السبت، 6 ديسمبر 2014


 (الطيب) من أسماء الله الحسنى

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه أجمعين.

·     (الطيب)

معنى الأسم(الطيب).

أ‌)                  المعنى اللغوي.

معنى الطيب: الطاهر والنظيف والعفيف والسهل واللين.

والطيب: خلاف الخبيث.

ويقال:

*أرض طيبة: التي تصلح للنبات.

* وريح طيبة: إذا كانت لينة وليست بشديدة .

*وطعمه طيب: إذا كان حلال.

*وإمراة طيبة: إذا كانت حصانا عفيفة.

*وكلمة طيبة: إذا لم يكن فيها مكروه.

*وبلدة طيبة: آي آمنة كثيرة الخير.( ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ770)

ب) المعنى في حق الله.


*قال ابن القيم :

في شرحه لقوله عليه الصلاة والسلام(والصلوات والطيبات)وذلك في دعاء التشهد:

قال:(الطيبات)هي صفة الموصوف المحذوف

أي: الطيبات من الكلمات والأفعال والصفات

والأسماء

فهو طيب لا يصدر منه إلا طيب, ولا يصعد إليه إلا طيب, ولا يقرب منه إلا طيب.( الصلاة وحكم تاركها صـ 214ـ 215.)

س/ ما لمراد بقوله عليه الصلاة والسلام(والشر ليس إليك)؟

المراد إن أفعال الله كلها طيبة لا يفعل إلا خيرا ,ولا ينسب إليه الشر, فقضاء الله ليس فيه شر أبدا لأنه صادر عن رحمة وحكمة.( الأسماء الحسنى والصفات العلى صـ 134)


 



2/ وروده في القران الكريم.

لم يذكر اسمه سبحانه(الطيب) في القران الكريم, وإنما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم

حيث روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( أَيُّهَا النَّاسُ ؛ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)المؤمنون:51(ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 770)

س/ هل الطيب من أسماء الله؟

قال الشيخ محمد المنجد:

هذا الحديث نص على أنه صفة, أما الأسماء باب الأسماء أضيق من باب الصفات فلا يجوز أن نسمى الله بما لم يسمى به نفسه. ( شرح الأربعين النووية للشيخ محمد المنجد) .

 




 

3/ الآثار الإيمانية لهذا الأسم.

1/ محبة الله سبحانه لصفاته وأسمائه الطيبة الجليلة الكريمة وإجلاله وتعظيمه والثناء عليه بها.

2/ التقرب إلى الله تعالى بالأعمال والأقوال والأعتقادات الطيبة.

قال تعالى:( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)فاطر:10

 

·       الأعتقاد الطيب.

حيث روى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(أَيُّهَا النَّاسُ ؛ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا)( رواه مسلم (1015)

قال ابن رجب:

أنه تعالى مقدس منزه عن النقائص والعيوب كلها.

·       الأقوال الطيبة:

حديث:(أن رسول الله ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه ثلاث مرار, ثم قال:( اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ )( رواه البخاري (6563),ومسلم 68ـ 1016) والسياق له (65)

*الأعمال الطيبة:

هي الأعمال التي إجتمعت فيها على حسنها الفطرة السليمة مع الشرائع النبوية, وزكتها العقول الصحيحة فأتفق على حسنها الشرع والعقل والفطرة.

مثل: أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا, ويؤثر مرضاته على هواه, ويتحبب إليه جهده وطاقته ويحسن إلى خلقه ما ستطاع  ( الاسماء الحسنى والصفات العلى صـ140)

·       الأخلاق الطيبة:

كل خلق أتفقت على حسنه الشرائع والفطرة والعقول مثل:

الحلم, الصبر, الوفاء, الصدق, التواضع, الكرم, الحياء, العفة, الشجاعة, المروءة....وغيرها.( الاسماء الحسنى والصفات العلى صـ140)

·       المطعم الطيب:

فلا يختار من المطعم إلا أطيبها وهو الحلال الهنئ الذي يغذي البدن والروح أحسن تغذية.


*الصدقة الطيبة.

جاء في حديث أبي هريرة (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّى أَحَدُكُمْ فِلْوَهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ)( رواه البخاري في الزكاة (1410) وكذلك مسلم في الزكاة (1014)


 
 

4/المؤمن لابد أن يكون طيبا.

المؤمن كالنحلة لكثرة منافعه وخيره , ولكثرة ما أودع الله فيه من الإيمان والهدى والنور والخير والبركة .... وسائر أنواع البر والخير التي وضعها الله في قلب المؤمن, فقلبه من أطيب القلوب.

قال شيخ الاسلام:

فإنه ليس في الدنيا أكثر ولا أعظم خيرا من قلب المؤمن .( مجموع الفتاوى 16/294)

فالمؤمن ينفر من التفحش في المقال والتفحش في اللسان, والكذب والنميمة والبهتان وقول الزور..



فالمؤمن:

روحه طيبه, وبدنه طيب , وخلقه طيب , وعمله طيب ,وكلامه طيب , ومطعمه طيب , ومشربه طيب, وملبسه طيب, ومنكحه طيب, ومنقلبه طيب, ومثواه طيب

قال الله فيهم :( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَة طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَام عَلَيْكُمْ اُدْخُلُوا الْجَنَّة بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) النحل:32

ـ ومن الذين يقول لهم خزنة الجنة (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)الزمر: 73

أي: بسبب طيبكم ادخلوها. ( زاد المعاد1/65ـ66)

فالذين طابت قلوبهم وأقوالهم وأفعالهم, فإن الله تعالى يثيبهم ثوابا جزيلا, وأجرا  عظيما, وفوزا دائما.  ( الاسماء الحسنى والصفات العلى صـ141)


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق