( الغني) من أسماء الله الحسنى
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه أجمعين.
الغني:
1/ المعنى اللغوي:
قال ابن الأثر:
الغني: هو الذي لا يحتاج إلى أحد في شئ وكل أحد محتاج إليه
وهذا هو الغنى المطلق....
المعنى في حق الله:
قال الخطابي:
الغني: هو الذي استغنى عن الخلق وعن نصرتهم
وتأييدهم لملكه, فليست به حاجة إليهم, وهم إليه فقراء محتاجون كما وصف نفسه
قال تعالى:( وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ) محمد:38)( كتاب ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها للشيخ
عبدالعزيز الجليل ص ـ 675ـ 6
2/الآثار الإيمانية باسمه سبحانه (الغني).
1)إفراد الله بالعبادة.
لأنه سبحانه هو الغني المطلق والغني وصف له سبحانه ذاتي وماسواه من الخلائق مفتقر إليه,
فالأمر كله له, والملك كله له, وجميع الخلق مملوكون, فكيف يتخذ منهم معبودا مع الله
تعالى؟!
( من كتاب ولله الاسماء الحسنى فأدعوه
بها للشيخ عبد العزيز الجليل صـ 675,676)
2)الإفتقار التام إلى الله عز وجل.
لأن الفقر صفة ذاتية ملازمة للعبد في جميع أحيانه ولا حول
ولا قوة له إلا بالله تعالى, ولا يستغني عن ربه سبحانه طرفة عين.
س/ بماذا يترتب عليه الشعور بالإفتقار إلى الله؟
يترتب عليه بأن يجعل العبد خائفا راجيا متوكلا على ربه
سبحانه في دفع الضرر وجلب النفع , متضرعا إلى ربه , وداعيا له في كل حين بالهداية والحفظ
والتوفيق.( ولله الاسماء الحسنى فأدعوه بها للشيخ عبد العزيز الجليل صـ676,677)
س/ هل للفقر أنواع؟
نعم للفقر نوعان:
1/فقر اضطراري 2/ فقر إختياري
1/ فقر اضطراري:
وهو فقر عام لا خروج لبر ولا فاجر عنه, وهذا الفقر لا يقتضي
مدحا ولا ذما ولا ثوابا ولا عقابا.(من كتاب ولله الاسماء الحسنى فأدعوه
بها للشيخ عبد العزيز الجليل صـ, ,677,678)
2/ فقر إختياري
وهو نتيجة علمين شريفين:
1) معرفة العبد بربه.
2) معرفته بنفسه.
فمتى حصلت له هاتان المعرفتان أنتجتا فقرا هو عين غناه
وعنوان فلاحه وسعادته.
*تفاوت الناس في هذا الفقر بحسب تفاوتهم في هاتين المعرفتين
فمن عرف ربه بالغنى المطلق عرف نفسه بالفقر المطلق.
3) الغنى القلبي:
ان اسمه سبحانه (الغني) يثمر في قلب المؤمن الغنى القلبي
كما جاء في الحديث:
( " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ وَلَكِنَّ
الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ) ( رواه البخاري(6446)
وهذا يثمر الاستغناء بالله تعالى وحده عن الناس وعزة النفس,
والتعفف والزهد بما في أيدي الناس, وعدم التذلل لهم وعدم التعلق بأعطياتهم وإعانتهم.
ويطلب رزقه من الله الغنى الحميد الذى لا تفنى خزائنه
فما أسعد من تعفف عن الناس واستغنى بربه سبحانه.( من كتاب لله الاسماء الحسنى فأدعوه
بها للشيخ عبد العزيز الجليل صـ681,682)
حديث:( مَنْ يَسْتَعِفَّ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ
اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ ،وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ
مِنْ الصَّبْرِ")( رواه البخاري(647
3/مسائل .
س/ هل هناك فرق بين تمام غنى الله وبين سعة غناه سبحانه؟
نعم
*تمام غنى الله:
أنه كامل الأوصاف, إذ لو كان فيه نقص بوجه من الوجوه لكان
فيه نوع إفتقار إلى ذلك الكمال, بل له كل صفة كمال ومن تلك الصفة كمالها.
*وسعة غناه:
أن خزائن السماوات والأرض والرحمة بيده, وأن جوده على خلقه
متواصل في جميع اللحظات والأوقات,وأن يده سخاء بالخير والبركات في الليل والنهار
حديث:( يَمِينُ اللَّهِ مَلأَى لا يَغِيضُهَا
نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) رواه البخاري (7419) ومسلم
س/ ماهي المدلولات التي تدل على كمال غنى الله سبحانه؟
من كمال غناه مايلي:
1/ أنه يامر عباده بدعائه, ويعدهم بإجابة
دعواتهم, ويؤتيهم من فضله.
2/ أنه لو اجتمع أول الخلق وآخرهم في صعيد
واحد فسالوه ,فأعطى كلا منهم ماسأله.
3/ أنه يبسط على أهل دار كرامته من اللذات
مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب
بشر....وهذا قطرة من بحر غناه.
4/ أنه مالك السموات والأرض وما فيهما وما
بينهما.
5/أنه لا تنفعه طاعة الطائعين ,كما لا تضره
معصية العاصين.
6/ أن الخلائق بأسره لا تستغني عنه طرفة
عين فهم الفقراء إلى الله.( الأسماء الحسنى الصفات العلى لعبد الهادي بن حسن وهبي صـ
64,65,66,67,68
س/ من هو الغني
من البشر ؟
الغني الذي غناه يأتيه بلا مال ولا سلطان ولا عشيرة ولا
عتاد. ( طريق الهجرتين ابن قيم الجوزية صـ 59)
هو الذي: افتقر إلى الله فأغناه عنهم, وذل لله فأعزه فيهم
,وتواضع لله فرفعه بينهم, واستغنى بالله فأحواجهم إليه. ( تهذيب المدارج لابن القيم صـ 981ـ
982)
*الأسباب التي تنال بها هذه المرتبة وهي مرتبة (الغني).
الأسباب هي:
1) التفرغ للعبادة.
عن معقل بن يسار قال :قال رسول الله عليه
الصلاة والسلام:( يَقُولُ رَبُّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ،
تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأْ قَلْبَكَ غِنًى، وَأَمْلأْ يَدَيْكَ ... قَلْبَكَ غِنًى
وَأَمْلأْ يَدَيْكَ رِزْقًا، ابْنَ آدَمَ لا تُبَاعِدْ مِنِّي فَأَمْلأُ قَلْبَكَ فَقْرًا
وَأَمْلأُ يَدَيْكَ شُغْلا)( رواه الحاكم (4/326) وصححه واوفقه
الذهبي)
2)هم الآخرة.
عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله عليه
الصلاة والسلام:( مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ
أَمْرَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ
مَا كُتِبَ لَهُ وَمَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ
وَجَعَلَ غِنَاهُ فِى قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِىَ رَاغِمَةٌ ".)( رواه ابن ماجه(4105)
3)الرضى بما قسم
الله
حديث:( اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ
النَّاسِ ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ)رواه الترمذي(2305)
4)الدعاء.
عن ابن مسعود, أن النبي عليه السلام كان
يقول:( اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى، وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ،
وَالْغِنَى)( رواه مسلم (2721)
5)المجاهدة على الاتصاف بذلك
حديث(وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ)( رواه البخاري(1427)
فليس الغنى عن كثرة العرض ,وإنما الغنى في الحقيقة غنى
القلب,
ومن كان غني بالله فهو الغني حقا
حديث :( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)( رواه الترمذي (2305)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق