الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه أجمعين
1/ الأحداث التي حدثت في آل بيته في هذه السنة.
1- زواجه
صلى الله عليه وسلم بجويرية بنت الحارث :-
عن عائشة رضي الله عنها :- ( لما قسم رسول الله صلى
الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس)
وما أن رجع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة حتى
جاءته جويرية بنت الحارثة تستعينه في عتق نفسها من ثابت بن قيس الذي وقعت في سهمه وكانت
قد كاتبته ، وقد ذكرت للرسول صلى الله عليه وسلم مكانها في قومها ،
فقضي عنها كتباها وتزوجها صلى الله عليه وسلم فلما علم
الناس بلك أطلقوا سائر السبي وقالوا : أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتق مائة
أهل بيت ( فما كانت امرأة أعظم على قومها بركة منها) فكان عتقها صداقها. ( سيرة ابن هشام 2/294 -645 بأسناد صحيح وسنن أبي داوود 2/347)
2- حادثة
آلافك.
قالت عائشة رضي الله عنها :- ( كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا أراد سفراً اقرع بين نسائه فلما كانت غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه
فخرج سهمي عليهن ، فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت إذا رحل لي بعيري جلست
في هودجي (وكنت لم يثقل علي اللحم)،ثم يأتي القوم الذين كانوا يرحلون لي ويحملونني
وأنا في الهودج فيحملوني على ظهر البعير فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه من سفره ذلك وجه قافلاً حتى إذا كان قريبا من المدينة
فبات به بعض الليل ، ثم إذن مؤذن في الناس بالرحيل ، فارتحل الناس وخرجت لبعض حاجتي
، وفي عنقي عقد لي ، فلما فرغت أنسل من عنقي فألتمسه حتى وجدته فارتحل القوم وأخذوا
الهودج يظنون إني فيه ، فرجعت إلى العسكر فلم أجد أحدا فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في
مكاني وعرفت أن لو افتقدت لرجع إلي .
قالت :- فوالله إني لمضطجعة إذ مر
بي صفوان بن المعطل وكان قد تخلف عن العسكر ، فرأى سوادي فأقبل حتى وقف علي، وقد كان
يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب ، فلما راني قال : أنا لله وأنا إليه راجعون ظعينة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وأنا متلففة في ثيابي .
قال :- ما خلفك يرحمك الله ؟
قالت :- فما كلمته .
ثم قرب إلي البعير :- أركبي واستاخر عني .
قالت : فركبت وأخذ برأس البعير فأنطلق
سريعاً يطلب الناس ، ونزل الناس فلما أطمأنوا طلع الرجل يقود بي ، فقال أهل آلافك ما
قالوا ، وأرتج العسكر ، والله ما أعلم بشيء من ذلك .
ثم قدمنا المدينة وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وإلى أبوي وأنا لا أعلم شيئاً ، إلا إني قد أنكرت من رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعض لطفه بي ..
كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني قال : -( كيف تيكم؟)
لا يزيد على ذلك .
قالت : - حتى وجدت في نفسي ، فقلت
:- يا رسول الله ( حين رأيت ما رأيت من جفائه لي ) لو أذنت لي فأنتقلت إلى أمي فمرضتني
؟
قال :- ( لا عليك) ..
فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح ، إنها لتمشي معي ،
إذ عثرت في مرطها فقالت :- تعس مسطح .
فقلت :- بئس لعمرو الله ما قلت لرجل
من المهاجرين وقد شهد بدراً
قالت :- أو ما بلغك الخبر يا بنت
أبي بكر ؟
قالت : قلت :- وما الخبر؟
فأخبرتني بالذي كان من قول أهل آلافك .
قلت : أو قد كان هذا ؟
قالت :- نعم والله لقد كان
قالت : فوالله ما قدرت على أن اقضي
حاجتي ، ورجعت فوالله ما زلت ابكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي .
وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فخطبهم
ولا أعلم ذلك,
فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال ( أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي ، ويقولون عليهم غير الحق
....)
ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب،
وأسامة بن زيد فأستشارهما فأما زيد فأثني خيرا وقال :- يا رسول الله أهلك لا نعلم منهم
إلا خيراً ، وهذا كذب وباطل .
أما علي فإنه قال :- يا رسول الله ، أن النساء لكثير وإنك
لقادر على أن تستخلف .
ثم دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي أبواي وأنا
أبكي فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : -( يا عائشة إنه قد كان ما بلغ من قول الناس
فاتقي الله ، وإن كنت قد قارفت سوءاً مما يقول الناس فتوبي إلى الله ، فان الله يقبل
التوبة من عباده ) وأنتظرت أبوي أن يجيبا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتكلما
.
قلت لهما :- ألا تجيبان رسول الله صلى
الله عليه وسلم ؟
فقالا:- والله ما ندري بماذا نجيبه
..
قالت :- فلما استعجما علي استعبرت
فبكيت ، ثم قلت :- والله لا أتوب إلى الله
مما ذكرت أبداً ، والله إني لا اعلم لئن أقررت بما يقول الناس والله يعلم إني منه بريئة
، لأقولن ما لم يكن ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقونني..
قالت:- ثم التمست أسم يعقوب ، فيما
أذكره ولكن سأقول كما قال أبو يوسف :- (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ
عَلَى مَا تَصِفُونَ)( -سورة يوسف (18)
قالت :- فوالله ما برح رسول الله
صلى الله عليه وسلم مجلسه ، حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه ، فسجي بثوبه ، ووضعت
وسادة من ادم تحت رأسه ، فأما أنا حين رأيت ذلك فوالله ما فزعت وقد عرفت إني برئية
وإن الله غير ظالمي.
أما أبواي فوالذي نفسي بيده ما سري عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى ظننت لتخرجن أنفسهما ، فرقا من إن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس
..
قالت : - ثم سري عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم فجلس وجعل يمسح العرق عن جبيه ويقول : " أبشري يا عائشة ، فقد أنزل الله براءتك "
قلت :- الحمد لله .
ثم خرج إلى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله عز وجل
من القران في ذلك قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ
لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ
مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ
مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(
سورة النور (11)
ثم أمر بمسطح بن أثاثة ،وحسان بن ثابت ،وحمنة بنت جحش ،وكانوا
ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدهم (حد القذف)..
قالت عائشة :- كنت أرجو أن يرى النبي صلى
الله عليه وسلم في نومه شيئاً يكذب به الله عني ، لما يعلم من برآءتي ، أو يخبر خبراً
أما قرانا ينزل فيّ ، فوالله لنفسي كانت أحقر عندي من ذلك. (هذا الحديث مخرج في (الصحيحين ) البداية والنهاية
لابن كثير 1/769/766)
2)غزواته عليه الصلاة والسلام في هذه السنة.
1ـ غزوة بني المصطلق (المريسع) .
• تاريخها.
كانت هذه الغزوة من شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة
وهذا هو الراجح عند المتأخرين ابن القيم والذهبي ،
أما ابن إسحاق
فذهب أنها في شهر شعبان من سنة ست من الهجرة ويعارض ذلك ما في صحيح البخاري ومسلم من
إشتراك سعد بن معاذ في غزوة بني المصطلق مع إستشهاده في غزوة بني قريظة عقب الخندق
مباشرة فلا يمكن أن تكون غزوة بني المصطلق إلا قبل الخندق. (صحيح مسلم 8/115 وفتح الباري 8/471- 472)
• سببها.
1- لقد تجرأت
بنو المصطلق على المسلمين نتيجة لغزوة أحد.
2- كذلك كانت
ترغب في أن يبقى الطريق التجاري مفتوحاً أمام قريش لا يهدره احد .
• المعركة .
لقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم نية بني المصطلق للهجوم
على المدينة ، فجهز جيشاً وخرج من المدينة وأغار عليهم صلى الله عليه وسلم وهم غارون(أي
غافلون) وأنعامهم تسقى على الماء ، فقتل مقاتلهم وسبى ذراريهم
وأصاب يومئذ جويريه (صحيح البخاري 3/129)
وقد أشارت رواية مسلم وهي :- ( قد أغار رسول الله صلى الله
عليه وسلم على بني المصطلق وهم غارون...) وهذه الرواية صريحة في أن الغارة وقعت دون
إنذار فلقد كانوايجمعون الجموع لحرب المسلمين فبوغتوا وأضطربوا لم يتمكنوا من المقاومة.
ابن إسحاق :- ذكر وقوع قتال على ماء المريسيع ثم أنهزم
بنو المصطلق وقتل بعضهم بعضاً وأخذ المسلمون أبناءهم ونساءهم وأموالهم.
2ـ غزوة الخندق (الأحزاب ).
قال ابن كثير :- وقد أنزل الله تعالى فيها صدر سورة الأحزاب
فقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ)( سورة الأحزاب (9-27)
• تاريخها:-
وقد جرت غزوة الأحزاب في شوال سنة الخامسة من الهجرة وهو
قول جمهور العلماء (ابن كثير البداية والنهاية 1/722)
• أسبابها
:-
كانت قريش تفكر بالقيام بعمل عسكري للقضاء على المسلمين
في المدينة قضاء مبرماً ..
*ونظراً أن قوة قريش وحدها لا تكفي لإنجاز المهمة فقد سعت
، إلى التحالف مع الآخرين لحرب المسلمين
- وجاءت الفرصة عندما أجلى الرسول صلى الله عليه وسلم يهود
بني النضير في المدينة
- فقد تحالف قريش ويهود بني النضير وقبيلة غطفان هؤلاء
الأحزاب على حرب المسلمين .
• موقف المسلمين من تحالف الأحزاب :-
ما أن علم المسلمون بخبر تجمع الأحزاب لغزوهم حتى بدأ الرسول
صلى الله عليه وسلم باستشارتهم فيما ينبغي عمله لمواجهة الموقف .
وقد أشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق .(اقدم من أشار إلى ذلك أبو
معشر السندي (ت 171هـ) بدون اسناد فتح الباري 7/393)
في المنطقة الشمالي من المدينة وهي المنطقة الوحيدة المكشوفة
أمام الغزاة أما الجهات الأخرى فكانت كالحصن.
• أهمية الخندق
:-
1- الخندق يشكل
حاجزا يمنع الألتحام المباشر بين الغزاة والمسلمين
2- ويمنع إقتحام
المدينة
3- يوفر للمسلمين
موقعاً دفاعياً جيداً ، فيكبدون الغزاة الخسائر برشقهم بالسهام من وراء الخندق
• موقف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الحفر :-
شرع المسلمون بحفر الخندق ، وقد تم الحفر بسرعة رغم الجو
البارد والمجاعة التي أصابت المدينة في ذلك الوقت (صحيح البخاري 5/45 وفتح
الباري 7/395)
والرسول صلى الله عليه وسلم يحفر معهم وينقل التراب حتى
وارى الغبار جلدة بطنه ,وقد شد على بطنه حجراً ، لفرط الجوع (صحيح البخاري 5/47 وصحيح
مسلم 3/1430 ، وفتح الباري 7/ 395)
وكان يردد مع الصحابة
الأهازيج مشاركة لهم وتواضعاً :-
والله لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فانزلن سكينة علينا وثبت
الأقدام أن لاقينا
أن الأولى قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا (صحيح البخاري 5/47 – والفتح
7/399)
وقد تمكن المسلمون من انجاز الخندق في ستة أيام فقط (السمهزدي : وفاء الوفاء 4/1208)
لما أنجز الخندق وضع الرسول صلى الله عليه وسلم النساء
والأطفال في حصن فارع وهو أقوى حصون المسلمين . (صحيح مسلم 4/1879)
• عدد الجيشان :
عدد الأحزاب :- عشرة ألاف مقاتل
عدد المسلمين :- ثلاثة ألاف مقاتل
• موقف المنافقين
:-
استأذنوا الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصراف عن ميدان
القتال ، وقالوا أن بيوتنا مكشوفة للأعداء وإنما يقصدون الفرار من الموت
• وصف القران
الكريم البلاء الذي أصاب المسلمين :-
قال تعالى (إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ
مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ
بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً
شَدِيداً) (سورة الأحزاب (10ـ11)
فالأحزاب جاؤوا من فوقهم ، وبنو قريظة التي أعلنت نقض العهد
جاءت من أسفل منهم ,والمنافقون ظنوا بالله الظنونا ، فأصاب المسلمين زلزال شديد وبلاء
عظيم لكن الإيمان العميق جعل المسلمين يصمدن أمام سائر هذه الأخطار (السيرة النبوية الصحيحة
.د. أكرم العمري 2/428)
• صفة القتال :-
فوجئت قريش برؤية الخندق ، وأحتاروا في كيفية إقتحامه ،
إذ كلما هموا بذلك أمطرهم المسلمون بالسهام وأشتد الحصار وطال أربعا وعشرين ليلة. (ابن سعد : الطبقات الكبرى
2/73 بإسناد رجاله الثقات)
ولكن هجمات المشركين لم تنقطع حتى أن الرسول صلى الله عليه
وسلم والمسلمين لم يتمكنوا من أداء صلاة العصر في أحد الأيام في وقتها بل صلوها بعدما
غربت الشمس (فتح الباري 2/68)
ولم تكن صلاة الخوف قد شرعت بعد لأنها إنما شرعت بعد ذلك
في غزوة ذات الرقاع . (فتح الباري 7/ 421-424)
• نهاية المعركة :-
لقد أنهارت معنويات الأحزاب لطول الحصار من ناحية ولهبوب
العواصف الشديدة الباردة فقد نصر الله المسلمين بريح الصبا. (صحيح البخاري 5/47 وصحيح مسلم 2/ 617 )
فأقتلعت خيامهم وأطفأت نيرانهم ودفنت رحالهم فنادى فيهم
أبو سفيان بالرحيل وما نالهم من الغزوة سوى التعب وخسارة النفقات .. (فتح الباري 7/400)
هكذا انفض الأحزاب عن المدينة قال تعالى (وَرَدَّ اللَّهُ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) سورة الأحزاب (9ـ25)
وأستجاب الله دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم خلال الحصار
(" اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ ، سَرِيعَ الْحِسَابِ اهْزِمِ الأَحْزَابَ
، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ ")( صحيح مسلم 3/1363)
• نتائج الغزوة :-
كانت غزوة الخندق أقل الغزوات قتلى رغم كثيرة أعداد المشركين
لأنه لم يقع إلتحام مباشر ، فقد أستشهد من المسلمين ثمانية (سيرة ابن هشام 3/ 253) –
وأصيب سعد بن معاذ في أكحله (أكحله : عرق في وسط الذراع)-
ثم مات بعد غزوة بني قريظة(صحيح البخاري 1/51)
• أما المشركين
قتلاهم أربعة فقط .
3- غزوة بني قريظة:-
وقعت الغزوة في أخر ذي العقدة وأول ذي الحجة من السنة الخامسة
من الهجرة النبوية ، عقب غزوة الخندق التي كانت في شوال سنة الخامسة من الهجرة .
• أسبابها :-
يرجع سبب الغزوة إلى نقض بني قريظة العهد الذي بينهم وبين
النبي صلى الله عليه وسلم (السيرة النبوية الصحيحة .د . أكرم العمري 1/313)
• بداية الغزوة :-
قد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقتال بني قريظة
بعد عودته من الخندق ووضعه السلاح (السيرة النبوية الصحيحة
.د . أكرم العمري 1/313)
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتوجه إليهم ،
وقد أعلم أصحابه بأن الله تعالى قد أرسل جبريل ليزلزل حصونهم ويقذف في قلوبهم الرعب.
(البخاري : الصحيح 3/24)
وأوصاهم صلى الله عليه وسلم :- ( أن لا يصلين أحد العصر
إلا في بني قريظة ) كما في رواية البخاري (البخاري الصحيح 3/34)
أو الظهر – كما في رواية مسلم (مسلم الصحيح
5/163 - السيرة النبوية الصحيحة .د. أكرم العمري
1/315)
وقد حان وقت العصر وبعضهم في الطريق فمنهم من صلى ,ومنهم
من أخر وأقر النبي صلى الله عليه وسلم الطرفين ..وحاصروا بن قريظة قيل شهراً وقيل خمسة
وعشرين ليلة ، وأقوي الأدلة انه كان خمساً وعشرين ليلة .(البخاري : الصحيح 2/120
-3/24 ، ومسلم : الصحيح 5/ 160 - 161)
• نهاية الغزوة :-
لما أشتد الحصار وعظم البلاء عل بني قريظة ، وأرادوا الاستسلام
والنزول على أن يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم فيهم فحكم فيهم سعد بن معاذ وقبل بنو
قريظة حكمه ، لأنهم رأوا انه سيرأف بهم بسبب الحلف بينهم وبين قومه الأوس ..
فجئ بسعد محمولاً لأنه كان قد أصاب سهم في ذراعه يوم الخندق
فقضى فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية ، وأن تقسم أموالهم ، فأقره الرسول
صلى الله عليه وسلم وقال :- قضيت بحكم الله . (البداية والنهاية لابن كثير
1/743)
4) وفاة سعد بن معاذ رضي الله عنه :-
- قال ابن كثير :- كان سعد قد دعا الله أن لا
يميته حتى يقر عينه من بني قريظة .(البداية والنهاية لابن كثير
1/743)
- قال ابن إسحاق :- فلما انقضى شان بني قريظة
أنفجر بسعد بن معاذ جرحه ، فمات شهيداً .(البداية والنهاية لابن كثير
1/743)
- عن جابر قال :- سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول:- (اهتز العرش لموت سعد بن معاذ )( رواة البخاري)
- رواية مسلم :- (اهتز عرش الرحمن لموت سعد
بن معاذ )
عن إسحاق :- سمعت البراء بن عازب يقول
: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم حلة حرير، فجعل أصحابه يلمسونها ويعجبون من لينها
، فقال صلى الله عليه وسلم (أَتَعْجَبُونَ مِنْ لِينِ هَذِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ
مُعَاذٍ خَيْرٌ مِنْهَا أَوْ أَلْيَنُ ")( رواة البخاري)
وعلى شرط الشيخين قال:- (" وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذِهِ
") رضي الله عنه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق