الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى وصحبه
أجمعين
1ـ تأسيس مسجد قباء.
قال ابن كثير :- إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أسس مسجد قباء في أول يوم قدم إلى قباء نزل فيه قوله تعالى (لمَسْجِدٌ أُسِّسَ
عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ
أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) سورة التوبة(108)
وجاء في حديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم
في مسجد قباء فقال: (إن الله قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم , فما هذا
الطهور الذي تطهرون به؟ قالوا : والله يارسول الله ما نعلم شيئاً إلا أنه كان لنا جيران
من اليهود فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسوا) اخرجة ابن خزيمة في صحيحة وله شواهد أخر.وذكر هذا ابن كثير في البداية
والنهاية 1/850 -
2- بناء المسجد النبوي:-
عن أنس بن مالك رضي الله عنه لما قدم رسول الله صلى الله
عليه وسلم نزل في علو المدينة في حي يقال لهم عمرو بن عوف , فأقام النبي صلى الله عليه
وسلم فيهم أربع عشر ليلة , ثم أرسل إلى ملأ بني النجار فجاءوا مقلدين سيوفهم,
قال: وكأني انظر إلى رسول الله
على راحلته وأبو بكر ردفه, وملأ وبني النجار
حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب , قال فكان يصلي حيث أدركته
الصلاة , ويصلي في مرابض الغنم ,
قال : ثم إنه أمر ببناء المسجد
, فأرسل إلى ملأ بني النجار فجاؤو ا فقال(يأبني النجار ثامنوني بحائكم هذا)
فقالوا : لا والله لا نطلب ثمنه إلا
إلى الله عزوجل .
قال :- فكان فيه ما أقول لكم , كانت
فيه قبور المشركين ,وكانت فيه خرب وكان فيه نخل فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقبور المشركين فنبشت , وبالخرب فسويت وبالنخل فقطع .
قال : فصفوا النخل قبلة المسجد
, وجعلوا عضادتيه , حجارة , قال :- فجعلوا ينقلون ذلك الصخر وهم يرتجزون:-
اللهم لأخير إلا خير الآخرة فانصر الأنصار والمهاجرة. رواه البخاري
*عن أم سلمه :- لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
يبنون المسجد , جعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحمل كل واحد لبنة لبنة وعمار يحمل
لبنتين لبنه عنه ولبنة عن النبي صلى الله عليه وسلم , فمسح ظهره
وقال(أبن سمية (يعني : ياابن
سمية وهي أمه ) للناس أجر ولك أجران , وآخر زادك شربه من لبن , وتقتلك الفئة الباغية(إسناد على شرط الصحيحين)
فضل المسجد النبوي :-
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة
مساجد , مسجدي هذا , والمسجد الحرام , ومسجد بيت المقدس)( وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة.)
*أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال(صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)(ثبت في الصحيحين)
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما بين بيتي ومنبري روضة
من رياض الجنة , ومنبري على حوضي)( في الصحيحين من حديث
أبي هريرة )
3-المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار:-
قال تعالى(وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا
الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا
يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ
شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.) سورة الحشر (9)
قال ابن عباس :- (ولكل جعلنا موالي)(سورة النساء :33) قال : ورثة.
(والذين عقدت أيمانكم)( سورة النساء :33) وفي رواية ثابتة (عاقدت)كان
المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجري الانصاري دون ذوي رحمة للأخوة التي آخى النبي
صلى الله عليه وسلم بينهم فلما نزلت (ولكل جلنا موالي)نسخت , ثم قال (والذين عاقدت
أيمانكم فآتوهم نصيبهم) من النصرة والرفادة والنصيحة , وقد ذهب الميراث (ذكر هذا البخاري)
قال ابو جحيفة :- آخى النبي صلى الله عليه
وسلم بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء رضي الله عنهما وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله
عنهما : آخى النبي صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع لما قدمنا المدينة
.
*عن أنس قال :
قدم عبد الرحمن بن عوف فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد
بن الربيع فعرض عليه أن يناصفه أهله وماله فقال له عبد الرحمن : بارك الله لك في أهلك
ومالك , دلني على السوق فربح شيئاً من أقط
وسمن , فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام وعليه وضر من صفرة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم (مهيم ياعبدالرحمن؟)
قال:يارسول الله تزوجت امراة من الأنصار,
قال (فما سقت فيها )قال وزن نواة
من ذهب ,
قال النبي صلى الله عليه
وسلم (أولم ولو بشاة)رواه البخاري
ثم بورك له في عمله ونمت ثروته ليصبح من كبار أغنياء المسلمين فقد أبى إلا أن يكون صاحب اليد العليا التي تعطي
ولا تأخذ.
قال عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار)إن إخوانكم قد تركوا الأموال والأولاد وخرجوا إليكم)
فقالوا بيننا قطائع ,فقال رسول الله :(أو غير ذلك ؟ قالوا :
وماذاك يارسول الله ؟
قال :(هم قوم لا يعرفون العمل
, فتكفونهم وتقاسمونهم .....) قالوا : نعم
( وهذا من فضائل الأنصار وحسن سجاياهم عند قوله تعالى
(وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ)سورة الحشر:9
4- ميلاد عبدالله بن الزبير
:-
ممن ولد في هذه السنة المباركة وهي الأولى من الهجرة عبدالله
بن الزبير ، فكان اول مولود ولد في الاسلام بعد الهجرة .رواه البخاري
5- مشروعية الأذان :-
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشار الناس لما يهمهم
إلى الصلاة ، فذكروا البوق ، فكرهه من أجل اليهود ، ثم ذكروا الناقوس ، فكرهه من أجل
النصارى .
فرأى النداء تلك الليلة رجل من الأنصار يقال له : عبدالله بن زيد بن ثعلبه ، فأتي الرسول صلى الله
عليه وسلم
فقال له : يا رسول الله إنه طاف بي
هذه الليلة طائف . مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوساً في يده
فقلت : يا عبدالله أتبيع هذا الناقوس ؟
فقال :- وما تصنع به ؟
قلت :- ندعو به إلى الصلاة قال
: ألا أدلك على خير من ذلك ؟
فقلت :- ماهو ؟
قال :- تقول : ( الله اكبر ، الله اكبر ، اشهد ان لا اله الا الله .... )فلما أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم
قال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله
، فقم مع بلال فألقها عليه ، فليؤذن بها فانه
أندى صوتاً منك ) فلما أذن بلال سمعه عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج إلى رسول الله
يجر ردائه وهو يقول :- يانبي الله والذي بعثك
بالحق لقد رأيت مثل الذي رأى .. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :- ( فالله الحمد )(ذكره ابن كثيرفي البداية والنهاية1/593
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق