· فتنة القبر :
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه أجمعين.
لغة : الاختبار
، وفتنة القبر سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه .( شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد صالح آل الشيخ)
* فتنة القبر العظيمة :
لأن الإنسان يتلقى
فيه السؤال الذي لا يمكن الجواب عليه إلا على أساس متين من العقيدة والعمل الصالح (شرح العقيدة الواسطة للشيخ ابن
العثيمين ص 4807)
وهذا ثابت بالكتاب والسنة : -
قول النبي صلي الله عليه وسلم : ( المسلم إذا سئل في القبر
شهد إن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله فذلك قوله تعالي : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ )( متفق عليه )
* الأسئلة هي : -
1 – من ربك ؟ أي من ربك الذي خلقك وتعبده وتخصه
العبادة ؟
2 – ما دينك ؟ أي ما عملك الذي تدين به لله
عز و جل , وتتقرب به إليه ؟
3 – من نبيك
؟ من النبي الذي تؤمن به وتتبعه ؟
س / هل السؤال عم للمكلفين أم لا ؟
السؤال عام للمكلفين
من المؤمنين و الكافرين ومن هذه الأمة و غيرها من الأمم السابقة على القول الصحيح
0
وفي غير المكلفين خلاف 0
ويستثني من ذلك : -
1 / الأنبياء: لأن الأنبياء أفضل من الشهداء
ولأنهم أيضا يسأل عنهم : من نبيك ؟
2 / الصد يقون : لأنه مرتبتهم أعلى من مرتبه الشهداء
3 / الشهيد: للحديث : (أَن رجلا قَالَ يَا
رَسُول الله مَا بَال الْمُؤمنِينَ يفتنون فِي قُبُورهم إِلَّا الشَّهِيد قَالَ كفى
ببارقة السيوف على رَأسه فتْنَة)( حديث صحيح أخرجه النسائي/ 279)
4 / من مات في سبيل الله : للحديث : (( رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ
خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي
كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ ) رواه مسلم (1913)
5 / المبطون : الحديث (" مَنْ قَتَلَهُ
بَطْنُهُ لَمْ يُعَذَّبْ فِي قَبْرِهِ ")( صحيح الجامع الصغير ( 6461 ) 2/24
* سماع الميت أحوال أهله :
هل الميت يعلم عن الأحياء
أخبارهم سمعت من أهل العلم من يقول ذلك والآخر ينفي – يقول لا تسأل عن هذا لأنها من
علم الغيب ؟!
الجواب : هذه المسألة مهمة وقد تنوع أقوال
أهل العلم على ثلاثة أقوال :
1- ينفي مطلقاً :
واستدلوا
– لقوله تعالى : (وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ)سورة فاطر:22 . فلا دليل على سماعه مطلقاً
ولا دليل أن الملائكة تبلغ الأحول والأخبار .
2- ما يثبت مطلقاً :
هناك أدلة ما يدل
على جنس سماع الميت حديث (وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ)صحيح البخارى
- يستدلون ببعض الأحاديث الضعيفة التي فيها الملائكة تخبر
الميت بأخبار أهله فإن كان خيراً سرّ من ذلك وإن كان غير هذا أساء .
- يستدلون بفعل النبي صلى الله عليه وسلم
: مع صناديد قريش لما جمعهم في قليب بدر – إطلع النبي عليه الصلاة السلام على أهل
القليب فقال : وجدتم ما وعد ربكم حقاً ، فقيل له : تدعو أمواتاً فقال :
ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون.( صحيح البخاري - الجنائز - ما
جاء في عذاب القبر - رقم الحديث : ( 1281 )
3- التفصيل :
أن الميت يسمع
ببعض الأشياء التي ورد الدليل أنه يسمع ((وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ)
أن الميت لا يُسمع
((وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ)) .
فما خرج عن الأصل
يحتاج إلى دليل . وتبليغ الأخبار فهي خلاف الأصل
.
وهذا هو القول الأظهر والأقرب .
* فينحصر سماع الميت بما دل الدليل عليه :
1- كسماعه قرع نعال أصحابه
.........
2- مشركي قريش لما سمعوا من النبي
عليه الصلاة السلام .( شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ)
* إنكار الملاحدة عذاب القبر :-
أنكر الملاحدة
عذاب القبر متعللين :
1) بأننا
لو نبشنا القبر لوجدناه كما هو .
2) نرى
المصلوب .
3) الأرض
كيف تضيق عليه وتتسع لا يعقل .
الرد عليهم بأمرين :
1-
دلالة الكتاب والسنة وإجماع السلف
على ذلك .
2-
أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال
الدنيا فالعذاب والنعيم في القبر ليس كالمحسوس في الدنيا.( شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد للشيخ صالح آل الشيخ)
* بعض المسائل :
س/ ما الحكمة في عدم سماع الإنسان صياح المعذب في القبر
؟!
الحكمة هي كالتالي :
1- ما أشار إليه النبي صلى الله
عليه وسلم بقوله : (لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
أَنْ يُسْمِعَكُمْ من عَذَابَ الْقَبْرِ).( رواه مسلم / كتاب الجنة)
2- ستر
للميت .
3ـ عدم إزعاج أهله ، لأن أهله إذا سمعوا
ميتهم يعذب ويصيح لم يستقر لهم قرار
4ـ لو سمع الناس صراخ هؤلاء المعذبين ،
لكان الإيمان بعذاب القبر من باب الإيمان بالشهادة ، لا من باب الإيمان بالغيب.( شرح العقيدة الوسطية للشيخ محمد بن صالح العثيمين صـ483)
س/ هل العذاب أو النعيم في القبر دائم أو ينقطع ؟!
- أما العذاب للكفار ، فإنه دائم .
- أما عصاة المؤمنين الذين يقضي الله عليهم
بالعذاب فهؤلاء قد يدوم عذابهم وقد لا يدوم ، وقد يطول وقد لا يطول ، حسب الذنوب ،
وحسب عفو الله عز وجل.( شرح العقيدة الوسطية للشيخ محمد بن صالح العثيمين صـ483)
س/ هل عذاب القبر أهون من عذاب يوم القيامة ؟
نعم – لأن العذاب
في القبر ليس فيه خزي ولا عار ، أما في الآخرة فيه الخزي والعار . لأن الأشهاد موجودون . (شرح العقيدة الوسطية للشيخ
محمد بن صالح العثيمين صـ483)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق