الاثنين، 3 نوفمبر 2014


·      فتنة القبر :

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

       لغة : الاختبار ، وفتنة القبر سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه .( شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد صالح آل الشيخ)

* فتنة القبر العظيمة :

     لأن الإنسان يتلقى فيه السؤال الذي لا يمكن الجواب عليه إلا على أساس متين من العقيدة والعمل الصالح (شرح العقيدة الواسطة للشيخ ابن العثيمين ص 4807)

وهذا ثابت بالكتاب والسنة : -

قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( المسلم إذا سئل في القبر شهد إن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله فذلك قوله تعالي : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ )( متفق عليه )

  * الأسئلة هي : -

   1 – من ربك ؟ أي من ربك الذي خلقك وتعبده وتخصه العبادة ؟

   2 – ما دينك ؟ أي ما عملك الذي تدين به لله عز و جل , وتتقرب به إليه ؟

   3 – من نبيك ؟ من النبي الذي تؤمن به وتتبعه ؟
 


س / هل السؤال عم للمكلفين أم لا ؟

      السؤال عام للمكلفين من المؤمنين و الكافرين ومن هذه الأمة و غيرها من الأمم السابقة على القول الصحيح 0

وفي غير المكلفين خلاف 0

ويستثني من ذلك : -

1 / الأنبياء: لأن الأنبياء أفضل من الشهداء ولأنهم أيضا يسأل عنهم : من نبيك ؟

2 / الصد يقون : لأنه مرتبتهم أعلى  من مرتبه الشهداء

3 / الشهيد:  للحديث : (أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله مَا بَال الْمُؤمنِينَ يفتنون فِي قُبُورهم إِلَّا الشَّهِيد قَالَ كفى ببارقة السيوف على رَأسه فتْنَة)( حديث صحيح أخرجه النسائي/ 279) 

4 / من مات في سبيل الله : للحديث : (( رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ ) رواه مسلم (1913)

5 / المبطون : الحديث (" مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ لَمْ يُعَذَّبْ فِي قَبْرِهِ ")( صحيح الجامع الصغير ( 6461 ) 2/24




* سماع الميت أحوال أهله :

    هل الميت يعلم عن الأحياء أخبارهم سمعت من أهل العلم من يقول ذلك والآخر ينفي – يقول لا تسأل عن هذا لأنها من علم الغيب ؟!

الجواب :  هذه المسألة مهمة وقد تنوع أقوال أهل العلم على ثلاثة أقوال :

1-   ينفي مطلقاً :

          واستدلوا – لقوله تعالى : (وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ)سورة فاطر:22 . فلا دليل على سماعه مطلقاً ولا دليل أن الملائكة تبلغ الأحول والأخبار .

2-   ما  يثبت مطلقاً :

    هناك أدلة ما يدل على جنس سماع الميت حديث (وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ)صحيح البخارى

- يستدلون  ببعض الأحاديث الضعيفة التي فيها الملائكة تخبر الميت بأخبار أهله فإن كان خيراً سرّ من ذلك وإن كان غير هذا أساء  .

- يستدلون بفعل النبي صلى الله عليه وسلم : مع صناديد قريش لما جمعهم في قليب بدر –‏ ‏إطلع النبي عليه الصلاة السلام‏ ‏على أهل ‏ ‏القليب ‏ ‏فقال : ‏ ‏وجدتم ما وعد ربكم حقاً ، فقيل له ‏: ‏تدعو أمواتاً فقال : ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون.( صحيح البخاري - الجنائز - ما جاء في عذاب القبر - رقم الحديث : ( 1281 )

3- التفصيل :

      أن الميت يسمع ببعض الأشياء التي ورد الدليل أنه يسمع ((وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ)

      أن الميت لا يُسمع ((وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ)) .

      فما خرج عن الأصل يحتاج إلى دليل . وتبليغ الأخبار فهي خلاف الأصل  .

وهذا هو القول الأظهر والأقرب .

* فينحصر سماع الميت بما دل الدليل عليه :

       1- كسماعه قرع نعال أصحابه .........

       2- مشركي قريش لما سمعوا من النبي عليه الصلاة السلام .( شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ)
 




* إنكار الملاحدة عذاب القبر :-

     أنكر الملاحدة عذاب القبر متعللين :

1)     بأننا لو نبشنا القبر لوجدناه كما هو .

2)     نرى المصلوب .

3)     الأرض كيف تضيق عليه وتتسع لا يعقل .

الرد عليهم بأمرين :

1-   دلالة الكتاب والسنة وإجماع السلف على ذلك .

2-   أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا فالعذاب والنعيم في القبر ليس كالمحسوس في الدنيا.( شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد للشيخ صالح آل الشيخ)







* بعض المسائل :

س/ ما الحكمة في عدم سماع الإنسان صياح المعذب في القبر ؟!

الحكمة هي كالتالي :

1-     ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُسْمِعَكُمْ من عَذَابَ الْقَبْرِ).( رواه مسلم / كتاب الجنة)

2-     ستر للميت  .

عدم إزعاج أهله ، لأن أهله إذا سمعوا ميتهم يعذب ويصيح لم يستقر لهم قرار

لو سمع الناس صراخ هؤلاء المعذبين ، لكان الإيمان بعذاب القبر من باب الإيمان بالشهادة ، لا من باب الإيمان بالغيب.( شرح العقيدة الوسطية للشيخ محمد بن صالح العثيمين صـ483)
س/ هل العذاب أو النعيم في القبر دائم أو ينقطع ؟!

- أما العذاب للكفار ، فإنه دائم .

- أما عصاة المؤمنين الذين يقضي الله عليهم بالعذاب فهؤلاء قد يدوم عذابهم وقد لا يدوم ، وقد يطول وقد لا يطول ، حسب الذنوب ، وحسب عفو الله عز وجل.( شرح العقيدة الوسطية للشيخ محمد بن صالح العثيمين صـ483)

س/ هل عذاب القبر أهون من عذاب يوم القيامة ؟

    نعم – لأن العذاب في القبر ليس فيه خزي ولا عار ، أما في الآخرة فيه الخزي والعار . لأن الأشهاد موجودون  . (شرح العقيدة الوسطية للشيخ محمد بن صالح العثيمين صـ483)

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق