دروس في علم التوحيد
الدرس الرابع:(البدعة)
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه أجمعين
· تعريف البدعة.
في اللغة :
مأخوذة من البدع وهو الاختراع على غير مثال سابق,
ومنه قوله تعالى : { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }( سورة البقرة آية (117)
اصطلاحا :
ما أحدث في الدين على خلاف ما كان عليه النبي عليه الصلاة
والسلام وأصحابه من عقيدة وعمل.
وهناك عدة تعريفات منها :
الذي ذكره الشاطبي في الاعتصام:
وهو أن البدعة
هي طريقة في الدين مخترعة يراد بالسلوك عليها مضاهات الطريقة الشرعية . (كتاب الاعتصام للأمام
الشاطبي ص/49)
وهذا التعريف يتعلق بثلاثة أشياء :
1-أن البدعة يلتزم بها (فالطريقة في
الدين )أي الملتزم بها.
2-أنها مخترعة لم يكن عليها محل سابق
.
3-أنه تضاهى بها الطريقة الشرعية من
حيث الزمان أو المكان .( شرح كتاب الأربعون النووية للأمام النووي شرح الشيخ
صالح آل الشيخ)
الابتداع على قسمين :
1-ابتداع في العادات ؛كابتداع المخترعات الحديثة
وهذا مباح لأن الأصل في العادات الإباحة .
2-ابتداع في الدين ؛ وهذا محرم لأن الأصل فيه
التوقيف.
قال صلى الله عليه وسلم ؛(من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد)(رواه البخاري ومسلم)
وفي رواية ؛(من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)( في صحيح مسلم)
·
أنواع البدع.
البدعة في الدين نوعان:
1- بدعة قولية اعتقادية: كمقالات الجهمية والمعتزلة
والرافضة وسائر الفرق الضالة واعتقاداتهم.
2- بدعة في العبادات : كالتعبد لله بعبادة لم يشرعها
وهي أنواع :
أ- ما يكون في أصل العبادة :
بأن يحدث عبادة ليس لها أصل
في الشرع كأن يحدث صلاة غير مشروعة أو صياما غير مشروع أو أعيادا غير مشروعة كأعياد
الموالد وغيرها
ب- ما يكون في الزيادة على العبادة المشروعة .
كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلا.
ج- ما يكون في صفة أداء العبادة.
بأن يؤديها على صفة غير مشروعة
وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية
مطربة وكالتشديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
د- ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة .
لم يخصصها الشرع كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام
وقيام , فإن أصل الصيام والقيام مشروع ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل
·
حكم البدعة في الدين .
كل بدعة في الدين محرمة وضلالة لقول النبي صلى الله عليه
وسلم .
(وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ
مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ")( رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.)
التحريم يتفاوت بحسب
نوعية البدعة :
1-
منها كفر صراح ؛
كالطواف بالقبور تقربا إلى
أصحابها وتقديم الذبائح والنذور لها وكمقالات غلاة الجهمية والمعتزلة .
2-
منها ما هو من وسائل الشرك.
كالبناء على القبور والصلاة
والدعاء عندها.
3-
منها ما هو فسق اعتقادي.
كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة
في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية.
4-
منها ما هو معصية
5- كالصيام قائما
في الشمس ..وغيرها.
س/هل صحيح أن هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة؟
ج/ هذا مخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم ؛( وكل بدعةٍ ضلالة)
فالرسول علية الصلاة والسلام حكم على البدع كلها بأنها
ضلالة .
س/ما المراد بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:(نعمت البدعة
هذه)
ما حدث في السلف من جمع القرآن في كتاب واحد وكتابة الحديث
وتدوينه ؟
ج/أن هذه الأمور لها أصل في الشرع فليست
محدثة:
1- فقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؛(نعمت البدعة هذه)يريد البدعة اللغوية
لا الشرعية , فما كان له أصل في الشرع فإذا
قيل أنها بدعة فهي بدعة لغة,
فصلاة التراويح قد صلاها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي وتخلف عنهم في الأخير خشية أن تفرض
عليهم , واستمر الصحابة رضوان الله عليهم يصلونها أوزاعا متفرقين في حياة النبي عليه
الصلاة والسلام وبعد وفاته جمعهم عمر بن الخطاب خلف إمام واحد فهذا ليس بدعة في الدين
.
2ـ كذلك القرآن جمع القران في كتاب واحد
له اصل في الشرع ,لأن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يأمر بكتابة القرآن , لكن كان مكتوبا متفرقا فجمعه الصحابة في مصحف واحد
حفظا له .
3ـ كذلك كتابة الحديث له أصل في الشرع
فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة بعض
الأحاديث لبعض أصحابه لما طلب منه ذلك , بعد وفاته عليه الصلاة والسلام دون المسلمون
السنة حفظها لها من الضياع.
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق