الجمعة، 28 نوفمبر 2014


(أهم الأحداث التي وقعت في السنة الثانية من الهجرة )

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


1-  تحويل القبلة  :-

تم تحويل القبلة في السنة الثانية  من الهجرة قبل وقعه بدر قال تعالى (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) سورة البقرة (144)

 *عن البراء ( ان  اول صلاة صلاها صلى الله عليه وسلم الى الكعبة بالمدينة ، العصر والعجب ا ن اهل قباء لم يبلغهم خبر ذلك الى صلاة الصبح من اليوم الثاني )كما ثبت في الصحيحين.

*عن ابن عمر قال :- بينما الناس بقباء في صلاة الصبح اذا جاءهم آت فقال :- ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه الليلة قران وقد امر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها . وكانت وجوههم الى الشام فاستداروا الكعبة (ثبت في الصحيحين

*وكان قد مات على القبلة قبل ان تحول رجال قتلوا ، فقال الصحابة :لم ندر ما نقول فيهم فانزل الله (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ.)( سورة البقرة (143)

* عن البراء قال  :- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم  قد صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً ، وكان يحب ان يوجه نحو الكعبة فانزل الله  (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)( سورة البقرة (142)

* وقال السفهاء من الناس –وهم اليهود- ماولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ؟فانزل الله  (قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )( رواه مسلم من وجه


 






 


2ـ فرضية صيام والزكاة:

1ـ شهر رمضان :-

* قال ابن جرير :- في هذه السنة فرض صيام شهر رمضان قبل وقعة بدر.

عن ابن عباس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة وجد ان اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم عنه فقالوا:- هذا يوم نجى الله فيه موسى .

 فقال :-(  فَنَحْنُ أَحَقُّ  بِمُوسَى مِنْكُمْ." ) فصامه وامر الناس بصيامه(ثابت في الصحيحين)

*عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة ايام ، وصام عاشوراء ،ثم ان الله عز وجل فرض عليه الصيام ،

فانزل قوله تعالى ( ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ) لى قوله ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهٌ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ  )

فكان من شاء صام ومن شاء أطعم فأجزاه ذلك عنه ،

ثم انزل الله الآية الاخرى  ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ) الى قوله  (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) فاثبت صيامه على المقيم الصحيح 

، ورخص فيه للمريض والمسافر وأثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام (رواه الامام احمد)

* وعن عائشة قالت  : كان عاشوراء يصام ،فلما نزل رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر (ثبت في الصحيحين)

 

2ـ فرضية زكاة الفطر :

قال ابن جرير :- في هذه السنة امر الناس بزكاة الفطر. وقد قيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس قبل الفطر بيوم او يومين وامرهم بذلك .

وقال :- وفيها صلى النبي صلى الله عليه وسلم العيد ، وخرج بالناس الى المصلى ، فكانت اول صلاة عيد صلاها(البداية والنهاية لابن كثير 1/608)

3ـ فرضية الزكاة:-

قال ابن كثير :- وفي هذه السنة فيما ذكره غير واحد من المتأخرين ، فرضت الزكاة ذات النُصُب (البداية والنهاية لابن كثير 1/608


 






 

3)غزواته في هذه السنة

1-اولى غزواته هي الابواء -

ولم يقع قتال في هذه الغزوة بل تمت موادعه وكانت هذه الغزوة في 12 صفر من السنة الثانية ، وقد عاد الجيش الى المدينة بغير قتال . (ورد في صحيح البخاري من حديث زيد بن ارقم)

2-غزوة بواط :-

وقد غزاها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية يريد قريشاً  ومقصده ان يعترض لعير قريش حتى بلغ بواط، ثم رجع الى المدينة ولم يلق كيداً .

3-غزوة العشيرة :-

 في جمادي الاولى ، ولم يقع قتال في رضوى والعشيرة ،لكن جرت موادعه (البداية والنهاية لابن كثير 1/599)

* قال ابن اسحاق :-

 او ما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم الابواء ثم بواط ،ثم العشيرة(قال البخاري في كتاب ( المغازي)

عن بريده قال :-

 غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة(رواة البخاري)

 






 

4-    غزوة بدر العظمة ، يوم الفرقان ، يوم التقى الجمعان :-

       سببها :-

عن ابن عباس رضي الله عنه لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بابي سفيان مقبلاً من الشام وكانت هذه القافلة تحمل أمولاً عظيمة لقريش ،ارسل النبي صلى الله عليه وسلم بسبس لاستطلاع اخبار القافلة (خبر ارسال بسبس ثابت في صحيح مسلم)

فندب صلى الله عليه وسلم المسلمين وقال :- ( هذه عير قريش فيها اموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها )( ابن هشام – السيرة 2/61 من طريق ابن اسحاق بسند صحيح الى ابن عباس)

وقد بلغ ابا سفيان خروج المسلمين لأخذ القافلة فسلك بها في طريق الساحل وارسل ضمضم بن عمرو الغفاري لاستنفار اهل مكة ، فعلمت قريش الخبر واستعدت للخروج دفاعاً عن قافلتها.

ولم يرتح بعض المسلمين لنجاة القافلة  ، ومواجهة جيش المشركين ، لانهم لم يستعدوا للقتال .

وقد ذكر القران الكريم موقفهم قال تعالى (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ)سورة الانفال(5ـ6)

وكان الانصار قد بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية على ان يحموه في بلدهم ، ولم يبايعوه على القتال معه خارج المدينة .

* ابن اسحاق ذكر خبر مشهور :- ان النبي صلى الله عليه وسلم شاور اصحابه عامه وقصد الانصار خاصة في القتال ، قال :-فاستشار الناس واخبرهم عن قريش ، فقام ابو بكر رضي الله عنه فقال واحسن ، ثم قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال واحسن ، ثم قام المقداد بن عمرو رضي الله عنه فقال :- يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قال بنوا اسرائيل لموسى :- اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ، ولكن اذهب انت وربك إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بناء الى برك الغماد لجلدنا معك من دونه حتى تبلغه .

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :- (سيروا وابشروا فان الله قد وعدني احدى الطائفتين ، والله لكأني انظر الى مصارع القوم )( ابن كثير البداية والنهاية من رواية ابن اسحاق بأسناد صحيح)

       عدد الجيشين:-

عدد جيش المسلمين ثلاثمائة وتسعة عشر مقاتل ، وعدد جيش الكفار الف مقاتل

* حكى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء يوم بدر ،

 قال :- لما كان يوم بدر نظر النبي صلى الله عليه وسلم الى المشركين وهم الف واصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً ، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه :-    ( اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آتني ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة ، أهل الاسلام لا تعبد في الارض ) فما زال يهتف بربه ماداً يديه ، مستقبلاً القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فآتاه ابو بكر رضي الله عنه فاخذ ردأئه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه

وقال  :- يا نبي الله كفاك   مناشدتك ربك ، فانه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين  ) فأمده الله بالملائكة(شرح النووي على صحيح مسلم 12/84-85)

وقد خرج من العريش وهو يقول  ( سيهزم الجمع ويولون الدبر )( من رواية البخاري ( فتح الباري 7/287)

* وقد كان ابليس مع المشركين في صورة سراقة بن مالك وسار معهم فلما راي الملائكة تنزل للنصر عاين جبريل نكص على عقبيه وقال : اني بريء منكم اني ارى ما لا ترون اني اخاف الله فكان هو اول من هرب بعد ان كان مجيراً لهم –- كما قال تعالى  (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ  فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ  وَاللَّهُ شديد العقاب)( ابن كثير البداية والنهاية 1/610 ، سورة الانفال (47-48)

       مكان الغزوة:-

قال ابن اسحاق :- مضت قريش حتى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي ، خلف العقنقل وبطن الوادي وهو يليل بين بدر وبين العقنقل والقليب ببدر في العدوة الدنيا من بطن يليل الى المدينة وفي هذا قال تعالى (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ)( سورة الانفال (42))أي  من ناحية الساحل 

* وبعث الله السماء ، وكان الوادي دهساً ، فأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه منها ماء لبد لهم الارض ، ولم يمنعهم من السير ، واصاب قريشاً منها ماء لم يقدروا على ان يرتحلوا معه .

وفي هذا قال تعالى  : -( وَيُنَزِّل عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاء مَاء لِيُطَهِّركُمْ بِهِ وَيُذْهِب عَنْكُمْ رِجْز الشَّيْطَان وَلِيَرْبِط عَلَى قُلُوبكُمْ وَيُثَبِّت بِهِ الْأَقْدَام)( سورة الانفال (11))

فذكر انه طهرهم ظاهراً وباطناً وأنه ثبت اقدامهم وشجع قلوبهم ، قال تعالى :-( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ)( ابن كثير البداية والنهاية 1/614 ، سورة الانفال (12)

       بداية المعركة:-

في صبيحة يوم السابع عشر من رمضان ، نظم رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه في صفوف كصفوف القتال (احمد في المسند بأسناد صحيح 5/420)

واعطى اللواء وكان ابيض لمصعب بن عمير ، واعطي رايتين سوداوين لعلي بن ابي طالب وسعد بن معاذ (ابن كثير البداية والنهاية 3/256 دون اسناد)

ولما اقترب المشركون من المسلمين قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم  :- ( لا يقدمن احد منكم الى شيء حتى اكون انا دونه)،

 فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قوموا الى جنة عرضها السموات والارض )( مختصر صحيح مسلم للمنذري 2/70 حديث 1157) فلما سمع عمير بن الحمام ذلك قال  :- يا رسول الله جنه عرضها لسموات والارض ؟ قال نعم  :- قال  :- بخ بخ (كلمة تقال لتعظيم الامر)

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ما يحملك على قولك بخ بخ ؟ قال : لا والله يا رسول الله الا رجاء ان أكون من أهلها . قال :- فإنك من أهلها ، فاخرج  تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن . ثم قال :- لئن أنا حييت حتى أكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة قال :- فرمى بما كان معه من التمر  قاتلهم حتى قتل (صحيح مسلم حديث 1/1901)

* وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر القتال بنفسه ، قال علي  :- 0 لقد رايتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا الى العدو ، وكان من أشد الناس يومئذ بأساً صلى الله عليه وسلم )( احمد: مسند 2/228 وقال احمد شاكر : صحيح

هذا وقد تواجه الفئتان وتقابل الفريقان ، فبدأ القتال بمبارزات فردية ، ثم بدؤوا الهجوم ، فامر النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه بنضح المشركين بالنبل اذا اقتربوا منهم فقال :- ( اذا اكثبوكم فارموا واستبقوا نبلكم )( فتح الباري 7/306 من رواية البخاري)

       النتائج :

انتصر المسلمون على المشركين ، وأخذ المشركون يتساقطون صرعى ، حتى قتل منهم سبعون وأسر منهم سبعون(شرح النووي على صحيح مسلم 13/86 -87)

ثم فروا لا يلوون على شيء تاركين غنائم كثيرة في ميدان المعركة وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسحب قتلى المشركين الى آبار ببدر فالقوا فيها وأقام ببدر ثلاثة ايام ودفن شهداء المسلمين فيها وهم أربعة عشر شهيداً (ابن هشام السيرة 2/428 ، وقال ابن كثير : البداية والنهاية 3/327)

*وثبت في الصحيحين :- عن انس : ان حارثة بن سراقة قتل يوم بدر فجاءت أمه فقالت :- يا رسول الله أخبرني عن حارثة ، فان كان من أهل الجنة صبرت وإلا فليرين لله ما أصنع – يعني من النياح ، وكانت لم تحرم بعد-

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( ويحك ، أهبلت ، إنها جنان ثمان ، وأن أبنك أصاب الفردوس الاعلى )( ثبت في الصحيحين)

* فلما كان اليوم الثالث من بدر وقف صلى الله عليه وسلم على أربعة وعشرين رجلاً منهم من صناديد قريش في إحدى الآبار ، فجعل يناديهم بأسمائهم واسماء آبائهم ويقول صلى الله عليه وسلم :- ( أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، فهل وجدتم وما وعدكم ربكم حقاً ؟) فقال عمر رضي الله عنه  :- يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا روح لها  ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفس محمد بيده ما أنتم باسمع لما أقول منهم ).

قال قتادة :- أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخاً وتصغيراً ونقمة وحسرة وندماً(فتح الباري 7/300 من رواية البخاري)

* عن ابن عمر : - وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قليب بدر فقال  :-(هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ؟)ثم قال :- (إنهم الآن يسمعون ما أقول لهم )( رواة البخاري)

       الاسرى :

استشار الرسول صلى الله عليه وسلم ابا بكر وعمر فيما يصنع بالأسرى؟ فأشار ابو بكر بأخذ الفدية ، واشار عمر بقتلهم فان هؤلاء ائمة الكفر وصناديده .

ومال النبي صلى الله عله وسلم الى رأي أبو بكر بقبول الفدية فنزلت الآية الكريمة بموافقة رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال تعالى  : - (ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الحياة الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز الحكيم )....... الى قوله تعالى   ( فكلوا مما غنمتم حلالاً طيباً ).

وبذلك أحل لهم ما أخذوه من الفداء بعد أن عاتبتهم الآية في تفضيل الفداء على عقوبة ائمة الكفر ..

هذا الحكم كان في أول الاسلام ثم جعل الخيار للإمام بين القتل والمفاداة او المن عليهم دون فداء ما عدا الأطفال والنساء اذ لا يجوز قتلهم (ابن قدامه ، المغنى 8/372-374)

* الغنائم :-

فقد وقع خلاف حولها إذ لم يكن حكمها قد شرع بعد قال عبادة بن الصامت :- خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدت معه بدراً ، فالتقي الناس فهزم الله سبحانه وتعالى العدو ، فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون ، وأكبت طائفة على المعسكر يجمعونه ، وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصيب العدو منه غرة

حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض ، قال الذين جمعوا الغنائم : نحن حويناها وجمعناها فليس لأحد فيها نصيب ، وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم بأحق بها منا فنحن نفينا عنها العدو وهزمناهم، وقال الذين احدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم : لستم بأحق بها منا ، ونحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وخفنا أن يصيب العدو منه غرة وأشتغلنا به.

فنزلت الآية  (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) (سورة الانفال (1))

فقسمها الرسول صلى الله عليه وسلم على فواق بين المسلمينا– أي بالتساوي بينهم -(رواه احمد بأسناد صحيح ( الفتح الرباني ))

* وتدل الاثار الصحيحة على ان الرسول صلى الله عليه وسلم أخرج الخمس من الغنيمة ثم قسمها بين المقاتلين (فتح الباري 7/316 عن رواية البخاري 317)

وكانت اية الخمس قد نزلت ضمن سياق الآيات في غزوة بدر ، وهي قوله تعالى  (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)( سورة الانفال (41))

* عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال  : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- (اعطيت خمساً لم يعطهن احد من الانبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الارض مسجداً وطهوراً ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث الى قومه وبعثت إلى الناس عامة )( ثبت في الصحيحين)

*وقد تلقى المسلمون بالمدينة هذه البشارة بالفرح الغامر ، قال اسامة  :-  فوالله  ما صدقت حتى رأينا الأسارى(ابن كثير البداية والنهاية 3/304 نقلاً عن البيهقي بأسناد صحيح.)

*وكانت الدهشة تعلو الوجوه ، أحقاً هزمت قريش؟ وأسر زعماؤها ؟ وتحطم كبريائها ؟ وظهرت حقيقة آلهتها الزائفة وعقائدها الباطلة ؟


 






 

4-   الأحداث في آل بيته في تلك السنة.

1- زواجه بعائشة رضي الله عنها :-

قال ابن كثير :- انه صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة رضي الله عنها وهي إبنه ست سنين ، وبنى بها وهي إبنة تسع ، مالا خلاف فيه بين الناس وكان بناؤه بها صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة الى المدينة(البداية والنهاية لابن كثير 1/353)

2- وفاة رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم :-

في هذه السنة وهي الثانية للهجرة ، توفيت رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم .

لما عادوا من غزوة بدر ، وجدوا رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم قد توفيت وواروا عليهاالتراب . وكان زوجها عثمان ابن عفان قد أقام عندها يمرضها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشهد غزوة بدر ، ولهذا ضرب له بسهمه في مغانم بدر ، واجره عند الله عز وجل يوم القيامة(ابن كثير : البداية والنهاية 1/644)

زواج عثمان بن عفان بأم كلثوم ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم :

في هذه السنة الثانية للهجرة ، وبعد وفاة رقية ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان بإبنته أم كلثوم ولهذا قال لعثمان بن عفان " ذو النورين  " لأنه تزوج بابنتي الرسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال : إنه لم يعلق احد على ابنتي نبي واحدة بعد الاخرى غيره – رضي الله عنه وأرضاه(ابن كثير : البداية والنهاية 1/644)

4- زيد في صلاة الحضر :-

في هذه السنة الثانية من الهجرة زيد في صلى الحضر ، فكانت الصلاة في بادئ الأمر مثنى مثنى فزيدت في صلاة الحضر ولم تزد في السفر .

5- زواج علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بفاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم:

في هذه السنة الثانية ن الهجرة بعد وقعه بدر(رواه البخاري ومسلم)

 بنى علي ابن ابي طالب رضي الله عنه بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

6- قدوم زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة من مكة الى المدينة:-

بعد وقعت بدر بشهر ، قدمت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرة من مكة الى المدينة . قال بن اسحاق :- لما رجع ابو العاص – وهو زوج زينب – الى مكة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلاً من الانصار مكانه فقال :- ( كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فتصحباها فتأتياني بها )

فلما قدم ابو العاص مكة امرها باللحاق بأبيها فخرجت تجهز.

فزينب أسلمت حين بعث الرسول صلى الله عليه وسلم وهاجرت بعد بدر بشهر ، وحرمت المسلمات على المشركين عام الحديبية سنة ست ، وأسلم ابو العاص قبل الفتح سنة ثمان ، فمن قال :- ردها عليه بعد ست سنين فهو صحيح (ابن كثير البداية والنهاية 1/654)

ففي قضية زينب والحالة هذه دليل على ان المرأة اذا أسلمت وتأخر إسلام زوجها حتى أنقضت عدتها فنكاحها لا ينفسخ بمجرد ذلك ، بل تبقى على الخيار ، وإن شاءت تزوجت غيره ، وإن شاءت تربصت وأنتظرت اسلام زوجها أي وقت ، وهي امراته ما لم تتزوج .

وهذا القول فيه قوة وله حظ من جهة الفقه ويستشهد لذلك بما ذكره البخاري حيث قال :- نكاح من اسلم من المشركات وعدتهن (ابن كثير البداية والنهاية 1/654).

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق