الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول وعلى
آله وصحبه أجمعين.
• الناقض الأول (من صور الشرك)
هناك أشياء
مترددة بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر بحسب ما يقوم بقلب فاعلها وما يصدر عنه من الأفعال
والأقوال ويقع فيها بعض الناس قد تتنافى مع العقيدة أو تعكر صفوها , وهي تمارس على
المستوى العام ويقع فيها بعض العوام تأثرا بالدجالين والمشعوذين وقد حذر منها النبي
عليه الصلاة والسلام , ومن هذه الأمور.
1ـ (لبس الحلقة والخيط ونحوهما)
لبس الحلقة
والخيط ونحوهما بقصد رفع البلاء أو دفعه من الشرك الأصغر إذا اعتقد ذلك وقد يترقى إلى
درجة الشرك الأكبر إذا اعتقد أنها مؤثرة بنفسها دون الله .
فهي بحسب ما
يقوم بقلب لابسها من الاعتقاد بها , فكونها
شرك أصغر لانه اعتقد أنها سبب لرفع البلاء أو دفعه لأن كل من أثبت لله سببا لم يجعله الله سببا شرعيا ولا قدريا فقد
أشرك بالله .
فالسبب الشرعي
للشفاء مثل قراءة القران والسبب القدري مثلا أكل المسهل سبب لانطلاق البطن لأنه يعلم بالتجارب .( القول المفيد
على كتاب التوحيد للشيخ محمد صالح العثيمين يرحمة الله 1/159)
يقول الشيخ السعدي يرحمه الله ؛ لابد من معرف ثلاثة أمور
في الأسباب :
1-أن لا يجعل منها سببا إلا ما ثبت أنه سبب شرعا أو قدرا
2-أن لا يتعمد العبد عليها بل يعتمد على مسببها ومقدرها مع قيامه
بالمشروع منها وحرصة على النافع منها
3- أن يعلم أن الأسباب مهما عظمت وقويت فإنها مرتبطة بقضاء الله
وقدره ولا خروج لها عنه.( القول السديد ص/34 للشيخ عبد الرحمن السعدي يرحمه الله)
معنى الحلقة .
هو طوق من نحاس
أوذهب أوفضة أو ما أشبه ذلك
معنى الخيط :
الخيط المعروف
كانوا يجعلون الحلقة أو الخيط في عضودهم لتدفع العين والجن.
أو ما يعلق
على نفسه شيئا من أجزاء الحيوانات لتدفع عنه العين أو لترفع عنهم البلاء.
جاء في حديث
عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله علية وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر
فقال ما هذا قال ؛ من الواهنة (لبستها لدرء المرض المسمى الواهنة وهي مرض يوهن الأنسان
ويضعفه , وقد يكون في الجسم كله , وقد تكون في بعض الأعضاء) فقال عليه الصلاة والسلام
أنزعها فأنها لا تزيدك إلا وهنا فأنك لومت
وهي عليك ما أفلحت أبدا(رواه أحمد
4/445بمسند لابأس به وفي الزوائد : إسناده حسن)
س / مسألة الجهل :
ماحكم إذا كان الإنسان يجهل عن هذا الحكم فهل يعذر أم لا يعذر؟
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين
يرحمه الله ؛
الجهل نوعان :
1-
جهل يعذره فيه الأنسان
2-
وجهل لا يعذر في مما كان
ناشئا عن تفريط وإهمال مع قيام المقتضى للتعلم فأنه لا يعذر فيه سواء في الكفر أوفي
المعاصي
وما كان ناشئا
عن خلاف ذلك أي:إنه لم يهمل ولم يفرط ولم يقم المقتضى للمتعلم كمن نشأ ببادية بعيدة
ليس عنده علماء ولم يخطر بباله أن هذا الشيء حرام , أو أن هذا الشيء واجب فأنه يعذر
. فان كان منتسبا إلى الاسلام لم يصره وإن
كان منتسباً إلى الكفر فهو كافر في الدنيا لكن في الأخرة أمره إلى الإسلام لم يضره
,وإن كان منتسبا الى الكفر فهو كافر في الدنيا لكن في الأخرة أمره إلى الله وعلى القول
الراجح : يمتحن فإن أطاع دخل الجنة وإن عصى دخل النار(كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن صالح العثيمين1/171).
2ـ (تعليق التمائم)
التمائم : جمع تميمة , وسميت تميمة لأنهم يرون انه يتم بها دفع العين .
منها ما يكون
جلد أو أذكار أدعية تعلق في الصدر أو العضد أو حبال أو خرزات تعلق في الصدر
أو في السيارة أو في البيت أو تكون من عظام.. ونحو ذلك.
فالتميمة ليست
خاصة بصورة معينة بل أنها تشمل أنواع كثيرة .
س / ماحكم التميمة؟
ج/ التمائم كلها منهي عنها سواء اعتقد أنها تدفع العين أو غير ذلك
فهذا شرك أصغر لأنه جعله سبب لدفع العين والله لم يجعله سبب لدفع العين لم يكون سببا
شرعيا ولا سببا قدريا , وإذا لم يعتقد أنها تدفع العين فهي محرمة لمشابهتها المشركين
.( شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ).
س/ ما الحكم إذا كان هذا المعلق من القران؟
ج/اختلف العلماء من قال: جائز ومنهم من قال بعدم الجواز.
الراجح عدم
الجواز ؛
1- لسد الذريعة فأنه يفضي إلى
تعليق غير القرآن
2-لامخصص للنصوص المانعة من تعليق التمائم وهي كالتالي:
أ-
حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال ؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول :
"إِنَّ
الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ" ( رواة أحمد 1/381 والحاكم من الرقي والتمائم وقال : صحيح الأسناد
على شرط الشيخين 4/418)
0 الرقي :
هي الرقية التي فيها الاستعانة والاستغاثة لغير الله
أو فيها أسماء شياطين أو اعتقد المرقى فيه أنها مؤثرة بنفسها فهذه الرقية شركيه.
أما الرقية الشرعية ما توفرت فيها ثلاث شروط :
1-أن تكون بالقرآن أو بأسماء الله وصفاته والسنة.
2-أن تكون بالكلام العربي؛ لسان عربي معلوم معناه.
3ـ أن لايعتقد أنها تنفع بنفسها , بل الله سبحانه هو الذي ينفع .
فهذه رقية جائزة , حديث (اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ
يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ) رواه مسلم والرسول عليه الصلاة والسلام رقى ورقي.
0التمائم ؛سبق
ذكرها
التولة :
هي نوع من السحر وهو ما يسمى عند العامة العطف أو
الصرف فيجلب الشيء ويصرف الشيء, وهو في الأصل نوع من أنواع التمائم تصنع والساحر يرقى
فيها, وهذا نوع من أنواع السحر من الشرك, والسحر من الشرك.
ب-
حديث عن عقبة بن عامر مرفوعا؛ (مِنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ
أَشْرَكَ)فهذه نصوص عامة لا مخصص لها.
صلى
الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق