الجمعة، 28 نوفمبر 2014



· أهم الأحداث في السنة الثالثة من الهجرة

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

 

1/غزوة نجد ويقال لها غزوة ذي أمر :-

بعد شهر من غزوة السويق التي كانت في محرم السنة الثالثة من الهجرة ، غزا الرسول صلى الله عليه وسلم نجداً يريد غطفان التي تجمعت في ذي أمر ، ففروا أمامه ولم يقع قتال ، فأقام طيلة شهر صفر في ديارهم ، ثم عاد إلى المدينة وهي غزوة ذي أمر . (ابن إسحاق بدون اسناد ( سيرة ابن هشام 2/425))

2/غزوة بحران  :

ثم غزا الرسول صلى الله عليه وسلم من ناحية الفرع على الطريق التجارية بين مكة والشام ولم يقع قتال.  (ابن إسحاق بدون اسناد ( سيرة ابن هشام 2/425)


 





3/ غزوة أحد .

وقعت هذه المعركة بعد غزوة بدر بسنة واحدة وشهر ، أي في شهر شوال في السنة الثالثة من الهجرة  .

•أسبابها :

1-     استهدفت قريش الثأر لقتلاها ببدر .

2-     إنقاذ طريق التجارة إلى الشام من سيطرة المسلمين.

3-     استعادة قريش مكانتها عند العرب بعد إن زعزعتها موقعة بدر .

 


• رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم :

رأى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا ،ورؤيا الأنبياء حق ،وهي من الوحي ن حكاها فقال :-  (رَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَرَأَيْتُ أَيْضًا بَقَرًا وَاللَّهِ تُنْحَرُ فَإِذَا هُمُ النَّفَرُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللَّهُ ...)( رواة البخاري ، فتح الباري (7/274))

* وفي رواية أخرى: «قَدْ رَأَيْتُ وَاللَّهِ خَيْراً ، رَأَيْتُ بَقَراً تُذْبَحُ وَرَأَيْتُ فِي ذُبَابِ سَيْفِي ثَلْماً، وَرَأَيْتُ أَنِّي أَدْخَلْتُ يَدِي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ، فَأَوَّلْتُهَا المَدِينَةَ » ( رواية البخاري ومسلم)

* وقد فسرها الرسول صلى الله عليه وسلم بان هزيمة تكون في أصحابه وقتلاً يقع فيهم .( رواة احمد ( الفتح الرباني 21/50، سنده صحيح ))

وقد علم المسلمون بقدوم جيش المشركين لغزو المدينة وكان عددهم ثلاثة آلاف رجل ، ومعهم مائتا فرس.

 



 

* مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه.

وقد شاور النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالبقاء في المدينة والتحصن فيه :- ( وكانت المدينة قد شبكت البنيان فهي كالحصن ) أو الخروج لملاقاة جيش قريش ، فقال ناس في أصحابه من الأنصار  :- يا نبي الله إنا نكره أن نقتل في طرق المدينة ، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبس لأمته (اللأمه : الدرع الحصينة وسائر اداة الحرب)

فتلاوم القوم فقالوا  : - عرض نبي الله صلى الله عليه وسلم بأمر وعرضتم بغيره ، فاذهب يا حمزة فقل لنبي الله صلى الله عليه وسلم (أَمْرُنَا لأَمْرِكَ تَبَعٌ) ، فقال له حمزة ذلك ، فقال صلى الله عليه وسلم :- (إِنَّهُ لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لأْمَتَهُ أَنْ يَضَعَهَا حَتَّى يُنَاجِزَ)( تفسير الطبري 7/327 ، بأسناد حسن 

والنبي صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه فيما لا نص فيه  ، تعويداً لهم على التفكير في الأمور العامة ومعالجة مشاكل الأمة وكان هدف النبي صلى الله عليه وسلم في القتال في المدينة، ليقلل خسائر المدافعين ويزيد خسائر المهاجمين .

•عدد الجيشين  :-

عدد جيش المسلمين ألف مقاتل 

عدد جيش الكفار ثلاثة آلاف مقاتل .


 




•مكان الغزوة  :-

مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل الشعب من أحد في عدوة الوادي إلى الجبل ، وجعل ظهره وعسكره إلى أحد حيث نظم الرسول صلى الله عليه وسلم جيشه جاعلاً ظهورهم إلى الجبل ووجوههم تستقبل المدينة وجعل خمسين من الرماة بقيادة عبدالله بن جبير فوق الجبل عينين المقابل لأحد لحماية المسلمين .

وشدد عليهم بلزوم مكانهم وقال صلى الله عليه وسلم  :- (إِنْ رَأَيْتُمُونَا تَخْطَفُنَا الطَّيْرُ فَلا تَبْرَحُوا مَكَانَكُمْ هَذَا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ ، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا هَزَمْنَا الْقَوْمَ وَأَوْطَأْنَاهُمْ فَلا تَبْرَحُوا حَتَّى أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ ")( صحيح البخاري ( فتح الباري 6/162))


 



 

•انسحاب عبدالله بن أُبي بالمنافقين :-

وقد انسحب عبدالله بن أبي بالمنافقين وعددهم ثلاثمائة ،مدعياً انه لن يقع قتال مع المشركين ..وقد بين القران الكريم انسحاب عبدالله بن أبي بالمنافقين  ، وإنما هو تنقية لصف المؤمنين فلا يبقى فيهم من يرجف ويخذل ، قال تعالى (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)( سورة ال عمران (179))

وقال تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ *وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالا لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ للإيمان) (سورة ال عمران (66,67))

*وقد ظهر رأيان في الصحابة ، منهم من يرى قتل المنافقين ، ومنهم من لا يرى قتلهم وقد بين القران ذلك (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا)( سورة النساء (88))

* وقد اثر موقف المنافقين في نفوس طائفتين من المسلمين ففكروا بالعودة إلى المدينة ، لكنهم ثبتوا مع المؤمنين وهاتان الطائفتان :-

 1- بنو سلمة ممن الخزرج 2- بنو حارثة من الأوس (صحيح البخاري ( فتح الباري 7/357 ، وصحيح مسلم 2/ 402))

وقد قال الله تعالى  (اذ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاَللَّه وَلِيّهمَا)( سورة ال عمران (132)

 



 

• ساحة القتال :-

وقد اشتد القتال بين الجيشين وتراجع المشركون إلى معسكرهم فقد أبدى المسلمين بطولة فائقة ، فهذا رسول الله صلى الله  عليه وسلم يأخذ سيفاً فيقول :- «مَن يَأخذ مني هَذَا؟»، فَبَسطوا أيدِيهم كل إنسَانٍ منهم يقُولُ: «أَنَا أَنَا»، قَالَ: «فَمَن يَأخذه بحَقه؟»، فَأَحجَمَ القَومُ فَقَالَ أَبو دجَانَة: «أنا آخذه بحَقه»، فأخذه فَفَلقَ به ...

فقام الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، اخرج عصابته تلك فاعتصب بها ثم جعل يتبختر بين الصفين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  (أنها المشية التي يبغضها الله إلا  في مثل هذه المواطن  )( صحيح مسلم 2/384)


 


•استشهاد حمزة بن عبدالمطلب وغيره من الصحابة :-

كان وحشي مولى جبير بن مطعم قد وعده مولاه أن يعتقه أن قتل حمزة ، وكان حمزة قد قتل عمه طعيمه ابن عدي ببدر ، فكمن له وحشى تحت صخرة فلما دنا منه رماه بحربته فقتله غيلة(رواة البخاري (فتح الباري 7/367)

فاستشهد حمزة ابن عبدالمطلب رضي الله عنه .

واستشهد آخرون في هذه المرحلة الأولى من القتال ، منهم حامل الراية داعية الإسلام مصعب بن عمير كان لم يترك إلا نمره ( أي كساء ) ، قال خباب :- إذا غطينا بها راسه خرجت رجلاه ، وإذا غطي بها رجلاه خرج رأسه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ الْإِذْخِرَ " أَوْ قَالَ : " أَلْقُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الْإِذْخِرِ " ( رواة البخاري (فتح الباري 7/357))

* ولما استشهد مصعب بن عمير اخذ علي بن أبي طالب اللواء .


 


• سبب الهزيمة :

لما راي الرماة هزيمة المشركين قالوا لعبدالله بن جبير :- الغنيمة الغنيمة ، ظهر أصحابكم فما تنتظرون ؟ فقال عبدالله بن جبير :- أ(َنَسِيتُمْ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالُوا : إِنَّا وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ )رواة البخاري (فتح الباري 6/162))

ثم انطلقوا يجمعون الغنائم فرأي خالد بن الوليد الفرصة سانحة ليقوم بالإلتفاف حول المسلمين ، ولما رأى المشركون ذلك عادوا إلى القتال من جديد ، وأحاطوا بالمسلمين من جهتين ، وفقد المسلمون مواقعهم الأولى واخذوا يقاتلون دون تخطيط بل لم يعودوا يميزون بعضهم ، فقد قتلوا اليمان ،والد خذيفة ابن اليمان ، وابنه يصيح فيهم :- أبي ، فأجهزوا عليه فقال حذيفة – يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين (البداية والنهاية 4/23)

 



 

* شيوع خبر مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم :

- فأخذوا يتساقطون شهداء في الميدان وقد فقد المسلمون إتصالهم بالرسول صلى الله عليه وسلم وشاع أنه قتل.  (فتح الباري (7/362) من رواية البخاري)

 ففر كثيرون منهم من ميدان القتال ، وانتحى بعضهم جانبا فجلس دون قتال .

وقد حكى القرآن خبر فرارهم والعفو عنهم ،

 قال تعالى(إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا  وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ  إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)( ـسورة ال عمران (155))

ويبدوا أنهم ترخصوا في الفرار لسماعهم بخبر قتل الرسول صلى الله عليه وسلم (ابن الجوزي زاد اليسر 1/483)

وكان أول من عرف بان الرسول صلى الله عليه وسلم حي هو : كعب بن مالك ، فنادي في المسلمين يبشرهم ، فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالسكوت ، لئلا يفطن له المشركون (ا لحاكم: المستدرك 3/201 وقال هذا حديث صحيح الاسناد)

وقد صمدت فئة قليلة كانت حول الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ثبت في الميدان ولم تزعزعه الأحداث كما هو شأنه صلى الله عليه وسلم فكان يدعو أصحابه كما حكى القران الكريم  :-( إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ )( سورة ال عمران  (153))



 


• دفاع الصحابة رضي الله عنهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم :

خلص بعض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه وهو في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش ، فقال صلى الله عليه وسلم :- (مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَهُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ ؟)،

 فقاتلوا عنه واحداً واحداً حتى استشهد الأنصار السبعة (صحيح مسلم بشرح النووي 14/146)

ثم قاتل عنه طلحة بن عبيد الله قتالاً مشهوراً حتى شلت يده بسهم أصابها(من رواية البخاري الفتح (7/359))

*وقاتل سعد بن أبي وقاص بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يناوله السهام ويقول :- ارم فداك أبي وأمي (من رواية البخاري الفتح (7/358))،وكان سعد من مشاهير الرماة .

*  ودافع أبو طلحة الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رامياً ، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يشرف على القتال ، فيقول له أبو طلحة :- لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم ، نحري دون نحرك..

* وكان إذا مر الرجل معه جعبة السهام يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :- ( انثرها لأبي طلحة )( من رواية البخاري فتح الباري (7/361))

رغم استبسال الصحابة  في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصيب إصابات كثيرة فكسرت رباعيته وشج في وجهه ، فجعل الدم يسيل على وجهه ، فيمسح الدم وهو يقول( كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ بِالدَّمِ ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ " ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ )سورة آل عمران آية 128 . ( صحيح مسلم 2/149)

لقد استبعد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يوفق الله من آذوه بهذه الصورة فأخبره الله جل جلاله بان ذلك ليس ببعيد إن أراد الله هدايتهم ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لما طمع بإسلامهم :- (اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)( صحيح مسلم 2/149)

 




•غسيل الملائكة :-

استشهد حنظلة بن أبي عامر وهو جنب وكان عروساً ليلة أحد ، فسمع النداء بالخروج فعجل ولم يغتسل فقال الرسول صلى الله عليه وسلم (إِنَّ صَاحِبَكُمْ تَغُسِّلُهُ الْمَلائِكَةُ)( الحاكم المستدرك 3/204 وقال صحيح على شرط مسلم)

 



• مقتل اليمان والد حذيفة بن اليمان خطأً :-

أما اليمان فقتله المسلمون خطأ و وداه ( أي دفع الدية ) الرسول صلى الله عليه وسلم ، فتصدق ابنه حذيفة بديته مما زاده عند الرسول صلى الله عليه وسلم خيراً (المستدرك 3/202 وقال صحيح على شرط مسلم
 
 

• خروج النساء لخدمة المجاهدين :-

صح إن عائشة وأم سليم قامتا بسقي الجرحى بعد تراجع المسلمين.(فتح الباري 6/78 وشرح النووي على صحيح مسلم 12/189)

*وهذا الأثر وغيره يدل على جواز الإنتفاع بالنساء عند الضرورة ، لمداواة الجرحى ، وخدمتهم إذا أمنت الفتنة مع لزومهن الستر والصيانة.

 




• قتال الملائكة مع الرسول صلى الله عليه وسلم :-

وقد ثبت إن الله عزوجل أرسل جبريل وميكائيل من الملائكة ، ليقاتلا دفاعاً عنه صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى تكفل بعصمته من الناس.  (رواة البخاري فتح الباري 7/358 ، وصحيح مسلم 2/321)

 





تغشي النعاس المسلمين:-

كان المسلمون مغتمين لما أصاب الرسول صلى الله عليه وسلم ولما أصابهم ، فأنزل الله جل جلاله عليهم النعاس ، فناموا يسيراً ، ثم أفاقوا وقد زال عنهم الخوف وامتلأت نفوسهم طمأنينة .

* قال أبو طلحة الأنصاري  :- كنت فيمن تغشاه يوم أحد ،حتى سقط سيفي من يدي مراراً ، يسقط وأخذه ويسقط فأخذه . (صحيح مسلم ، فتح الباري 7/365)

* وقد قال الله عز وجل  (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِّنكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ)وهذه الطائفة التي أهمتها نفسها دون أن تفكر بمصاب المسلمين ومصير الإسلام هي المنافقون الذين قال قائلهم(لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا)
 
 

• نهاية المعركة :-

قد يئس المشركون من إنهاء المعركة بنصر حاسم ، وتعبوا من طولها ومن جلادة المسلمين ، فكفوا عن مطاردة المسلمين في شعاب أحد ، ولكن أبا سفيان تقدم من المسلمين وخاطبهم فقال :- أفي القوم محمد ؟ فقال صلى الله عليه وسلم (لا تجيبوه ) ، فقال :- أفي القوم ابن أبي قحافة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم :- ( لا تجيبوه) ، فقال : - أفي القوم ابن الخطاب ؟ فقال إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا (رواة البخاري ، فتح الباري 7/365)

وكان السكوت عن إجابة أبي سفيان تصغيراً له ، حتى إذا امتلأ بالكبر ، اخبروه بحقيقة الأمر وردوا عليه بشجاعة .

فقد امتطت قريش إبلها ، ورضيت بما أحرزت من انتقام دون أن تتطلع إلى نصر حاسم  .

 




• شهداء المسلمين :

ما إن غادرت قريش المكان ،حتى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بدفن الشهداء ، وكانوا سبعين شهيداً ، ولم يؤسر أحد من المسلمين .

* وقد نزل في شهداء أحد قوله تعالى  (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)سورة آل عمران :169( احمد ، المسند 4/123، الحاكم المستدرك 3/88 وقال : صحيح على شرط مسلم)

نزلت آيات القران تمسح جراحات المسلمين ، وتزيل عنهم أثار أحد

 (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )سورة آل عمران:139)

(إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ)( سورة ال عمران (140 -142))

* وقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم بما نال الشهداء من عظيم الأجر فقال صلى الله عليه وسلم لابنة عبدالله بن عمرو والد جابر :(لم تبكين  ؟ فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع )( صحيح مسلم 3/385)

* وقد صح إن الرسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الرجلين من الشهداء في ثوب واحد ، وقدم عند الدفن أكثرهم حفظاً للقران الكريم .

 

 

• تحريم النياحة :-

قد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة نحيباً  وبكاء على قتلاهم فقال صلى الله عليه وسلم : -( لكن حمزة لا بواكي له ) فبكته نسوة الأنصار ، فقال لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ، ونهاهن عن النياحة اشد ما يكون من النهي (مسند احمد 7/98 ، وقال ابن كثير على  شرط مسلم ، وقال احمد شاكر : اسناده صحيح)

* وبذلك حرمت النياحة على الميت إلى الأبد ، ولم يؤذن إلا بدمع العيون.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق