الأحد، 30 نوفمبر 2014



*أهم الأحداث في السنة السابعة من الهجرة النبوية :-

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

1- فتح خيبر:-

خيبر واحة زراعية تقع شمال المدينة المنورة .

• تاريخ الغزوة :-

ذهب ابن إسحاق إلى أنها في محرم من السنة السابعة من الهجرة النبوية (ـوقد رجح هذا ابن حجر انظر الفتح 7/464)

• أسبابها :-

1-     أنها لها دور كبير في حشد قريش والأعراب ضد المسلمين في غزوة الأحزاب ولا سيما زعماء بني النضير .

2-     سعيهم الناجح في إقناع بني قريظة بالغدر والتعاون مع الأحزاب .

لهذا أهتم الرسول صلى الله عليه وسلم بالتصدي لخيبر التي صارت مصدر خطر كبير على المسلمين.

الطريق إلى خيبر:

توجه المسلمون بقيادة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى خيبر كانوا يكبرون ويهللون رافعين أصواتهم فطلب منهم أن يرفقوا بأنفسهم قائلاً لهم صلى الله عليه وسلم :- (نَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا ، وَهُوَ مَعَكُمْ ")( صحيح البخاري – كتاب المغازي 7/470) 

• وصف فتح خيبر :

وتدل الأحاديث الصحيحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم وصل خيبر قبل انبلاج الفجر وصلى الفجر قربها بعد أن بزغت الشمس ، وقد فوجئ الفلاحون من يهود خرجوا إلى أعمالهم بوجود المسلمين فلما بصروا بالنبي صلى الله عليه وسلم قالوا:- محمد والله .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- (اللَّهُ أَكْبَرُ خَرِبَتْ خَيْبَرُ إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ )

قال : فأصبنا من لحوم الحمر ، فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ فَإِنَّهَا رِجْسٌ)( البخاري كتاب الصلاة 1/478 كتاب الأذان 2/89 – ومسلم – الصحيح كتاب الجهاد : باب غزوة خيبر 3/4

•إعطاء الراية لعلي بن أبي طالب :-

فلجا اليهود إلى حصونهم وحاصر المسلمون حصن ناعم ، وحمل راية المسلمين في حصار ناعم أبو بكر رضي الله عنه لليومين الأولين ولم يفتح له ، وأصاب الناس شدة وجهد

 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلا يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ)

قال :- فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها ؟

فلما أصبح الناس غدوا على النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال صلى الله عليه وسلم ( أين  علي بن أبي طالب ؟)

فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال صلى الله عليه وسلم ( فأرسلوا إليه ) فأتي به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كان لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية .

فقال علي : يارسول الله ، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟

فقال صلى الله عليه وسلم :- (انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِيهِ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ.)  (رواة البخاري)

قال ابن إسحاق :- وتدنى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأموال ، يأخذها مالاً ويفتتحها حصناً حصناً وكان أول حصونهم فتح حصن ناعم ،ثم القموص حصن بن أبي الحقيق )( البداية والنهاية لابن كثير 1/785)

أما أهل حصن الوطيح والسلالم فأنهم لما أيقنوا بعدم جدوى المقاومة بعد سقوط النطاة والشق والقموص سألوا النبي صلى الله عليه وسلم ( أن يسيرهم وان يحقن دماءهم ففعل )( سيرة ابن هشام 32/449)


النتائج:-

وبذلك سقطت سائر خيبر بيد المسلمين وبلغ قتلى يهود في معارك خيبر ثلاثة وتسعين رجلاً (مغازي الواقدي 2/699)

وسبيت نساؤهم وذرايتهم ، واستشهد من المسلمين عشرون رجلاً .( سيرة ابن هشام 2/ 804)

 
 

• زواجه صلى الله عليه وسلم بصفية بنت حيي بن أخطب :

وقعت صفية بنت حيي بن أخطب في السبي فأعقتها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها ، رضي الله عنها (صحيح مسلم كتاب النكاح 2/ 1045


 



 

• قصة الشاة المسمومة :

عن أبي هريرة رضي الله عنه :- لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاه فيها سم (رواة البخاري)

*وقد صح أن امرأة يهودية أهدت النبي صلى الله عليه وسلم شاة مشوية قد سمتها ، وأكثرت السم في الذراع عندما عرفت انه يحبها ، فلما أكل من الذراع أخبرته أنها مسمومة فلفظ اللقمة، واعترفت المرأة فلم يعاقبها .(البخاري الصحيح 5/176 ومسلم : الصحيح 7/ 14-15)

* وقد قتلها بعد ذلك عندما مات بشر بن معرور من أثر السم الذي ازداده مع الطعام (الحاكم المستدرك 3/ 220 وابن هشام السيرة 2/240)

*قال جابر :- بقي الرسول صلى الله عليه وسلم بعده ثلاث سنوات ، حتى كان وجعه الذي توفي فيه ..

فقال صلى الله عليه وسلم :( ما زلت أجد من الأَكْلَةِ التي أكلت بخيبر عِداداً)( البداية والنهاية لابن كثير 1/797)

 




·       قدوم جعفر بن أبي طالب ومن معه من المسلمين من ارض الحبشة :-

ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أهل السفينة من المهاجرة الذين عادوا منها إلى المدينة ووصلوا خيبر بعد الفتح من غنائم خيبر وكانوا ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا بقيادة جعفر بن أبي طالب ، ولم يقسم لأحد لم يشهد الفتح سواهم (صحيح البخاري : كتاب فرض الخمس 6/237 وصحيح مسلم 4/1946)

-عدم إجلاء يهود خيبر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :-

وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبقى يهود خيبر فيها على أن يعملوا في زراعتها وينفقوا عليها من أموالهم ولهم نصف ثمارها لأن اليهود بادروا بعرض ذلك على النبي صلى الله عليه وسل وقالوا :- نحن أعلم بالأرض منكم فوافق على ذلك أن هم بإخراجهم منها (صحيح البخاري 7/ 496 وصحيح مسلم 3/ 1186)

·       أثر فتح خيبر:

أن فتح خيبر عاد على المسلمين بالخير الكثير ..

قال ابن عمر :- ( ما شبعنا حتى فتحنا خيبر )( صحيح البخاري – باب فتح خيبر 7/495)



2-    غزوة ذات الرقاع :-

      تاريخها : - جنح البخاري أنها بعد خيبر

      المعركة : اقترب المسلمون من جموع غطفان دون أن يقع قتال بينهم وصلى المسلمون صلاة الخوف في مكان يبعد عن المدينة يومين .

      سبب تسميتها : لأنهم لفوا في أرجلهم الخرق بعد أن تنقبت خفافهم (السيرة النبوية الصحيحة .د. أكرم العمري 2/462)

 

 


 
 


3-عمرة القضاء :-

لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ، أقام بالمدينة وبعث سراياه ,حتى أستهل ذو القعدة ، فنادى في الناس أن يتجهزوا للعمرة فتجهزوا وخرجوا إلى مكة (البداية والنهاية لابن كثير 1/807)

كان خروجه لمكة قاصداً للعمرة في السنة السابعة من الهجرة ، كما اتفق مع قريش في صلح الحديبية وقاضاهم يقيم بمكة ثلاثة أيام ثم يخرج عنها (رواة البخاري فتح الباري 7/449)

* طاف المسلمون بالكعبة وأمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يظهروا القوة والجلد في طوافهم لان قريشا أشاعت أنهم ضعفاء قد وهنتهم حمى يثرب ، فارملوا وسارعوا بالعدو في الأشواط الثلاثة الأولى (رواة البخاري (فتح الباري 7/ 507)

* ولما انتهت الأيام الثلاثة جاء المشركون إلى علي رضي الله عنه فقالوا:-

قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل فخرج النبي صلى الله عليه وسلم (رواة البخاري (فتح الباري 7/ 499)

* وقد نزل في عمرة القضاة قوله تعالى (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ  فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا)( سورة الفتح (27)

 



 

·       زواجه صلى الله عليه وسلم بميمونة بنت الحارث رضي الله عنها :-

عن ابن عباس أن قال (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَزَوَّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ فِي سَفَرِهِ ذَلِكَ وَهُوَ حَرَامٌ )(البداية والنهاية لابن كثير 1/811)

عن ابن عباس :- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو محرم ، وبنى بها وهو حلال وماتت بسرف (رواة البخاري)

  وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



· أهم الأحداث التي وقعت في السنة السادسة من الهجرة.

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

·      أهم الأحداث التي وقعت في السنة السادسة من الهجرة.

1-غزوة الحديبية :-

• سبب تسمية الغزوة بالحديبية:-

سميت الغزوة بالحديبية لأن قريشاً منعت المسلمين من دخول مكة وهم في الحديبية. (الحديبية  - اسم بئر)

• تاريخها:-

خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية في يوم الأثنين مستهل ذي القعدة في السنة السادسة من الهجرة النبوية

أسبابها:

قصد  النبي صلى الله عليه وسلم العمرة.(صحيح البخاري (فتح الباري ص 1778)

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتوقع أن تصده قريش وقد تقاتله ، لذلك أراد أن يخرج بأكبر عدد من المسلمين وأخذوا معهم أسلحتهم فكانوا مستعدين للقتال (صحيح البخاري (فتح الباري ص 4179)

• عدد المسلمين :-

بلغ عدد المسلمين في الحديبية :- ألفا وأربعمائة رجل ، وقد ذكر جابر في رواية أنهم ألفا وخمسمائة .(صحيح البخاري فتح الباري، رقم الحديث 3576 -1453 وصحيح مسلم)
 
 

•البداية  :-

- وقد صلى المسلمون بذي الحليفة واحرموا بالعمرة

وساقوا الهدى سبعين بدنة. (صحيح البخاري (الفتح حديث 1694)

- وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم عيناً إلى مكة هو بسر بن سفيان الكعبي (صحيح البخاري ( الفتح حديث 4179)

*ومضى المسلمون إلى أن وصلوا عسفان على ثمانين كيلاً من مكة فجاءهم بسر بن سفيان الكعبي ، بخبر قريش وأنها سمعت بمسيرهم وجمعت لهم الجموع ، لصدهم عن دخول مكة .

• مشروعية صلاة الخوف :-

- وقد صلى الرسول صلى الله عليه وسلم بأصحابه بعسفان صلاة الخوف ، وذلك عندما عام بقرب خيل المشركين منهم .

- فتكون أول صلاة خوف صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان في الحديبية(حافظ الحكمي :مرويات غزوة الحديبية ص 115)

-(وعلى رأي من أخر غزوة ذات الرقاع إلى ما بعد خيبر وهو الصحيح ، وأنها شرعت فيها صلاة الخوف .

(صحيح البخاري (فتح الباري حديث رقم4125 زاد المعاد 3/253))  (الاستزادة : راجع السيرة النبوية د. أكرم العمري 2/437)

*وقد غير الرسول صلى الله عليه وسلم جيشه تجنباً للقتال ،حتى إذا اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم من الحديبية بركت ناقته فقالوا :- خلأت القصواء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (مَا خَلَأَتْ الْقَصْوَاءُ وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ)( صحيح البخاري ( فتح الباري 5/329 حديث 2731)

* من معجزاته عليه الصلاة والسلام.

ثم عدل عن دخول مكة إلى أقصى الحديبية ، فنزل على بئر قليلة الماء فاشتكى المسلمون العطش ، فأنتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيها فما زال يجيش بالري حتى صدروا عنه.

 (صحيح البخاري .وفي رواية أن صلى الله عليه وسلم دعاء بما فمضمض ومج في البئر ( صحيح البخاري ) فتح الباري حديث 3577)

 فكان تكثير الماء من معجزاته صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة.

وقد سعى الرسول صلى الله عليه وسلم لبيان موقفه أمام الناس جميعاً ، فأرسل رسله تترى إلى قريش يعلنون مقصدهم ( وهي العمرة وليس القتال )

• بيعة الرضوان :-

فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى قريش فأجاره أبان بن سعيد بن العاص حتى أبلغهم رسالة النبي صلى الله  عليه وسلم وقد سمحت له قريش بالطواف فأبى أن يسبق الرسول صلى الله عليه وسلم بالطواف وقد أخرته قريش فحسب المسلمون أنها قتلته.(مسند احمد 4/324 : بإسناد حسن)

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه للبيعة تحت الشجرة ، وكانت البيعة على ألا يفروا وليس على الموت (صحيح البخاري (فتح الباري حديث رقم 4169) وصحيح مسلم)

ورواية مسلم :- ( كانت البيعة على الموت ) ولا تعارض في ذلك . (صحيح مسلم : كتابة الامارة ص69)

وقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على موقف الصحابة ومبادرتهم إلى  البيعة فقال :- ( أنتم خير أهل الأرض ). ( صحيح البخاري ( الفتح رقم الحديث 4154))

وقال:( لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها)( صحيح البخاري (الفتح : حديث رقم 3698)

*فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى :- ( هذه يد عثمان ، فضرب بها على يده فقال : هذه لعثمان ) .(صحيح البخاري (الفتح : حديث رقم 3698)

لكن عثمان رجع إلى المسلمين بعد بيعة الرضوان مباشرة

 قال تعالى(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)( سورة الفتح (18

• عقد صلح الحديبية :-

-أرسلت قريش بسهيل بن عمرو فقال النبي صلى الله عليه وسلم متفائلاً ( لقد سهل لكم أمركم )( صحيح البخاري (الفتح الحديث رقم 2731 -2732)

- وقال صلى الله عليه وسلم : -( لقد أراد القوم الصلح حيث بعثوا هذا الرجل )

*وكانت قريش قد ألزمت سهيل بن عمرو ألا يكون في صلحه إلا أن يرجع المسلمون دون عمرة في ذلك العام وقد جرت مفاوضة طويلة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وسهيل بن عمرو انتهت إلى عقد صلح الحديبية. (صحيح البخاري (الفتح الحديث رقم 2731 – 2732)

• شروط صلح الحديبية :-

1-   وضع الحرب عشر سنين ، يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض .

2-   أنه من أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بغير إذن وليه رده عليهم.

3-   من آتى من قريش ممن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يردوه عليه.

هكذا وقعت الهدنة عشر سنوات على ألا يدخل المسلمون مكة إلا بعد مرور عام فيقيموا بها ثلاثة أيام معهم السيوف مغمودة فقط .

موقف المسلمين من صلح الحديبية:-

وغضب المسلمون لرد الفارين من قريش إليها فقالوا : يا رسول الله  تكتب هذا ؟

قال :- ( نعم انه من ذهب إليهم فأبعده الله ، ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً)( صحيح مسلم كتاب الجهاد 93)

*وظهر الغضب الشديد على عمر بن الخطاب فراجع الرسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك

قال:- فأتيت رسول الله صلى الله وعليه وسلم .

فقلت :- ألست نبي الله حقاً؟

قال : - بلى .. قلت :- ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟

قال :- بلى .. قلت فلم نعطي الدنية في ديننا أذاً؟

قال :- ( إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري) ..

 قلت :- أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به ؟

 قال  :- ( بلى فأخبرتك أنك تأتيه العام )

قال : قلت :- لا ..

 قال  :-  ( فإنك أتيه ومطوف به )( صحيح البخاري (الفتح حديث رقم 2731 – 2732 )

وقال عمر :- مازلت أصوم وأتصدق وأعتق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذ حتى رجوت أن يكون خيراً . (مسند احمد 4/325 بإسناد حسن)

* أمر الرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ينحروا الهدي ويحلقوا رؤوسهم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حلق منهم  ثلاثا ولمن قصر مرة

حديث ابن عباس :- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( يرحم الله المحلقين ) ، قالوا :- والمقصرين يا رسول الله  ؟ قال  :- ( يرحم الله المحلقين  ) ، قالوا :- والمقصرين يا رسول الله ؟ قال :- ( يرحم الله المحلقين  ) ، قالوا :- والمقصرين يا رسول الله قال  :- ( والمقصرين) (مسند احمد 2/34 – 151 بإسناد صحيح)

بعض المسائل التي ظهرت في الصلح :-

1-   وضح الرسول الله صلى الله عليه وسلم بعض مسائل العقيدة فبين كفر من يقول :- (مطرنا بنوء كذا وكذا ) فهو كافر بالله مؤمن بالكواكب (صحيح مسلم (فتح الباري كتاب الأذان 846)

        استحباب التفاؤل بقوله ( سهل أمركم) لما قدم سهيل بن عمرو (ابن القيم : زاد المعاد 3/305)

3-     في الغزوة يظهر جواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم مثل التوضؤ بماء وضوئه وهو خاص به صلى الله عليه وسلم (الشاطبي : الاعتصام 2/8)

4-     حدث في طريق العودة أن نام المسلمون عن صلاة الصبح فلم ويوقظهم إلا حر الشمس فصلوها بعد خروج وقتها فهي السنة :- (قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن نسِيَ صلاةً، فلْيُصلِّها إذا ذكرَها، لا كَفَّارة لها إلا ذلك)( وانظر حول تكرار ذلك في خيبر (فتح الباري 1/449)

5-     في طريق العودة ظهرت معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم في تكثير الطعام والماء(صحيح مسلم – صحيح البخاري (الفتح حديث رقم 4152)

6-     وفي الطريق إلى المدينة نزلت سورة الفتح :- (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا)( صحيح البخاري (فتح الباري 4177 ).. سورة الفتح (1)

*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-( لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ)( صحيح البخاري (فتح الباري 4177)

فقال رجل  :- يا رسول الله  ، افتح هو ؟

 
قال :- (: نَعَمْ, والَذِّي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَفَتْحٌ)( الحاكم : المستدرك 2/459 صحيح الإسناد)

فانقلبت كآبة المسلمين وحزنهم إلى فرح غامر .

 




2-السرايا والبعوث التي كانت في  السنة السادسة للهجرة :-

قال ابن كثير :- بعث الرسول صلى الله عليه وسلم ستة بعوث يدعوهم إلى الإسلام (البداية والنهاية لابن كثير 1/778)

1-     بعث إلى هرقل ملك الروم .

2-     بعث إلى المقوقس صاحب الإسكندرية

3-     بعث إلى الغساني ملك عرب النصارى بالشام

4-     بعث إلى كسرى ملك الفرس.

5-     بعثت إلى هوذة الحنفي

6-     بعث إلى النجاشي ملك النصارى بالحبشة



 
 


 


3ـ نزول فرض الحج :-

قال ابن كثير : سنة ست من الهجرة فيها نزل فرض الحج في قوله تعالى(وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ) (البداية والنهاية لابن كثير 1/778 . . سورة البقرة (196)
 



 
4-  حرمت المسلمات على المشركين :-

قال ابن كثير :- في هذه السنة السادسة حرمت المسلمات على المشركين تخصيصاً لعموم ما وقع به الصلح عام الحديبية على أنه :-

 لا يأتيك منا أحد إلا رددته علينا ،

 فنزل قوله :-      ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ  فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ  لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ)(البداية والنهاية لابن كثير 1/778 .. سورة الممتحنة (10)

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين