معجزة شق الصدرـ نشأته ـ حرب الفجار
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه أجمعين
·
معجزة شق الصدر.
وقعت أحداث شق الصدر وغسله وجمعه مرتين ..
1-المرة الاولى
:-
عندما كان يلعب مع الغلمان صلى الله عليه وسلم .
روى الامام مسلم في صحيحه حادثة الشق الاولى : عن انس بن مالك ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل
عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه صلى الله عليه وسلم فشق قلبه فاستخرج
القلب ، فاستخرج منه علقة فقال : هذا حظ الشيطان
منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمَهُ (أي جمعه وضم بعضه الى بعض
( شرح النووي على مسلم2/216)
ثم اعاده في مكانه ، وجاء الغلمان يسعون الى أمه – يعني
ظئره – فقالوا ان محمدا قد قتل ، فاستقبلوه وهو منتقع اللون قال انس : وقد كنت ارى المخيط في صدره )
· الحكمة من الحادثة .
تطهيره من حظ الشيطان ، واعداد للعصمة من الشر وعبادة غير
الله فلا يحل في قلبه شيء الا التوحيد وقد دلت احداث صباه على تحقق ذلك فلم يرتكب إثماً
ولم يسجد لصنم ، رغم شيوع ذلك في قومه صلى الله عليه وسلم .
2- المرة الثانية:-
وقع شق الصدر ليلة الإسراء ..
ففي الصحيحين عن انس قال : ( كان ابو ذر يحدث
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فرج سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل ففرج صدري
ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً ، فافرغه في صدري ثم أطبقه،
ثم أخذ بيدي فعرج بي الى السماء الدنيا ....) (صحيح البخاري وصحيح مسلم)
·
الحكمة من الحادثة :-
قال ابن كثير :- ليتأهب للوفود ال الملاء الأعلى ولمناجاة الرب عز وجل (البداية والنهاية لابن كثير 1/406
·
نشأته :-
نشأ صلى الله عليه سلم مع أمه آمنه بنت وهب وجده عبدالمطلب
في كلاءة الله وحفظه ، ينبته الله نباتاً حسناً لما يريد من كرامته أما أبوه عبدالله
فقد توفي وأمه حبلى به ، فنشأ مع أمه وبينما هي عائدة من زيارة أخوال أبيه بني عدي
بن النجار توفيت في الطريق بالأبواء بين مكة والمدينة وهو أبن ست سنين ، فحضنته أم
ايمن وكفله جده عبدالمطلب ورقّ له رقّةً لم تعهد له في ولده ..
*عن ابي هريرة رضي الله عنه قال
: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى
من حوله ثم قال : ( استأذنت ربي في زيارة قبر
أمي فأذن لي واستأذنته في الإستغفار لها فلم يأذن لي ، فزوروا القبور تذكركم بالموت )( رواه مسلم)
*انس رضي الله عهنه ان رجلاً قال : يا رسول الله أين أبي ؟ قال : ( في النار ) ، فلما قفى قال
( إن أبي واباك في النار )( رواه مسلم)
*ولما أصبح عمره صلى الله عليه وسلم ثمان سنوات توفي جده
عبدالمطلب فكفله عمه أبو طالب ، فكان رحيماً وكان يحبه حباً شديداً ، ومما يدل على
شدة محبة ابي طالب إياه صحبته له في رحلته الى الشام ، وساعد الرسول صلى الله عليه
وسلم عمه أبا طالب برعي الغنم وقد ثبت إنه عمل على رعيها لأهل مكة مقابل قراريط (صحيح البخاري ( فتح الباري
4/141) وصحيح مسلم بشرح النووي 14/605)
ولعل ضيق حال ابي طالب هو الذي دفعه الى العمل ورعي الغنم
وفيها دربة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على رعاية البشر فيما بعد ..
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما بعث الله نبياً الا راعي غنم ) فقال له اصحابه
: وانت يا رسول الله ؟ قال : وأنا رعيتها لأهل مكة بالقراريط )( رواه البخاري)
·
رحلته مع عمه الى الشام وقصه
بحيرى.
ولما بلغ سن التاسعة أو العاشرة أو الثانية عشر من عمره
على إختلاف الروايات ، صحب عمه أبا طالب إلى الشام للتجارة ، ولم يمكثوا فيها إلا قليلاً
، وقد دعا راهب يدعى بحيرى في مدينة بصرى رجال القافلة القرشية إلى طعام ، حيث تعرف
على النبي صلى الله عليه وسلم من خلال صفاته وأحواله فعرف أنه يتيم وأنه يحمل خاتم
النبوة بين كتفيه ..
وتختم الرواية بتحذير الراهب لأبي طالب عم النبي صلى الله
عليه وسلم من اليهود والروم .
إن اقوى طرق هذه القصة ورد عند الترمذي في جامعه وقال عنه
الترمذي ( هذا حديث حسن غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه ) وصححه الحاكم (،السيرة النبوية : د. اكرم العمري 1/107
اما ما ورد في
القصة من الغمامة تظله من الشمس ,وفيء الشجرة يميل عليه إذا نام هذا لم يثبت في حديث
صحيح (ابن كثير البداية والنهاية 1/412).
·
حرب الفجار .
قال ابن اسحاق : هاجت حرب الفجار ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة ، وإنما سمي بالفجار ، بما استحل هذان الحيان –
كنانة وقيس عيلان – فيه من المحارم بينهم (البداية والنهاية لابن كثير
1/414)
قال د. اكرم العمري :
ذهبت رواية الواقدي وابن اسحاق – بدون اسناد- الى شهوده
صلى الله عليه وسلم حرب الفجار بين قريش وكنانة من ناحية وقيس عيلان من ناحية اخرى
، وهي حرب في إطار الأعراف والأحلاف الجاهلية
، ولم يثبت ان الرسول صلى الله عليه وسلم شهدها (السيرة النبوية الصحيحة د. اكرم العمري 1/111
·
حلف الفُضُول .
هذا الحلف
كان بين بني هاشم وبن امية وبني زهرة وبني مخزوم (اخرجه احمد في مسنده
1/19 – والبخاري : الادب المفرد رقم 567
وكان الحلف في
دار عبدالله بن جدعان وهو تحالف على التناصر والأخذ للمظلوم من الظالم ,ورد الفضول
على أهلها وقد سمي الحلف حلف الفضول ..
وفي الحديث ( لقد شهدت مع عمومتي حلفاً في دار عبدالله
بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو دعيت به في الاسلام لأجبت )( حديث صحيح)
وقد وقعت تسميته
في رواية احمد( بحلف المطيبين )
لأن العشائر التي عقدت حلف المطيبين هي التي عقدت حلف الفضول
وحلف المطيبين جرى قديماً بعد وفاة قصي وتنازع عبد المناف مع بني عبد الدار على الرفادة
والسقاية بمكة وتحالفوا على النصرة لحزبهم .
وسمّوا بالمطيبين – لأنهم جعلوا طيباً في جفنة وغمسوا أيديهم فيه ومسحوا أيديهم بأركان
البيت – وكان قديماً والنبي صلى الله عليه وسلم صرح في بعض هذه النصوص بأنه لم يشهد
للمشركين سوى حلف واحد وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم يوم ذاك عشرين ..
·
ثم أن حلف المطيبين القديم
لا يحمل من معاني الإنتصار للعدالة مثل حلف الفضول الذي شارك فيه الرسول صلى الله عليه
وسلم ..
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق