الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014


أهم الأحداث في السنةالعاشرة من الهجرة :ـ

الحمد الله والصلاة والسلام على رسوله الله وعلى آل وصحبه أجمعين.

1- حجة الوداع  :-

يقال أنها حجة البلاغ وحجة الإسلام ، وحجة الوداع ، وكانت في السنة العاشرة ، ولم يحج بعدها صلى الله عليه وسلم فهو لم يحج من المدينة إلا حجة واحدة ، وأنه اعتمر قبلها ثلاث عُمر.

• سميت حجة البلاغ :-

لأنه صلى الله عليه وسلم بلغ الناس شرع الله في الحج قولاً وعملاً ، ولم  يكن بقي من دعائم الإسلام وقواعده شيء إلا وقد بينه صلى الله عليه وسلم.  (البداية والنهاية لابن كثير 1/ 969)

فلما بين لهم شريعة الحج ووضحه وشرحه أنزل الله قوله تعالى وهو واقف بعرفه  (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا) .( صحيح البخاري (فتح الباري 8/108)

وقد شهد الموسم معه جمع غفير من المسلمين واستمعوا إلى خطبة الوداع التي ألقاها في عرفات في وسط أيام التشريق  جاء فيها :- (فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ) .( لزاوية في صحيح مسلم 4/38- 43)

*وقد ألقى خطباً أخرى في منى ، وذكر في أحداها :- (لا تَرْجِعُوا بَعْدي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ)( صحيح البخاري (فتح الباري 8/107) وصحيح مسلم 1/82)

• صفة حجته صلى الله عليه وسلم كاملة  :-

كما قال صلى الله عليه وسلم :- " خُذُوا عَنِّي مَناسِكَكُمْ " ( الاستزادة البداية والنهاية لابن كثير 1/969 - 1034 )

 






2- تجهيز جيش أسامة بن زيد بن حارثة  :-

قفل النبي صلى الله عليه وسلم من  حجة الوداع ، ومضت بقية ذي الحجة والمحرم وصفر من العام العاشر من الهجرة

بدأ بتجهيز جيش إلى الشام وأمر عليه أسامة بن زيد وأمره أن يتوجه نحو البلقاء وفلسطين ، ولكن هذه الحملة تأخرت بسبب مرض النبي صلى الله عليه وسلم بعد البدء بتجهيزها بيومين فقط  .  (السيرة النبوية الصحيحة د. أكرم العمري 2/522)






3ـ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم :-

وقد ألمّ المرض بالرسول صلى الله عليه وسلم فاشتكى بعد عودته من حجة الوداع بحوالي ثلاثة أشهر ، واستغرق مرضه عشرة أيام

وقد صح أن شكواه ابتدأت منذ العام السابع عقب فتح خيبر ، بعد أن تناول قطعة من شاة مسمومة ، رغم أنه لفظها ولم يبتلعها لكن السم أثر عليه صلى الله عليه وسلم (صحيح البخاري (فتح الباري 8/ 131)

وقد طلب من زوجاته أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنهما .(صحيح البخاري (فتح الباري 8/ 141)

فكانت تمسح بيده عليه لبركتها وتقرأ عليه المعوذتين . (صحيح البخاري (فتح الباري 8/131)

وقد دعا إليه فاطمة رضي الله عنها فسارها بشيء فبكت ، ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت ، وقد أخبرت بعد وفاته أنه أخبرها إنه يموت فبكت ، وأخبرها بأنها أول أهله لحاقا  به  فضحكت . (صحيح البخاري (فتح الباري 1/208)

وقد أثقله المرض ومنعه من الخروج للصلاة بالناس فقال :- (مروا أبا بكر فليصل بالناس ) ، فمضى أبو بكر يصلي بهم. (البداية والنهاية لابن كثير 5/ 232)

وخرج النبي صلى الله عليه وسلم مرة يتوكأ على العباس فصلى بالناس وخطبهم ، وقد أثنى في خطابه على أبي بكر رضي الله عنه وبين فضله ، وأشار إلى تخيير الله له بين الدنيا والآخرة واختياره الآخرة . (صحيح البخاري ( فتح الباري 8/ 141)

• يوم وفاته صلى الله عليه وسلم :-

وكشف في صلاة الفجر يوم وفاته ستر حجرة عائشة ونظر إلى المسلمين وهم في صفوف الصلاة ثم تبسم وضحك وكأنه يودعهم .

وهم المسلمون أن يفتتنوا فرحاً بخروجه صلى الله عليه وسلم وتأخر أبو بكر رضي الله عنه حيث ظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم يريد الخروج للصلاة

فأشار الرسول عليه الصلاة والسلام إليهم بيده أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر

ودخلت عليه فاطمة فقالت  :- وأكرب أباه . فقال لها :- ليس على  أبيك كرب بعد اليوم. (صحيح البخاري ( فتح الباري 8/ 149)

وكان عندما حضره الموت مستندا إلى صدر عائشة ، وقد أخذت سواكاً من أخيها عبد الرحمن فقضمته وأعدته فاستن به الرسول صلى الله عليه وسلم. (صحيح البخاري  فتح الباري 8/ 149)

وكان يدخل يده في إناء الماء فيمسح وجهه ويقول:- (لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ). ( صحيح البخاري (فتح الباري 8/144)

وأخذته بحه وهو يقول :- (مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) .( صحيح البخاري (فتح الباري 8/136)

ويقول :- اللهم في الرفيق الأعلى ، فعرفت عائشة إنه يخير ,وإنه أختار الرفيق الأعلى . (البداية والنهاية لابن كثير 5/ 232)

وقبض صلى الله عليه وسلم ورأسه في حجر عائشة حين أشتد الضحى وقبل وزال الشمس .

*وكانت وفاته في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول .

 

• ثبات أبو بكر رضي الله عنه :-

ودخل أبو بكر رضي الله عنه فكشف عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم ثوباً كان عليه ثم أكب عليه وقبله وخرج إلى الناس وهم بين منكر ومصدق من هول الأمر ، فرأى عمر رضي الله عنه يكلم الناس منكراً موت الرسول صلى الله عليه وسلم فاجتمع الناس على أبي بكر فقال : - أما بعد فمن كان منكم يعبد محمداً فان محمد قد مات ومن كان منكم يعبد الله فان الله حي لا يموت

 قال تعالى :(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)

فسكن الناس وجلس عمر رضي الله عنه على الأرض لا تحمله قدماه وكأنهم لم يسمعوا الآية إلا  تلك الساعة. (صحيح البخاري (فتح الباري 8/145))

وقال فاطمة رضي الله عنها :-

يا أبتاه .... أجاب رباً دعاه

يا أبتاه ... من جنة الفردوس مأواه

يا أبتاه .. إلى جبريل ننعاه . (صحيح البخاري (فتح الباري 8/ 149) 

أشهد الله أنه بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجهاد في الله حق جهاده ,فصلوات الله عليه وعلى اله وصحبه أجمعين ..

ونسأله سبحانه أن يجعلنا من المتمسكين بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ظاهراً وباطناً ، وأن يتوفانا على ذلك ، وأن يتولانا في الدنيا والآخرة وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ...

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله صحبه أجمعين

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق