الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول وعلى
آله وصحبه أجمعين.
معنى التبرك: تبرك : تفعل من البركة.
والبركة هي كثرة الخير
وثبوته .
التبرك المشروع له أنواع , منها :
1-التبرك بالأقوال والأفعال والهيئات .
أ- الأقوال :
1)ذكر الله , جاء عن النبي علية الصلاة والسلام أنه قال , (إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً
يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ، يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا
يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ، ... قَالَ: فَيَقُولُ:
فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ. قَالَ: يَقُولُ مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ:
فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. قَالَ: هُمْ الْقَوْمُ
لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ)( رواه البخاري 6045)
2)القرآن : من بركات القران:
1-أن الحرف الواحد بعشر حسنات
2-أنه شفاء للناس وهدى ورحمة.
ب-الأفعال:
التي تكون سبب البركة
:
1- طلب العلم وتعلمه فمن بركاته الرفعة في الدنيا والأخرة .
2-أداء الصلاة جماعة فمن بركة ذلك مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات .
3-الجهاد في سبيل الله فمن بركاته نيل الشهادة.
ج-الهيئات المباركة :
الاجتماع على الطعام والأكل
من جوانب القصعة, ولعق الأصابع,
*حديث (وروى مسلم
(2034) وأبو داود (3845) والترمذي (1803) عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ
قَالَ : وَقَالَ : ( إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى
وَلْيَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ ) ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ
قَالَ : ( فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمْ الْبَرَكَةُ )
( وروى مسلم (2034) وأبو داود (3845) والترمذي (1803)
فكل قول أو فعل أمر الله
به أو رسوله عليه الصلاة والسلام قام به العبد مع الإخلاص والمتابعة فأنه سبب للبركة.
2-التبرك بالأمكنة.
هناك أمكنة معينة جعل
الله فيها البركة إذا تحقق في العمل الإخلاص والمتابعة, فمن هذه الأماكن
·
المساجد ومن المساجد ما يكون لها مزية وزيادة في البركة كالمسجد الحرام
والمسجد النبوي والمسجد الأقصى , فبركة الأماكن لا يعني التمسح بأرضها أو التمسح بحيطانها,
فهذه بركة لازمة لا تنتقل إلى الذات لكن هي مباركة من جهة المعنى , فالمسجد الحرام
مبارك من جهة المعنى لا من جهة الذات أنها تنتقل بمجرد التمسح بها حتى الحجر الأسود
بركته من جهة العبادة بركة الاتباع, وقال عمر رضي الله عنه ؛ إني أعلم أنك حجر لا تنفع
ولا تضر ولكن لوما رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك.
3-التبرك بالأزمنة.
هناك أزمنة خصها الشرع
بزيادة فضل وبركة
· مثل شهر رمضان, كون الزمان
شهر رمضان مبارك- يعني من تعبد فيها فأنه ينال بكثرة الثواب ما لايناله من غير ذلك
من الزمان.
· أيضا ليلة القدر والعشر
الأولى من شهر ذي الحجة
· ويوم الجمعة, والثلث الأخير
من الليل وغير ذلك من الأزمنة التي خصها الشرع بمزية.والتماس البركة في هذه الأزمنة
يكون باتباع ما أرشد أليه النبي صلى الله عليه وسلم
4-الأطعمة ؛
من الأطعمة التي تلتمس
فيها البركة
1ـ زيت الزيتون.
حديث(كلوا الزَّيْتَ,
وَادَّهِنُوا بِهِ, فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ)
(أخرجه الترمذي في سننه أخرجه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )
2ـ الحبة السواداء.
فهي شفاء من كل داء
إلا السام, كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
3ـ ماء زمزم: فإنه مبارك وطعام طعم
·
ومن ذلك أيضا: الخيل
كما جاء في الحديث(الخيل
معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) صحيح البخاري:2694
· ومن ذلك أيضا : النخل
كما جاء في الحديث («إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ
المُسْلِمِ.)( صحيح البخاري)
0البركة المنوطة ببني آدم :
البركة التي جعلها الله
في الناس إنما هي بركة فيمن آمن ,
· فبركة الأنبياء والرسل
بركة ذاتية, أي أجسادهم مباركة لو تبرك أحد من أقوامهم بأجسادهم أو بالتمسح أو العرق
فهذا جائز, لأن الله تعالى جعل أجسادهم مباركة.
· وكذلك النبي صلى الله
عليه وسلم لهذا جاء في السنة أن الصحابة رضوان الله عليهم يتبركون بعرقه ويتبركون بشعره.
وكذلك.
· أما غير الأنبياء والرسل
فبركتهم بركة عمل وليست بركة ذاتية, حتى أفضل هذه الأمة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما
وغيرهم من الصحابة فبركتهم بركة عمل.
حديث؛(إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ
لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ المُسْلِمِ.)( صحيح البخاري )
فدل على أن في كل مسلم
بركة .وأيضا جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
(مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ
يَا آلَ أَبِى بَكْرٍ.)( صحيح البخاريفهذه بركة عمل وإيمان وعلم.
س/ هل يجوز التبرك بأهل الصلاح؟
ج/ التبرك بأهل الصاح الاقتداء بهم.
التبرك بأهل العلم هو
الأخذ من علمهم والاستفادة من علمهم ,ولا يجوز التمسح بهم للتبرك, لان الصحابة رضوان
الله عليهم لم يفعلوا ذلك مع أبي بكر الصديق ولأعمر بن الخطاب.( شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ حفظة الله وكتاب القول المفيد شرح
كتاب التوحيد للشيخ ابن عثيمين رحمة الله 1/192-193-194)
س/ ماحكم التبرك بالأشجار والأحجار والأثار والبنايات؟
ج/ التبرك طلب البركة ورجاؤها واعتقادها في تلك الأشياء فالتبرك بقبور الصالحين
كالتبرك باللات , والتبرك بالأشجار كالتبرك بالعزى ومناة , وطلب البركة من عبادة الأوثان...
س/ ماحكم ذلك ؟
يقول الشيخ صالح آل الشيخ:
* يكون شرك أكبر إذا اعتقد أنه يتوسط له عندالله فهو تعلق بغير الله سبحانه
في حصول البركة وهذا اتخاذ الأنداد من دون الله .هذا ما يزعمه الجاهلية بالأشجار أو
الأحجار أو القبور,
* ويكون شرك أصغر ؛ إذا تبرك بها لجعلها سبب لحصول البركة دون اعتقاد أنها
توصل إلى الله , جعل هذه سببا في طلب الشفاء أو دفع الضرر أو نحو هذا مثل ما جعل لبس الخيط والتميمة سببا في
دفع العين وما إلى ذلك (شرح كتاب التوحيد للشيخ
صالح آل الشيخ
0التبرك بالباطل: التبرك بالأمكنة المباركة على غير ما ورد في الشرع كتقبيل أبواب المساجد,
التمسح بجدران الكعبة, أو مقام إبراهيم, الذهاب إلى القبور لا لقصد الزيارة وإنما لقصد الدعاء عندها لأجل بركتها
واعتقاد أن الدعاء أفضل عندها,
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
(مثل من يذهب إلى حراء
ليصلي فيه ويدعو أويسافر إلى غار ثور ليصلي فيه ويدعو أو يذهب إلى الطور الذي كلم الله
عليه موسى عليه السلام ليصلي فيه ويدعو
... ومعلوم أنه لوكان مستحبا يثيب الله عليه
لكان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس
بذلك وأسرعهم إليه ولكان علم أصحابه بذلك وكان أصحابه أعلم بذلك وأرغب فيه ممن بعدهم
فلما لم يكونوا يلتفتون إلى شيء من ذلك أنه من البدع المحدثة.( كتاب اقتضاء الصراط المستقيم ص لشيخ الأسلام ابن تيمية424-426)
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق