(معية الله)
الحمد الله والصلاة والسلام على رسولا لله وعلى اله وصحبه أجمعين.
· (معية الله)
معية الله على نوعان:
1ـ معية عامة
2ـ معية خاصة.
1) المعية
العامة.
في قوله تعالى:( وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ
مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ) النساء:108
وهذه المعيه تقتضى:
ـ علمه اطلاعه ومراقبته لأعمالهم.
ـ ولا منافاة بين العلو والمعية
ـ الإحاطة بجميع الخلق من مؤمن، وكافر
وبَر وفاجر، في العلم، والقدرة، والتدبير والسلطان وغير ذلك من معاني الربوبية.
وهذه المعية توجب لمن آمن
بها كمال المراقبة لله عزّ وجل، ولذلك قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: "أفضل
الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت".( أخرجه الطبراني في المعجم
الكبير, والطبراني في المعجم الأوسط)
ومن أمثلة هذا القسم قوله
تعالى: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ } [الحديد: 4] { مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى
ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى
مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا } [المجادلة: 7]
وقال معدان:
سألت سفيان الثوري عن قوله :( وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)قال: علمه)( أخرجه الذهبي في السير بسند صحيح7/274)
2) المعية
الخاصة.
قال تعالى:( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)التوبة:40
·
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: " ( إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ
إِذَا دَعَانِي" (رواه مسلم (2675)
·
تقتضي هذه المعية:
التي تقتضي النصر والتأييد لمن أضيفت
له. وهي مختصة بمن يستحق ذلك من الرسل وأتباعهم.
وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال
الثبات والقوة.
·
ومن أمثلتها
·
قوله تعالى: { وأَنَّ اللَّهَ
مَعَ المؤمنِينَ } [الأنفال: 19] .
· { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ
} [النحل: 128] .
· { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] .
·
وقوله عن نبيه صلّى الله
عليه وسلّم: { لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]
·
الأثار الإيمانية:
ـ فائدة المعية العامة:
فإن يحمله على مراقبة الله ,وعلى خوفه, وعدم الخروج عن
طاعته ,وعدم ارتكاب شئ من معاصيه.( التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية 1/242)
ـ فائدة المعية الخاصة:
فمتى حظي العبد بمعية الله هانت عليه المشاق, وانقلبت
المخاوف في حقه أمانا, فبالله يهون كل صعب, ويسهل كل عسير, ويقرب كل بعيد.(الداء والدواء صـ288)
إنما الحزن كل الحزن لمن فاته الله؟
ومن فاته الله فبأي شي يفرح . (طريق الهجرتين صـ 280)
وإذا كان الله معك, فمن تخاف!!
فليحرص العبد أن يكون من أهل التقوى والاحسان والصبر
والايمان, ويكثر من الذكر والدعاء, وأي فضيلة تداني فضيلة من كان الله معه!
( الفتح الربانى من فتاوي الامام الشوكاني 3/360)
فإن قيل: هل المعية من صفات الله
الذاتية أو من صفاته الفعلية؟
فالجواب: أن المعية العامة من الصفات
الذاتية؛ لأن مقتضياتها ثابتة لله تعالى أزلاً وأبداً، وأما المعية الخاصة فهي من الصفات
الفعلية؛ لأن مقتضياتها تابعة لأسبابها، توجد بوجودها، وتنتفي بانتفائها.(فتاوى الشيخ محمد العثيمين رحمه الله)
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق