·
أهم الأحداث في السنة الرابعة من الهجرة النبوية.
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أجمعين
1)الأحداث في آل بيته التي حدثت في هذه السنة.
1- زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم
سلمة رضي الله عنها:-
* مات أبو سلمة من أثار جرح جرحه في غزوة أحد ، وله
حديث واحد في الإسترجاع عند المصيبة قالت أم سلمه : أتاني أبو سلمه يوما من عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال :- لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً فسررت
به قال :- ( لا يصيب أحداً من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول : اللهم أجرني
في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا فعل به)
قالت :- فحفظت ذلك منه ، فلما توفي أبو سلمة استرجعت وقلت : -( اللهم
أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها . ثم رجعت إلى نفسي فقلت :- من أين لي الخير من أبي سلمة؟
فلما انقضت عدتي استأذن عليّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فخطبني إلى نفسي فقلت :- يا رسول الله ، مابي أن لا
تكون بك الرغبة ، ولكني امرأة في غيرة شديدة ، فأخاف أن ترى مني شيئاً يعذبني الله
به ، وأنا امرأة قد دخلت في السن ، وأنا ذات عيال فقال :- (أما ما ذكرت من الغيرة فسيذهبها
الله عنك، وأما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابك ، وأما ما ذكرت من العيال
فإنما عيالك عيالي ) قالت :- فقد سلمت لرسول
الله صلى الله عليه وسلم .
فقالت أم مسلمة :- فقد أبدلني الله بابي سلمة خيرا منه ، رسول الله صلى
الله عليه وسلم (رواه الترمذي حسن غريب)
2- زواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش الاسدية:-
في ذي القعدة من سنة أربع للهجرة تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب
بنت جحش الأسدية وفي حادث زواجها فرض الحجاب .
*الأقوال في تاريخ نزول الحجاب :-
(كان في قول أبي عبيدة وطائفة في ذي العقدة سنة ثلاث ، وعند آخرين فيها
سنة أربع وصححه الدمياطي وقيل أنها في سنة خمس )( فتح
الباري 8/462)
يقول الدكتور أكرم العمري :-
أما القول بأنه نزل سنة ثلاث فلا يعقل أن يقوم المسلمون بغزو بني المصطلق
بعد أسابيع من أحد ولم تندمل جراحاتهم بعد ..
* أما القول بأنه نزل في الخامسة فلا يمكن ، لان في السنة الخامسة من ذي
العقدة ,وقعت حادثة آلافك ومن الثابت أن تشريع الحجاب نزل قبلها ..
فلا يبقى إلا في السنة الرابعة من الهجرة. (السيرة النبوية الصحيحة 2/ 403)
3ـ موت عبدالله بن عثمان بن عفان رضي الله عنه :-
في هذه السنة مات عبدالله بن عثمان من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو ابن ست سنين فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (البداية والنهاية لابن كثير 1/720)
4ـ مولد الحسين بن علي بن أبي طالب:
في شعبان من السنة الرابعة للهجرة ولد الحسين بن علي بن أبي طالب من فاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .(البداية والنهاية لابن كثير 1/720)
2/ غزواته عليه الصلاة والسلام في هذه السنة.
1- غزوة بني النضير وهي التي أنزل فيها سورة الحشر :-
في صحيح البخاري عن ابن عباس :- إنه كان يسميها سورة بني النضير
*وقت الغزوة :-
ابن إسحاق – ذكر أنها كانت في سنة أربع من الهجرة (ابن هشام : السيرة 3/683 والبخاري
: الصحيح 3/11 معلقا عن ابن إسحاق)
ابن القيم :- يقطع بوقوع الغلط
في أنها كانت بعد بدر بستة أشهر ، فلا شك عنده أنها بعد أحد . (ابن القيم :زاد المعاد 2/110)
*سبب الغزوة :-
أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني النضير ليستعين بهم في دفع فدية
رجلين معاهدين وهما من بني عامر قتلهما عمرو ابن أمية خطأ في إعقاب حادثة بئر معونة
للعهد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاهما ,وكان بين بني النضير بين بني عامر
عقد وحلف .
فجلس النبي صلى الله عليه وسلم إلى جدار لبني النضير فهموا بإلقاء حجر
عليه وقتله .فأخبره الوحي بذلك ,فانصرف عنهم مسرعاً إلى المدينة ثم أمر بحصارهم ست
ليال .
*في هذا الوقت نزل تحريم الخمر ..
وتحصنوا الحصون ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع النخيل والحرق
..
كما ذكر البخاري :- عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخيل بني النضير وقطع
فأنزل الله تعالى (مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَى
أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ للَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ)( رواة البخاري – سورة الحشر (5)
فذهب بهم الرعب كل مذهب حتى صالحوا على حقن دمائهم ، وأن يأخذوا من أموالهم
ما استقلت به ركابهم ، على أنهم لا يستصحبون شيئاً من السلام إهانة لهم واحتقاراً .
(البداية
والنهاية لابن كثير 1/720)
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإجلائهم
من المدينة. (صحيح
البخاري 3/11- ومسلم صحيح 5/159)
فجعلوا كما قال تعالى فيهم :- (يخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي
الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الابصار) فكانوا يخربون بيوتهم فيهدمونها
فيحملون ما وافقهم من خشبها(فتح الباري 7/331 ، سورة الحشر)
*النتائج :-
قد أدى إجلاء بني النضير إلى كسر شوكة اليهود والمنافقين في المدينة ،
حيث جددت قريظة المعاهدة مع المسلمين خلال حصار بني النضير وأظهرت رغبتها في المحافظة
على العهد حتى كانت غزوة الأحزاب .
• وقد أستمر الحقد يعمل في نفوس يهود بني النضر مما دفعهم إلى تحريض المشركين
من قريش والأحزاب على مهاجمة المدينة في غزوة الخندق (السيرة النبوية الصحيحة 1/310 -311)
2- غزوة الرجيع : ( قصة أصحاب الرجيع )
في شهر صفر في السنة الرابعة من الهجرة بعث النبي صلى الله عليه وسلم
سرية إلى أهل مكة ليخيروه ..
والرجيع : سبعة أميال من عسفان .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :- بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية
عيناً وأمر عليهم عاصم بن ثابت فانطلقوا حتى إذا كانوا بين عسفان ومكة تبعوهم بقريب
من مائة رام ، فاقتصوا أثارهم ..حتى أحاطوا بهم
فقالوا لهم :- لكم العهد والميثاق إن نزلتم
إلينا ألا نقتل منم رجلاً فقال عاصم:- (أما أنا فلا انزل في ذمة كافر) فقاتلهم حتى
قتلوه ..
وبقي خبيب وزيد ورجل أخر ، فأعطوهم العهد والميثاق ، فلما أعطوهم العهد
والميثاق نزلوا إليهم حلو أوتار قسيهم فربطوهم بها .. فقال الرجل الثالث :- هذا أول
الغدر ، فأبى أن يصحبهم فقتلوه ..
* أما خبيب بن أرت وزيد فباعوهما في مكة ، وأما خبيب فاشتراه بنو الحارث
بن عامر ، وكان خبيب قد قتل الحارث يوم بدر فمكث عندهم اسيراً (صحيح البخاري 5/40-41 وسيرة ابن هشام
3/165)
(تقول إحدى بنات الحارث:- ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب ، لقد رايته
يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ ثمرة ، وانه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقا رزقه
الله .. فخرجوا به من الحرم ليقتلوه ، فقال :- دعوني أصلي ركعتين ، فكان أول من سن
الركعتين عند القتل .. ثم قال اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً
ثم قال :-
ومالي أبالي حين أقتل مسلماً على أي شق ما في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وان يشأ يبارك على أوصال شلو متمزع
فقتل ، أما زيد فاشتراه صفوان بن أميه وقتله بابيه (أمية بن خلف الذي
قتل ببدر)( السيرة
النبوية الصحيحة د/ أكرم العمري 2/400)
عن ابن عباس :- لما قتل أصحاب الرجيع قال ناس من المنافقين
:-
ياويح هؤلاء المفتونين ، الذين
هلكوا هكذا, لاهم أقاموا في أهليهم, ولا هم أدوا رسالة صاحبهم فأنزل الله فيهم(وَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى
مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ )( سورة
البقرة (204)
وانزل في أصحاب السرية
: (وَمِنَ
النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ
) البقرة:(207) (البداية والنهاية لابن كثير 1/706)
3- سرية بئر معونة ( وبدء تشريع القنوت ) :-
بعث النبي صلى الله عليه وسلم وفدا لدعوة الأعراب في نجد ، فأرسل هذا
الوفد في شهر صفر في السنة الرابعة من الهجرة برئاسة المنذر بن عمرو الخزرجي ، ومعه
سبعون من القراء
( كان هؤلاء القراء من خيار المسلمين
، يتصدقون ويصلون بالليل ويتدارسن القران ) ، فلما وصلوا بئر معونة من نجد غدر بهم
عامر بن الطفيل ، فقتل رسولهم إليه حرام بن ملحان طعنه رجل بأمره في ظهره برمح فصاح
: -( الله اكبر فزت ورب الكعبة)..
وأحاط بهذا الوفد الأعراب من
رعل وذكوان وبني لحيان ، ودع القراء أنفسهم فأستشهدوا سوى عمرو ابن أمية كان قد تأخر
عنهم ، فعاد فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الخبر ، فمكث الرسول صلى الله عليه وسلم
يدعوا على رعل وذكوان وبني لحيان شهراً في صلاة الغداة
وبذلك
(بدء تشريع القنوت)( صحيح
البخاري 5/41-44، فتح الباري 7/386-388)
وكان لابد من تأديب الأعراب الغادرين فقاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
جيشاً إلى بني لحيان الذين قتلوا القراء، واستطاع صلى الله عليه وسلم أن يفرقهم، فتفرقوا
في الجبال .(تاريخ
خليفة بن خياط 77 من رواية علي المدائني)
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق