الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014



دروس في علم التوحيد

الدرس الأول:(التوحيد وأقسامه)

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين

·       تعريف التوحيد

في اللغة: مشتق من  وحد الشيء إذا جعلة واحدا فهو مصدر وحد يوحد أي جعل الشيء  واحد.

وفي الشرع : إفراد الله سبحانه بما يخص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات .

·       أقسام التوحيد :

ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام :

1_ توحيد الربوبية :

وهو إفراد الله عز وجل بالخلق والملك والتدبير.

قال تعالى {  لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) سورة الأعراف آية (54)

وهذا القسم لم ينكره أحد من بني آدم  فلم يجحد أحد توحيد الربوبية لا على سبيل التعطيل ولا على سبيل التشريك إلا ما حصل من فرعون فإنه أنكره على سبيل التعطيل مكابرة فأنكر وجوده.

قال الله تعالى حكاية عنه :{ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى } سورة النازعات آية (24)

{ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي } سورة القصص آية (38)   

ومما حصل من المجوس فأنهم أنكرو ا توحيد الربوبية على سبيل التشريك  حيث قالو أن للعالم خالقين هما الظلمة والنور ومع ذلك لم يجعلوا هذين الخالقين متساويين فهم يقولون إن النور خير من الظلمة لأنه يخلق الخير والظلمة تخلق الشر والذي يخلق الخير خير من الذي يخلق الشر .

والله سبحانه وتعالى يقول { (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} سورة المؤمنون آية (91) 

إذ لو أثبتنا للعام خالقين لكان كل خالق يريد أن ينفرد بما خلق.

 

 

2- توحيد الألوهية :

ويقال له توحيد العبادة باعتبارين

 ـ باعتبار إضافته إلى الله يسمى توحيد الألوهية

  ـ وبإعتبار  إضافته إلى الخلق يسمى توحيد العبادة

وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة وهذا القسم كفر به وجحد عامة الخلق ومن أجل ذلك أرسل الله الرسل وأنزل الكتب قال تعالى { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَافَاعْبُدُونِ } سورة الأنبياء آية (25)

تنبيه من العجب أن أكثر من المنصفين في علم التوحيد من المتأخرين يركزون على توحيد الربوبية وكأنما يخاطبون أقواما ينكرون وجود الرب أن كان فيه من ينكر الرب لكن ما أكثر المسلمين الواقعين في شرك العبادة .(القول المفيد على كتاب التوحيد الشيخ محمد العثيمين 1/9ـ11)




 
3: توحيد الأسماء والصفات.
وهو إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات.
وهذا يتضمن شئين :

أ‌-      الاثبات وذلك بأن نثبت لله عز وجل جميع أسمائه وصفاته.

  ب-    نفي المماثلة وذلك بأن لا نجعل لله مثيلا في أسمائه وصفاته كما قال تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} سورة الشورى آية (11

وهذا القسم من التوحيد هو الذي ضلت فيه بعض الامة الإسلامية وانقسموا فيه إلى فرق كثيرة

1-   فنهم من سلك مسلك التعطيل

 فعطل ونفى الصفات زاعما انه منزه الله وقد ضل

مثلا قالوا: بأن الله ليس له سمع ولا علم ولا قدرة فهؤلاء لم ينزهوا الله بل وصفوه بأعجب العيوب وخالفوا كلامه عز وجل والله جل وعلا يقول ويثبت على نفسه في كتاب

{ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}, {عَزِيزٌ حَكِيمٌ} , {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

        فالمنزه حقيقة هو الذي ينفى عنه صفات العيب والنقص .(القول المفيد على كتاب التوحيد الشيخ محمد العثيمين 1/12)

 




2ـ منهم من سلك مسلك التمثيل

زاعما بأنه محقق لما وصف الله به نفسه فمثلا أن يقول قائل يد الله كيد الأنسان تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

والله سبحانه وتعالى يقول {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} سورة الشورى آية (11)

فهؤلاء ضلوا لأنهم لم يقدروا الله حق قدره لأنهم جعلوا الكامل من كل وجه كالناقص من كل وجه.

فالواجب:

 أن نؤمن بما وصف الله وسمى به نفسه في كتابه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. .(القول المفيد على كتاب التوحيد الشيخ محمد العثيمين 1/13)

 

 

 

 

 

معنى التحريف :

      هو صرف اللفظ عن ظاهره وهذا الصرف لم يدل عليه دليل صحيح

        مثال: قول الله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} سورة طه آية (5)

        معنى استوى : هي صفة الاستواء لله سبحانه ومعناها : العلو والاستقرار على وجه يليق بالله تعالى.

        أما أهل البدع فقد حرفوا معنى استوى وصرفوه عن ظاهره وقالو ا معناه استولى.

*معنى التكييف:

   هم الذين ينكرون ويعطلون شيئاً من اسماء الله او صفاته.

س/ ماالفرق بين التكييف والتمثيل؟

     معنى التكييف : ذكر الصفة غير مقيدة بمماثل.

        مثال: ليد الله كيفية معينة لا مثيل لها في أيدي المخلوقين فلا يجوز هذا التخييل.

معنى التمثيل : ذكر كيفية الصفة مقيدة بمماثل.

        مثال : يد الله كيد الأنسان .

( من أراد الاستزادة الرجوع إلى :1- كتاب لمعة الاعتقاد لابن قدامة شرح الشيخ صالح آل الشيخ 2- كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية شرح الشيخ محمد العثيمين رحمة الله).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

فالتحريف في النصوص ,والتعطيل في المعتقد , والتكييف في الصفة , والتمثيل في الصفة إلا أنه أخص من التكييف.

فيجب أن تبرأ عقيدتنا من هذه الأمور الأربعة. (القول المفيد على كتاب التوحيد الشيخ محمد العثيمين 1/13)



وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله  وصحبه أجمعين


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق