الأربعاء، 5 نوفمبر 2014


القيامة الكبرى(يتبع)

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

·       الحساب.

س    : عرف الحساب لغة وشرعا ؟      

ج      : لغة : العدد 0

        شــــرعا : اطلاع الله عباده على أعمالهم 0 قال تعال :  (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ)( سورة الغاشية (25-26)

*صفة الحساب للمؤمن و الكافر و المنافق:

س    : كيف يكون تكون صفة الحساب للمؤمن و الكافر و المنافق ؟

ج      : * صفة الحساب للمؤمن : أن الله يخلو به فيقرره بذنوبه حتى إذا رأى  أنه قد هلك قال الله له (سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم تطوى صحيفة حسناته). كما في لفظ البخاري رواه البخاري (4685). ، وفي لفظ مسلم (فيعطى صحيفة حسناته)

* أما الكافر و المنافق : (فيُنادَى بهم على رُؤوس الخلائق: ﴿ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18])
س     : هل الحساب عام لجميع الناس ؟

ج       : الحساب عام لجميع الناس إلا من استثناهم النبي صلي الله عليه مسلم  وهم ( سبعون ألفا من هذه الأمة-منهم عكاشة بن محصن – يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب.( متفق عليه )

س     : هل يشمل الحساب الجن ؟ ولماذا ؟

ج       : نعم لأنهم مكلفون ولهذا يدخل كافرهم النار بالنص والإجماع (ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ) سورة الاعراف :38

ويدخل مؤمنهم الجنة على قول جمهور من أهل العلم وهو الصحيح,  لقوله تعالى : (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ). (سورة الرحمن (74)

س    : هل تشمل المحاسبة البهائم ؟

ج      :تشمل المحاسبة البهائم محاسبة قصاص فقط  أما حساب تكليف وإلزام  فلا , لأن ليس لها ثواب ولا عقاب , أما محاسبتها قصاص فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء) رواه مسلم (2582).

س    : ما هو أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ؟

ج     : أول ما يحاسب علية العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت  فسد سائر عمل لأن  الصلاة أفضل العبادات البدنية 0

س    : ما هو أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة ؟

ج      : أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة الدماء لقول النبي صلي الله عليه وسلم : (أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، في الدِّمَاءِ)( رواه مسلم)         

الدماء أعظم الحقوق 0

س     : من أول من يحاسب من الأمم ؟ مع الدليل ؟

ج       : أول من يحاسب من الأمم أمة محمد عليه الصلاة والسلام  لحديث : ("نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق".)( متفق عليه )           




·       الميزان.

           الميزان لغة وشرعا :

     لغة :  ما يقدر به الأشياء خفة وثقلا 0

     - شرعا : ما يضعه الله يوم القيامة  لوزن أعمال العباد0 وهو ميزان حقيقي له كفتان

لقوله تعالي : (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ.)سورة الاعراف:8/9

(ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ) : المراد بثقل الموازين رجحان الحسنات على السيئات 0

(خَفَّتْ مَوَازِينُهُ) : المراد رجحان السيئات على الحسنات أو فقدان الحسنات بالكلية 0

س     : لماذا أنكر المعتزلة الميزان  وما هي حجتهم ؟ وكيف نرد عليهم ؟

ج      : - أنكر المعتزلة الميزان الحقيقي وادعوا أن الميزان هو العدل 0

حجتهم : قالوا إن الرب تعالى ليس بحاجة إلى أن ينصب ميزانا لأنه يعدل بين عباده (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) الكهف (49))  0 فأبطلوا دلالة النصوص الصريحة التي فيها ذكر الميزان فهم نفوا الميزان الحسي وقالوا المراد بالميزان المعنوي الذي هو العدل

-الرد عليهم

 1/ يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى

(قولهم باطل لأنه مخالف لظاهر اللفظ , لأننا إذا قلنا المراد بالميزان العدل فلا حاجة إلى أن نعبر بالميزان  بل نعبر  بالعدل لأنه أحب إلى النفس من كلمة ميزان ولهذا قال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ)سورة النحل :90

 2/ مخالف للقاعدة الرابعـــــــــــة .


س/هل الميزان واحد أم متعدد؟

ج /  اختلف العلماء في ذلك , يقول الشيخ محمد العثيمين رحمه الله :

 ( ولكن الذي يظهر والله أعلم أن الميزان واحد  وأنه جمع باعتبار أنه الموزون , بدليل قوله (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ) لكن يتوقف الإنسان هل يكون ميزان واحد لجميع الأمم أو لكل أمه ميزان 00) (شرح العقيدة الوسطية 2/ 139)  

س /  ما لذي يوزن هل هو العمل أم  صحائف الأعمال  أم العامل نفسه ؟

ج  / اختلف العلماء في ذلك , يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله-:

 ( ولكن عند التأمل  نجد أن أكثر النصوص  تدل على أن الذي يوزن هو العمل , ويخص بعض الناس فتوزن صحائف أعمالهم , كحديث البطاقة : رجل يؤتى به وتعرض عليه أعماله في سجلات تبلغ تسعه وتسعين سجلا , كل سجل يبلغ مد البصر , فيقر بها له :ألك عذر أو حسنة , فيقول لا : يا رب : فيقول الله : بلى, إن لك عندنا حسنة

, فيؤتى ببطاقة صغيرة  فيها : أشهد أن لا إله إلا الله أن محمد رسول الله 0 فيقول يا رب أما هذه البطاقة مع هذه السجلات , فيقال: إنك  لا تظلم  فتوضع السجلات في كفة , والبطاقة, في كفه

فطاشت السجلات , وثقلت البطاقة 00 )( رواه أحمد /213والترمذي (2639)

 أو يوزن هو نفسه , كحديث ابن مسعود , فقد يكون هذا أمر يخص الله به من يشاء من عباده.( شرح العقيدة الوسطية 2/143 ) 


س / هل توزن أعمال الكفار  ؟

ج  /  علي قولين لأهل العلم  :

     1 / أن الكفار  توزن أعمالهم 0

      2 / أن الكفار لا توزن أعمالهم (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا)الكهف (105)

قال شيخ الإسلام ابن تيمة: لما سئل هل يحاسبون الكفار يوم القيامة أم لا ؟

 : ( هذه المسألة تنازع فيها المتأخرون فمنهم من قال لا  يحاسبون و منهم من قال يحاسبون –

وفصل الخطاب - : أن الحساب يراد به عرض أعمالهم  عليهم وتوبيخهم عليها فان أريد بالحساب فلا ريب أنهم يحاسبون بهذا الاعتبار , وقيل يراد بالحساب موازنة الحسانات بالسيئات , فإن قصد بذلك أن  الكفار تبقى لهم حسنات يستحقون بها الجنة فهذا خطأ ظاهر ) فتاوي ابن تيمية 4/305 




·      الدواوين.

س      :  ما هي الدواوين لغة وشرعا ؟

ج      :- الدواوين جمع ديوان  وفي اللغة: الكتاب  يحصي  فيه الجند ونحوهم 0

      - شرعا : الصحائف التي أحصيت فيها الأعمال التي كتبتها الملائكة على العامل 0

نشر الدواوين : إظهار صحائف الأعمال يوم القيامة فتطاير إلى الأيمان و الشمائل وهذا ثابت بالكتاب والسنة وإجماع السلف 0


س / ما هي صفة أخذ الكتاب مع الدليل ؟

ج/  المؤمن يأخذ كتابه فيفرح ويستبشر ، { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ }( سورة الحاقة (19)

والكافر يأخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره فيدعو بالويل والثبور . –

ولفظ (أو) للتنويع وليست للشك { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ }( سورة الحاقة (25)  


 

* الحوض :

-الحوض: لغة: الجمع , ويطلق على مجتمع الماء

شرعا: حوض الماء النازل من الكوثر في عرصات القيامة للنبي عليه الصلاة والسلام.

دلت عليه السنة المتواترة وأجمع عليه أهل السنة(قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ) رواه البخاري ( 6212 ) ومسلم ( 2290 )

س/ متى يكون زمن الحوض ؟

ج/ زمن الحوض قبل العبور على الصراط ، لأن المقام يقتضي ذلك ، حيث أن الناس في حاجة إلى الشرب في عرصات يوم القيامة قبل عبور الصراط . ومن أهل العلم من يقول : إن الحوض بعد العبور على الصراط . المسالة خلاف

س/ هل لكل نبي حوض ؟

ج/ لكل نبي حوض ، ولكن حوض النبي صلى الله عليه وسلم أكبرها وأعظمها وأكثرها . 

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

هناك تعليق واحد: