الخميس، 6 نوفمبر 2014


القيامة الكبرى(يتبع)

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

* الصراط .

* الصراط لغة وشرعاً:

       - الصراط لغة : الطريق .

        -  شرعاً : الجسر الممدود على جهنم ليعبر الناس إلى الجنة .

س/ اذكر دليل من الكتاب والسنة يدل على ثبوت الصراط ؟

من الكتاب: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا) [مريم:71]

من السنة : قول النبي صلى الله عليه وسلم : (ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ وَيَقُولُونَ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ)( صحيح البخاري (764.) 

س/ من الذي يعبر الصراط ؟

ج/ لا يعبر الصراط إلا المؤمنين على قدر أعمالهم ، فمنهم كطرف العين ، ومنهم كالبرق ومنهم كالريح ، وكالطير ، وكأجاويد الخيل ، ومنهم من يزحف زحفاً .

س/ من أول من يعبر الصراط من الأنبياء ومن الأمم ؟

ج/ أول من يعبر الصراط من الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن الأمم أمته عليه الصلاة والسلام .

س/ بعد العبور على الصراط هل يدخلون الجنة أم ماذا يحدث لهم ؟

ج/ بعد العبور على الصراط يقفون الناس على قنطرة بين الجنة والنار ليقتص المظالم بينهم ولأجل تنقية ما في القلوب من الغل والحقد والبغضاء حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غل .

لقوله تعالى : { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًاعَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِين } سورة الأعراف (43)

 ثم بعد ذلك يشفع لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالدخول إلى الجنة .

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفسي بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا ) (الكواشف الجلية عن معاني الواسطية للشيخ عبد العزيز السلمان
 


·      الشفاعة :

الشفاعة لغة واصطلاحاً :

لغة : جعل الوتر شفعاً .

اصطلاحاً : التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة .

س/ ما هي أقسام الشفاعة ؟

ج/ تنقسم إلى قسمين :

1-   شفاعة منفية : وهي ما يتعلق بها المشركون في أصنامهم حيث يعبدونها ويزعمون أنها شفعاء عند الله أي تشفع لهم عند الله وهذه الشفاعة باطلة .

   2- شفاعة مثبتة : وهي ما أجمعت شرطين :

1) رضى الله عن الشافع .    2) إذنه في الشفاعة.

س/ ما هي شروط الشفاعة مع الدليل ؟

ج/ 1- إذن الله في الشفاعة ,لقوله تعالى :{ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ }(البقرة: 255)   

1-   رضا الله عن الشافع والمشفوع له ، لقوله سبحانه وتعالى : { وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى } (الانبياء :28)

س/ هل للكافر شفاعة وما الدليل ؟

ج/ أما الكافر فلا شفاعة له لقوله تعالى : { فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)(المدثر: 48 ) 

س/ ما هي أنواع الشفاعة المثبتة ؟

ج/ نوعان : 1- شفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم .

               2- شفاعة عامة له ولغيره من الأنبياء والملائكة والمؤمنين .

 

س/ ما هي أقسام الشفاعة ؟

ج/ قسم أهل العلم الشفاعة إلى قسمين رئيسيين وهما :

أ- الشفاعة الخاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم وهي أنواع :

1- شفاعته لأهل الموقف وهي الشفاعة العظمى ، وهذه الشفاعة اتفقت طوائف الأمة عليها .

2-الشفاعة في دخول أهل الجنة الجنة ، جاء في الحديث : (آتي يوم القيامة باب الجنة , فأستفتح , فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد فَيَقُولُ : بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لا أَفْتَحَ لأَحَدٍ قَبْلَكَ) رواه مسلم (292).

الشفاعة في عمه أبي طالب : شفاعته عليه الصلاة والسلام لعمه أبي طالب كان في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه وإنه لأهون أهل النار عذاباً ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار )(صحيح مسلم 209).

ب-الشفاعة العامة له ولجميع المؤمنين :

1-     شفاعته عليه الصلاة والسلام في رفع درجات بعض أهل الجنة ، تكون له ولغيره ، كما قال صلى الله عليه وسلم في أبي سلمة : (.« اللَّهُمَّ اغْفِر لأبي سَلَمَة ، وَارْفَعْ درَجَتهُ في المَهْدِيِّينَ ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الْغَابِرِين، واغْفِرْ لَنَا ولَه يَاربَّ الْعَالمِينَ ، وَافْسحْ لَهُ في قَبْرِهِ ، وَنَوِّرْ لَهُ فيه » رواه مسلم في كتاب الجنائز 2/634

2-الشفاعة في إخراج بعض العصاة من النار ، وهذه تكون له ولغيره من الأنبياء والملائكة والمؤمنين ، وهذه الشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أهل الكبائر أن يخرجوا منها ,بعدما احترقوا وصاروا فحماً وحمماً لحديث أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها ولا يحيون ولكن – أوكَمَا قَالَ : تُصِيبُهُمْ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ ، أَوْ قَالَ : بِخَطَايَاهُمْ فَيُمِيتُهُمْ إِمَاتَةً ، حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا أَذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ ) رواه أحمد. في المسند 3/5

    هذه الشفاعة أنكرها المعتزلة والخوارج بناءً على مذهبهم أن فاعل الكبيرة مخلد في النار فلا تنفعه الشفاعة .

ونرد عليهم :

1-     أن ذلك مخالف للمتواتر من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .

2-     أنه مخالف لإجماع السلف .

فمن أنواع الشفاعة :

3-     الشفاعة فيمن استحق النار أن يدخلوها ، يستدل بها بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلا لا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ "  صحيح مسلم (كتاب الجنائز2/655)

4-     الشفاعة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب .

الشفاعة في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع لهم ليدخلوا الجنة

س/ هل نطلب الشفاعة من المخلوقين ؟

ج/ لا نطلب الشفاعة من المخلوقين ولا حتى من النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا تقل يا محمد اشفع لنا ، ولا يا عيدروس اشفع لنا ولا يا عبد القادر اشفع لنا

بل نقول : اللهم شفع فينا أنبيائك . أو اللهم تقبل شفاعة الشافعين فينا ، أو اللهم اجعلنا ممن تناله شفاعة الشافعين ، فنطلبها من الله وحده لقوله تعالى : { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ }(البقرة: 255)   .

س/ ما هي أقسام الشفاعة في الدنيا ؟

ج/ تنقسم الشفاعة في الدنيا إلى ثلاثة أقسام :

1-أن يشفع لشخص وجب عليه الحد بعد أن وصل الأمر إلى الإمام ، لقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ)(صحيح البخاري كتاب الحدود :6406) فهذه شفاعة محرمة .

2-أن يشفع في شيء محرم ، وهذا النوع لا يجوز لأنها إعانة على الإثم والعدوان .

3-الشفاعة في شيء مباح ، وهذا أقر به (اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا)صحيح البخاري ،

 وقال تعالى : { مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا } النساء :85  .


 

·      الجنة والنار .

- الجنة.

 لغة : البستان الكثير الأشجار .

شرعاً : الدار التي أعدها الله في الآخرة للمتقين .

-        النار

لغة : معروفة .

شرعاً: الدار التي أعدها الله في الآخرة للكافرين .

س/ هل الجنة والنار مخلوقتان الآن ؟ اذكر دليل من السنة ؟

ج/ نعم مخلوقتان ولا تفنيان ولا تبيدان ، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ أَوْ أُرِيتُ الْجَنَّةَ ، فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا ، وَلَوْ أَخَذْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا ، وَرَأَيْتُ النَّارَ أَوْ أُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ أَفْظَعَ ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ " (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ )

س/ أين مكان الجنة والنار مع الأدلة ؟

ج/ مكان الجنة في أعلى عليين :

- قال الله تعالى : { إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ }( سورة المطففين : (18)

- حديث البراء بن عازب : (فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ)حديث صحيح .

    والنار في أسفل سافلين :

- قال تعالى : { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ. } سورة المطففين (7)   .

- لحديث البراء بن عازب السابق : (فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي سِجِّينٍ ، فِي الأَرْضِ السُّفْلَى) حديث صحيح

س/ من هم أهل الجنة ؟ ومن هم أهل النار ؟

ج/    - أهل الجنة كل مؤمن تقي { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }( سورة آل عمران (133)

        ـ أهل النار كل كافر شقي { أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } سورة البقرة (24)

س/ كيف يذبح الموت ؟

ج/ يؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار ، ثم يقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ,ويا أهل النار خلود فلا موت.( التفصيل في القيامة الكبرى من كتاب العقيدة الواسطية شرح الشيخ محمد العثيمين ولمعة الاعتقاد صالح آل الشيخ ). 
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق