زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد ـ تجديد بناء الكعبة ـ بشارات نبوته صلى الله عليه وسلم :-

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

·      زواجه صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد :-

( الثابت في الروايات الصحيحة زواجه صلى الله عليه مسلم بخديجة رضي الله عنها وان الذي زوجها ابوها . (ويؤيد ابن حجر ان اباها زوجها فتح الباري 7/134)

وثناء النبي صلى الله عليه وسلم عليها وإظهاره محبتها وتأثره عند ذكرها بعد وفاتها وموقفها في تطمينه عند نزول الوحي ، ومسارعتها للإيمان به ، وهي مواقف مشهورة تدل على مكانة خديجة في الاسلام .

( راجع في فضلها صحيح البخاري 1/3 بدء الوحي وصحيح مسلم 1/141 كتاب الايمان)

ومما تفق عليه اهل العلم : أن خديجة أولى أزواجه صلى الله عليه وسلم  (ابن حجر فتح الباري 7/134.)

وقد أنجبت منه ذكرين هما القاسم وعبدالله ( الملقب بالطيب والطاهر ) ، وأربع بنات هن : زينب وام كلثوم ثم فاطمة ثم رقية ، فأما القاسم وعبدالله فماتا قبل الاسلام ، وأدركت البنات الإسلام فاسلمن

وتوفيت خديجة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة بثلاث سنين. (صحيح البخاري 7/224 )( السيرة النبوية الصحيحة :د. اكرم العمري 1/114)

·      تجديد بناء الكعبة :-

 ظاهر القران أن أول مسجد وضع للناس الكعبة وإن أول من بنى الكعبة إبراهيم عليه السلام قال تعالى  (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)( ال عمران (96-97))

وثبت في الصحيحين عن ابي ذر رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله أي مسجد وضع أول  ؟ قال  : ( المسجد الحرام  ) ثلت  : ثم أي  ؟ قال  : ( المسجد الاقصى  ) قلت : كم بينهما  ؟ قال  : (أربعون سنة  )

والمسجد الاقصى أسسه إسرائيل وهو يعقوب عليه السلام  (ابن كثير : البداية والنهاية 1/420)

 

فمر على الكعبة الدهر فأنهدمت ، فبنته العمالقة  ، ثم أنهدم ، فبنته جرهم ، ثم أنهدم جاء سيل جارف فصدع جدران الكعبة بعد توهينها من حريق كان أصابها قبل ، فجددت قريش بناء الكعبة والرسول صلى الله عليه وسلم ( شاب عمره خمس وثلاثون سنة )( عبدالرزاق : المصنف 5/102 بأسناد صحيح)

(فلما أرادوا ن يرفعوا الحجر الاسود اختصموا ثم أتفقوا على أن يحكموا أول داخل من باب بني شيبه فدخل رسول الله صلى الله عليه مسلم فأمر بثوب فأخذ الحجر ووضعه في وسطه ثم أمرهم برفعه جميعاً ثم أخذه فوضعه في مكانه )( احمد والحاكم وصححه واقره الذهبي)

 

وقد ثبت ان الله حفظه صلى الله عليه وسلم عن كشف عورته لما رفع إزاره

 وهو رجل حينما جددت قريش بناء الكعبة  ، فقد أشترك مع عمه العباس في نقل الحجارة ، فأقترح عليه العباس أن يرفع إزاره ويجعله على رقبته ليقيه أثر الحجارة ما دام بعيداً عن الناس فلما فعل سقط على الارض مغشياً عليه  ، فلما افاق طلب ان يشدوا عليه إزاره.  (اخرجه البخاري فتح الباري  1/474 وصحيح مسلم بشرح النووي 4/33)

 

·      بشارات نبوته صلى الله عليه وسلم :-

قال ابن اسحاق :

كانت الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى والكهان من العرب قد تحدثوا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه لما تقارب زمانه ، اما الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى فمما وجدوا في كتبهم من صفته ، قال تعالى  ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ)( الاعراف  (157))

*وقد بشر عيسى عليه السلام قومه بشارة صريحة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم

 قال تعالى (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ  فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) (الصف (6)

قال ابن تيمية  .

والإخبار بمعرفة أهل الكتاب بصفة محمد صلى الله عليه وسلم عندهم في الكتب المتقدمة متواترة عنهم.(ابن تيمية الجواب الصحيح 1/340)

*وقال هرقل ملك الروم عندما تسلم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم( وقد كنت أعلم أنه خارج ، لم أكن أظن أنه منكم )( صحيح البخاري 1/6 بدء الوحي .. صحيح مسلم 3/1395)

*وقد قال ابراهيم عليه السلام فيما دعا به لأهل مكة : قال تعالى : (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ)( البقرة (129)

*عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم قالوا : يا رسول الله ، أخبرنا عن نفسك ، قال  : ( دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورات أمي حين حملت كأنه خرج منها نور أضاءت له بصرى من أرض الشام  )( قال ابن كثير في البداية والنهاية  1/435 اسناد جيد )

*ومن إرهاصات نبوته صلى الله عليه وسلم تسليم الحجر عليه قبل النبوة .

 كما جاء في الحديث عن جابر بن سمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليّ قبل ان أبعث ، اني لأعرفه الآن )( صحيح مسلم)

*ومنها الرؤيا الصادقة وهي أول ما بدئ به الوحي

 فكان لا يرى رؤيا الا جاءت كفلق الصبح  )( صحيح البخاري 1/3 ، وصحيح مسلم 1/139)

*وقد حبب اليه إلعزلة والتحنث ( التعبد)

 فكان يعتزل قومه في غار حراء وهو في جبل حراء فكان يمكث فيه الليالي ذوات العدد ، حتى فاجأه الحق وهو في غار حراء (صحيح البخاري 1/3 وصحيح مسلم 1/140.

صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين