(التوكل ,الإستعانة, الإستعاذة,الإستغاثة)من أنواع العبادة
الحمد الله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
·
التوكل على الله .
التوكل على الله :هو الاعتماد على الله تعالى
كفاية وحسبا في جلب المنافع ودفع المضار وهو من تمام الإيمان . قال تعالى:
{ وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين }( سورة المائدة آية (23))
إذا صدق العبد في اعتماده على الله كفاه الله تعالى ما
أهمه لقوله تعالى:
{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ على اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}( سورة الطلاق آية (3)).(شرح ثلاثة الأصول الشيخ محمد العثيمين صـ58)
يقول الشيخ صالح آل الشيخ:
التوكل من العبادات القلبية وحقيقته يجمع شيئين وهما:
1-
تفويض الأمر لله 2- عدم رؤية السبب بعد عمله
فالألتفات إلى الأسباب قدح في التوكل وأيضا قدح في التوحيد.( ذكره الشيخ صالح آل الشيخ في شرح كتاب ثلاثة الأصول)
مثال: المسلم يتناول الدواء سبب
للشفاء ومع ذلك لا يحصل الشفاء به وحده فيتوكل على الله لطلب الشفاء ,أما إذا التفت
إلى الشفاء وحده فهذا قدح في التوكل .
التوكل أنواع.
1-
التوكل على الله تعالى وهو
من تمام الأيمان وهو واجب لا يتم الأيمان إلا به
2ـ توكل السر بأن يعتمد على ميت في جلب منفعة أو دفع مضرة
فهذا شرك أكبر لأنه لا يقع إلا ممن يعتقد أن لهذا الميت تصرفا سريا في الكون.
3ـ التوكل على الغير فيما يتصرف فيه المتوكل بحيث ينيب غيره
في أمر تجوز فيه النيابة فهذا لابأس به فقد وكل النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة
عمالا وحفاظا ووكل في إثبات الحدود وإقامتها.(شرح ثلاثة الأصول الشيخ محمد العثيمين صـ58)
·
الإستعانة .
الإستعانة :
هي طلب العون ,قوله تعالى:{ إياك نعبد وإياك نستعين }( سورة الفاتحة آية (5) )
وفي الحديث (إذا استعنت فأستعن بالله )( اخرجه الإمام أحمد 1/293
والترمذي 4/575
أنواع الاستعانة:
1- الإستعانة بالله وهي: المتضمنة لكمال الذل من العبد
لربه وتفويض الأمر إليه وهذه لا تكون إلا لله تعالى.
2-الإستعانة بالمخلوق على أمر يقدر عليه ,فهذه على حسب المستعان
أ0أن كانت على بر فهي جائزة
للمستعين مشروعة للمعينْ{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (سورة المائدة آية (2)
ب – وإن كانت على إثم فهي حرام
على المستعين والمعين
{ وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ }( سورة المائدة آية (2)
3-الإستعانة بالأموات مطلقا أوبالأحياء على أمر غائب
لا يقدرون على مباشرته فهذا شرك لأنه لا يقع إلا من شخص يعتقد أن لهؤلاء تصرفا
خفيا في الكون.
4-الإستعانة بالأعمال والأحوال المحبوبة إلى الله وهذه مشروعة بأمر الله ,
قال تعالى :{ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ}( سورة البقرة آية (154) (شرح ثلاثة الأصول الشيخ محمد العثيمين صـ62)
·
الإستعاذة .
الاستعاذة :هو طلب الإعاذة , والإعاذة
الحماية من مكروه..(شرح ثلاثة الأصول الشيخ محمد العثيمين صـ64)
والإستعاذة أنواع:
1-الاستعاذة بالله وهي المتضمنة لكمال الافتقار
إليه والاعتصام به واعتقاد حمايته وكفايته من كل شيء حاضر أو مستقبل صغير أو كبير بشر
أو غير بشر.
الدليل قوله تعالى :{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *
مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} (سورة الفلق آية (1-2)
2ـ الإستعاذة بصفة من صفات ككلامه وعظمته وعزته.
0حديث (أعوذ بكلمات
الله التامات من شرما خلق) ( أخرجة مسلم كتاب الذكر والدعاء)
0حديث:(وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)( أخرجه الأمام أحمد 2/25 والنسائي 8/677)
0وفي دعاء الألم :(أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد
وأحاذر)( أخرجه الإمام أحمد 4/217 وأبو داود(3891))
3-الإستعاذة بالأموات أو بالأحياء
غير الحاضرين القادرين على العوذ , فهذا شرك
قال تعالى :(وانَه رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ
مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} سورة الجن آيه (6)(شرح ثلاثة الأصول الشيخ محمد العثيمين صـ64)
قال ابن كثير : أي كنا نرى أن لنا فضلا على
الإنس لأنهم كانوا يعوذون بنا إذا نزلوا واديا أو مكانا موحشا من البراري وغيرها كما
كانت عادة العرب في جاهليتها يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجان أن يصيبهم بشيء يسوءهم ...فلما رأت الجن أن الأنس يعوذون بهم من
خوفهم منهم زادوهم خوفا .
وقال السدي: كان الرجل يخرج بأهله فيأتي
الأرض فينزلها فيقول : أعوذ بسيد هذا الوادي من الجن أن أضر أنا فيه أو مالي أو ولدي
أو ماشيتي.( تفسير ابن كثير 4/429)
·
الإستغاثة .
الاستغاثة : طلب الغوث وهو الإنقاذ من
الشدة والهلاك.
أقسام الاستغاثة:
1-الاستغاثة بالله عزو جل فهذا من أفضل الأعمال وأكملها.
قال تعالى (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ
لَكُمْ) سورة الأنفال آية (9)
وهذا في غزوة بدر حين نظر النبي صلى الله علية وسلم إلى
المشركين في ألف رجل وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فدخل عليه الصلاة والسلام العريش
يناشد ربه عز وجل رافعا يديه مستقبلا القبلة يقول (اللهم انجز لي ما وعدتني ,اللهم
إن تهلك هذه العصابة من اهل الإسلام لا تعبد في الارض )( اخرجه مسلم : كتاب الجهاد : باب الأمدارد بالملائكة في
غزوة بدر)
ومازال يستغيث بربه رافعا يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه.
فأخذ أبوبكر رضي الله عنه رداءه فألقاه على منكبية ثم التزمه
من وراءه
وقال: يا نبي الله
كفاك مناشدتك ربك فأنه سينجز لك ما وعدك.
فأنزل الله هذه الآية .
2-الاستغاثة الأموات أو بالأحياء
غير الحاضرين القادرين على الإغاثة فهذا شرك لأنه لايفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء
تصرفا خفيا في الكون .
مثلا : إذا أصاب إنسان غرق أو هدم
أو كارثة أخذ يستغيث بالسيد بدوي والسيدة زينب وبعبد القادر الجيلاني .. وغيرهم من
الأموات , وهذا شرك أكبر.
3- الاستغاثة بالأحياء العالمين
القادرين على الإغاثة فهذا جائز.
قال الله تعالى في قصة
موسى علية السلام:
{فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ
عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ
} سورة القصص آية (15)(شرح ثلاثة الأصول الشيخ محمد العثيمين صـ66)
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق