الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله عليه وعلى آله
وصحبه أجمعين
·
إسلام عمر بن الخطاب رضي الله
عنه.
قال ابن إسحاق :- جعل إسلام عمر بن الخطاب
بعد هجرة الحبشة الأولى.
(ابن حجر :- فتح الباري
7/183)
فقد أخبرت أم عبدالله بنت أبي حثمة وهي من مهاجرة الحبشة قالت:
(والله إنا لنترحل
إلى أرض الحبشة وقد ذهب عامر في بعض حاجاتنا , إذا أقبل عمر بن الخطاب , حتى وقف عليّ
وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا وشدة علينا-
فقال : إنه للأنطلاق يا أم عبدالله؟
فقلت: نعم, والله لنخرجن في أرض الله آذيتمونا
وقهرتمونا حتى يجعل الله مخرجاَ.
فقال: صحبكم الله ورأيت له رقة لم أكن أراها
ثم أنصرف وقد أحزنه فيما أرى خروجنا .
قالت : فجاء عامر بحاجة تلك فقلت يا عبدالله
لو رأيت عمر آنفاً ورقته وحزنه علينا ،
قال : أطمعت في إسلامه ؟
قلت : نعم .
قال :- "لا يُسلم الذي رأيتِ
حتى يسلم حمار ابن الخطاب!"،
قالت: "يأسًا من عمر لما كان يرى من غلطته وقسوته على الإسلام".)
( سيرة ابن هشام 1/342 بإسناد فيه عبدالرحمن بن الحارث صدوق له أوهام
وعبدالعزيز بن عبدالله بن عامر تابعي كبير ، ترجم له البخاري ولم يذكر فيه جرحاً ولا
تعديلاً.)
الحافظ ابن حجر :-
ذكر أن الباعث
له على دخوله في الإسلام ما سمع في بيت أخته فاطمة من القران . (ابن حجر فتح الباري 7/176)
*وكان رد فعل قريش عنيفاً أمام حادثة إسلام
عمر حتى سال بهم الوادي يريدون قتله لولا إجارة العاص له. (صحيح البخاري فتح الباري 7/177)
* أما قصى إستماعه القرآن يتلوه الرسول صلى
الله عليه وسلم في صلاته قرب الكعبة وعمر مستخف بأستارها فضعيفة(حديث مرسل ضعيف)
* وكذلك قصته مع أخته فاطمة حين لطمها لإسلامها
وضرب زوجها ثم اطلاعه على صحيفة فيها آيات وإسلامه إثرها فكذلك ضعيفة .(حديث ضعيف ، يرجع السيرة
النبوية الصحيحة 1/180)
وإسلامه رضي الله عنه كان عزة للإسلام والمسلمين :
* قال ابن مسعود
:- ما زلنا أعزه منذ أسلم عمر. (صحيح البخاري ، فتح الباري 7/41-177)
* وقال أيضاً
:- لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم
حتى تركونا نصلي.( طبقات ابن سعد3/270 بإسناد صحيح)
·
حصار شعب أبي طالب.
سبب هذا الحصار ,قال ابن كثير في البداية والنهاية :-
( فلما رأت قريش أن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد نزلوا بلداً أصابوا منه أمناً وقراراً ، وأن النجاشي قد منع من لجأ اليه منهم ،
وأن عمر قد أسلم فكان هو وحمزة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وجعل الإسلام
يفشو في القبائل ..فاجتمعوا وائتمروا على أن يكتبوا كتاباً يتعاقدون فيه على بني هاشم
وبني عبدالمطلب على أن لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم ولا يبيعوهم شيئاً ولا يبتاعوا
منهم )( ابن كثير البداية والنهاية 1/508)
*وعزمت قريش أن تقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأجمع
بنو عبدالمطلب أمرهم على أن يدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبهم ويحموه فيه
، فدخلوا الشعب جميعاً مسلمهم وكافرهم..
وأجمع المشركون على أن لا يجالسوهم ولا يخالطوهم ولا يبيعوهم
ولا يبايعوهم حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل ، وكتبوا ذلك في
صحيفة...فلبث في شعبهم ثلاث سنين وأشتد عليهم البلاء والجهد والجوع,
فلما كان رأس ثلاث سنين تلاوم رجال من قريش على ما حدث
وأجمعوا على نقض الصحيفة وقد أعملهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبق فيها سوى
كلمات الشرك والظلم وهكذا انتهت المقاطعة .
(ذكر بن هشام أنهم وجدوا الارضة قد أكلت جميع ما في الصحيفة
إلا اسم الله تعالى ، وقال ابن اسحاق وموسى
بن عقبة عكس ذلك أن الأرضة لم تدع اسما لله تعالى إلا أكلته وبقي ما فيها من الظلم
والقطيعة والله أعلم 7/192)
وقال د. اكرم ضياء العمري في السيرة النبوية الصحيحة 1/181 :-
(وإذا لم تثبت رواية في تفاصيل دخول المسلمين شعب أبي طالب
فأن أصل الحادث ثابت ,كما أن ذلك لا يعني عدم وقوع تفاصيل الحادث تاريخياً ) (قال ابن حجر :- ولما لم
يثبت عند البخاري شيء من هذه القصة اكتفى بإيراد حديث ابي هريرة لان فيه دلالة على
أصل القصة كالشرح لقوله في الحديث ( تقاسموا على الكفر ) فتح الباري 7/193)
• ولقد دعا
رسول الله على قريش فحدثت فيها مجاعة حتى أكلوا الميتة والجلود ، فجاء أبو سفيان يسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعوا لهم ويناشدهم الرحم (سبق ذكره)
·
وفاة أبي طالب وخديجة رضي
الله عنها.
·
ما إن غادر بنو هاشم شعب أبي طالب حتى أصيب
رسول الله صلى الله عليه بوفاة عمه أبي طالب
وأسمه عبد مناف وذلك في أواخر السنة العاشرة من المبعث
، وقد كان ابو طالب يحوط النبي صلى الله عليه وسلم ويغضب له وينصره ، وكانت قريش تحترمه، وعندما حضرته الوفاة جاء زعماء
الشرك وحرضوه على الإستمساك بدينه وعدم الدخول في الإسلام قائلين: أترغب عن ملة عبد
المطلب؟ وعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام قائلاً: «قل لا إله إلا الله
أشهد لك بها يوم القيامة» فقال أبو طالب: لولا تعيرني بها قريش, يقولون: إنما حمله
عليها الجزع، لأقررت بها عينك، فأنزل الله: ( إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ
وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ )
صحيح البخاري (فتح الباري 8/506) وصحيح مسلم بشرح النووي
1/213 -216 ، أما رواية ابن اسحاق التي تفيد إسلام أبي طالب ففي سنده مبهم رواية ضعيفة
. سورة القصص (56)
لقد كانت أفكار الجاهلية راسخة في عقل أبي طالب ، وكان
أقرانه حاضرين وقت احتضاره فأثروا عليه خوفاً من شيوع خبر إسلامه وتأثير ذلك على قومه
.
*وقد وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طالب بأن يستغفر
له الله ما لم ينه عن ذلك ،
فنهاه الله بعد حين في أواخر العهد المدني عن الإستغفار
للمشركين قال تعالى :- (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن
يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)( صحيح البخاري (فتح الباري 7/193) – أخرجه مسلم في صحيحه
1/54 . سورة التوبة)
وقد قال صلى الله
عليه وسلم :" لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُجْعَلُ
فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ " ( - لفظ البخاري)
*أما خديجة بنت خويلد رضي الله عنها .
فقد توفيت قبل الهجرة النبوية إلى المدينة بثلاث سنين .(صحيح البخاري (فتح الباري
7/224)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ
مِنْ قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ " قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : الْقَصَبُ هَاهُنَا
اللُّؤْلُؤُ الْمُجَوَّفُ " ( أخرجه في الصحيحين )
وصلى الله وسلم على نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق