:
قوله تعالى عن المجرمين(مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ *قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ *وَلَمْ
نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ)( سورة المدثر 42ـ45)
3) ملك نصاب:
النصاب
: القدر الذي رتب الشارع وجوب
الزكاة على بلوغه فلابد أن يملك نصاباً.
*فلو لم يملك شيئا كالفقير
فلا زكاة عليه.
*ولو ملك ما هو دون النصاب
فلا زكاة عليه.
الدليل
على ملك النصاب :
. عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم :( لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ صَدَقَةٌ . وَلا فِيمَا
دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ . وَلا فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوْسُقٍ صَدَقَةٌ .) (أخرجه البخاري رقم (1447)كتاب الزكاة ,ومسلم رقم(1)كتاب الزكاة
4) استقراره:
أي
استقرار الملك أي : بأن يكون المالك للشئ
يملكه ملكا مستقراً.
ومعنى مستقراً ,أنه ليس
بعرضة للتلف ,فإن كان عرضة للتلف وعدم التمكن ,فلا زكاة فيه.
5) مضى
الحول.
أي تمام الحول
فلأن إيجاب الزكاة في أقل من
الحول يستلزم الإجحاف بالأغنياء وإيجابها فيما فوق الحول يستلزم الضرر في حق
الفقراء .
لهذا من حكمة الشرع:
أن يقدر لها زمناً معيناً
تجب فيه وهو الحول.
س/
مالحكم لو مات إنسان أو تلف ماله قبل تمام الحول فهل عليه زكاة؟
سقطت عنه الزكاة.
·
يستثنى من تمام الحول أشياء منها:
أ) ربح
التجارة.
لا يشترط له تمام الحول .
مثال: لو قدرنا شخصاً اشترى
أرضا بمائة ألف وقبل تمام السنة ,صارت تساوي مائتين فيزكي عن مائتين مع أن الربح
لم يحل عليه الحول ,لأنه فرع والفرع يتبع الأصل.
ب)نتائج
السائمة.
أي أولادها ـ فهذا لا يشترط
تمام الحول لها
مثل:
أن يكون عند إنسان من
البهائم نصاب (أربعون شاة) ثم في أثناء الحول يتوالد هذا النصاب حتى أصبح (مائة
وواحد وعشرين)ـ فيجب عليه الزكاة للنصاب الذي حصل بالنتائج وإن لم يتم عليه الحول
لأن النتائج فرع يتبع الأصل.
الدليل:
إن النبي صلى الله عليه وسلم يبعث السعاة لأخذ
زكاة السائمة وفيها الصغار والكبار فلا
يستفصل أهلها فيقال متى ولدت هذه؟
بل يحسبونها على حسب رؤوسها.
جـ) المعشرات.
فحولها حين أخذها مثل الحبوب
والثمار فالحبوب والثمار لا يشترط لها الحول .
ولهذا يزرع الأنسان الأرض
ويكتمل الزرع في أربعة أو ستة شهور وتجب فيه الزكاة.
فتجب عليه الزكاة عند حصاده لقوله تعالى:( تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}(الانعام:141)( الشرح الممتع على زاد المستنقع كتاب الزكاة للشيخ محمد العثيمين 6/21ـ
23)
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق