شرح أحاديث الأربعين النووية
الحمد الله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
·
المقدمة.
هذه الأحاديث الأربعين النووية جمعها العلامة يحي بن
شرف النووي ويقال النواوي (وهو من علماء الشافعية)وأصل كتابه الأربعين النووية .
إن ابن الصلاح رحمه الله جمع في مجلس من مجالس تدريسية
للحديث جمع الأحاديث الكلية التي يدور عليها علم الشريعة فجعلها ستة وعشرين حديثا
فنظر فيها العلامة النووي وزادها(16) حديثا فصارت الأحاديث التي أختارها النووي
ثنتين أو اثنتين وأربعين حديثا فسميت النووية تجوزا,
ثم زاد عليها
الحافظ الامام عبدالرحمن ابن رجب الحنبلي (ثمانية أحاديث) كلية أيضا فصارت خمسين
حديثاً وهي التي شرحها في كتابه المسمى
(جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم) وهذا يتبين لمن طالع شرح
ابن رجب رحمه الله على هذه الأحاديث فالعناية بها مهمة لأن في فهمها فهم أصول
الشريعة بعامة وقواعد الدين .
وهذه الأحاديث تدور عليها أمور الدين فمنها ما يتصل بالإخلاص
,ومنها ما هو في إتيان الحلال والحرام ,ومنها الآداب العامة, ومنها في بيان صفات
الله عز وجل وهكذا في موضوعات الشريعة جميعا.( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ.)
الحديث الأول(إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ)
عن أميرِ المؤمنينَ أبي حفصٍ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ
عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: {إِنَّمَا
الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ
إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ
لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ}.
رواه إماما المحدِّثينَ:
أبو عبدِ اللهِ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ المغيرةِ البُخاريُّ. وأبو الحُسَيْنِ
مسلِمُ بنُ الحجَّاجِ بنِ مُسلمٍ القُشيْريُّ النَّيْسَابوريُّ في صحيحيهما اللَّذين
هما أصحُّ الكتُبِ الْمُصَنَّفةِ.
أ) منزلة الحديث.
هذا الحديث أصل الدين قد قال الأمام أحمد ثلاثة أحاديث يدور
عليها الاسلام:
1ـ حديث عمر (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ)
2ـ حديث عائشة (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا
لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ)
3ـ وحديث النعمان (الْحَلالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ
، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُتَشَابِهَاتٌ)( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ.)
ـ وقال جماعة من العلماء :
ـ واستحب العلماء أن تستفتح المصنفات بهذا الحديث وممن
ابتدأ به في أول كتابه : الامام عبدالله البخاري.( شرح الأربعين النووية للأمام ابن دقيق العيد صـ8)
·
سبب الحديث.
هل الحديث سيق بسبب مهاجر أم قيس ؟
ظن قوم أن الحديث سيق بسبب رجل أراد الزواج من امرأة يقال
لها أم قيس , فهاجر من أجل ذلك واستدلوا بالاتي: عن الأعمش بلفظ :( ف .... كَانَ فِينَا رَجُلٌ
خَطَبَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا : أُمُّ قَيْسٍ فَأَبَتْ أَنْ تَتَزَوَّجَهُ حَتَّى
يُهَاجِرَ فَهَاجَرَ فَتَزَوَّجَهَا كنا نسميه مهاجر أم قيس )
قال الحافظ ابن حجر:(وهذا إسناد صحيح على شرط
الشيخين, لكن ليس فيه أن حديث الأعمال سيق بسبب ذلك , ولم أرى في شي من الطرق ما يقتضي
التصريح بذلك)( فتح الباري1/10)
• مفردات الحديث.
"إنما" أداة حصر
"بالنيات " جمع نية , وهي في اللغة
: القصد. اصطلاح: القصد المقترن بالفعل.
"امرئ" إنسان رجلاً كان أو امرأة.
"هجرته" الهجرة: لغة: الترك, شرعاً: مفارقة دار الكفر إلى دار
الإسلام خوف الفتنة.
والمراد بهذا الحديث :الانتقال من مكة وغيرها إلى المدينة
قبل فتح مكة.
"إلى الله" إلى محل رضاه نيه وقصدا.
" فهجرته إلى الله ورسوله" قبولا وجزاءً.
"لدنيا يصيبها" لغرض دنيوي يريد تحصيله.( كتاب الوافي شرح الأربعين النووية د/ مصطفى البغا ومحي
الدين صـ12)
* مسائل في هذا الحديث.
1)الأعمال.
س/ قوله صلى الله عليه وسلم :(إنما الأعمال بالنيات)هل ورد
الفاظ أخرى غير هذا اللفظ ؟
نعم ـ ورد الفاظ أخرى لكن المعنى واحد ما روى في الصحيح
(إنما العمل بالنية ) وروى (إنما الأعمال بالنية )( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ)
س/ هل المراد من قوله عليه السلام (إنما الأعمال بالنيات )
الأعمال كل الأفعال والأقوال أم الأفعال فقط؟
الحديث يشمل جميع أفعال الجوارح الأفعال والأقوال
لأن البعض خصص الأعمال بما لا يكون قولا وهذا فيه بعد كما
ذكر ابن دقيق العيد.
فابن عباس: يرى القول من العمل كما في تفسير " لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً
فِيمَا تَرَكْتُ" ( سورة المؤمنون :100)
إنه قول لا إله إلا الله)( كتاب قواعد وفوائد من الأربعين النووية للشيخ ناظم سلطان
صـ 26)
س/ هل يشترط في ترك العمل نية ؟
إن ترك الشر لله ,يثاب على الترك ,وإن ترك الخير الواجب
بلا عذر فهو شر يلام ,ويشهد هذا قول الله عز وجل (إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة ـ إلى
قوله ـ وإن تركها من أجلي فاكتوبها حسنة )( رواه البخاري انظر الفتح 13/465)
ومفهومة إذا لم يترك من أجل الله ,لم تكتب حسنة , وإن تركها
من أجل الخوف يأثم.
·
لكن يستثنى من الترك بعض
الأعمال كما بين العلماء .
مثل : إزالة النجاسات , ورد المضمونات
(وإرجاع المظالم) فإنها لا تتوقف صحتها على النية ,ولكن يتوقف الثواب فيها على نية
التقرب)( كتاب قواعد وفوائد من الأربعين
النووية للشيخ ناظم سلطان صـ26ـ27)
س/ هل إذا عملت عملاً ولم اشترط النية هل هذا العمل صحيح؟
الصواب : النية شرط لصحة العمل.( كتاب قواعد وفوائد من الأربعين النووية للشيخ ناظم سلطان
صـ26ـ27)
س/ مالحكم إذا نوى عملا لكن منع عنه لعذر شرعي ؟
من نوى شيئا يحصل له سواء عمله , أو منعه عنه مانع يعذر
به شرعا (وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى) ويشهد لذلك أحاديث كثيرة , لمن نوى خيرا
ولم يعمله منها:
حديث (رجلٌ آتاه اللهُ مالًا و علمًا فهو يعملُ بعلمِه
في مالِه ؛ ينفقُه في حقِّه ، و رجلٌ آتاه اللهُ علمًا و لم يُؤْتِه مالًا و هو يقول
: لو كان لي مثلُ هذا عملتُ فيه بمثلِ الذي يعملُ فهما في الأجر سواءٌ)( رواه ابن ماجه /4228 وأحمد 4/23)( كتاب قواعد وفوائد من الأربعين النووية للشيخ ناظم سلطان
صـ27)
2ـ النية .
س/ ما تعريف النية ؟
في اللغة : استخدمت النية بمعنى القصد
, واستخدمت النية كذلك بمعنى الشئ المقصود إليه , واستخدمت النية بمعنى العزم .( قواعد وفوائد من الأربعين النووية للشيخ ناظم سلطان صـ29)
في الشرع: لم يضع الشرع للنية تعريفاً
خاصا بها ومن وضع لها تعريفا خاصا بها يختلف عن معناها اللغوي لم تكن حجة قوية يستند
عليها كما بين ذلك الدكتور عمر الأشقر .( في كتابه مقاصد المكلفين صـ34)
س/ بماذا تميز النية ؟
النية تميز بأمرين :
1)أـ تميز العبادات عن العادات .
*فالصوم يحتاج إلى نية , فالإمساك عن الأكل يكون حميه للتطبب.
*وقد يكون لعدم القدرة على الأكل ,وقد يكون تركا للشهوات
لله عز وجل .
*وكذلك غسل الجنابة بحاجة إلى نية , حتى يتميز من غسل التبرد
والنظافة.
ب ـ تميز العبادات عن بعضها البعض.
*فالصلاة بحاجة إلى نية , حتى تتميز عن غيرها من النافلة
.
*والصيام منه الفرض , والفرض منه صوم رمضان والنذر والكفارات.
ـ منه النافلة كصوم يوم عرفة وعاشوراء وصوم الأثنين والخميس
.
*والصدقة منها الفرض والكفارات والنافلة , لابد من نية
حتى تتميز .
2)تميز المقصود بالعمل .
هل هو لله عز وجل وحده , أم معه غيره,
وهذه النية التي خاض بها علماء السلوك( المتبعين لا المبتدعين
من المتصوفة وغيرهم
لذلك صنف أبو بكر بن أبي الدنيا مصنفا سماه (كتاب الإخلاص
والنية )( قواعد وفوائد من الأربعين
النووية للشيخ ناظم سلطان صـ28ـ29)
فهذا الحديث يشمل نوعي النية .
أ)المتجه للعبادة (إنما الأعمال بالنيات
)
ب)المتجه للمعبود (إنما لكل امرئ ما
نوى )( شرح الأربعين النووية للشيخ
صالح آل الشيخ.)
س/ ماهي وقت النية وما محلها ؟
*وقت النية. أول العبادة , كتكبيرة الإحرام
بالصلاة , والإحرام بالحج ,أما الصوم فتكفي النية قبله لعسر مراقبة الفجر.
*محل النية .القلب فلا يشترط التلفظ بها (ـ كتاب الوافي في شرح الأربعين
النووية د. مصطفى البغا ومحي الدين مستو .صـ13)
س/ ماحكم الجهر بالنية ؟
بدعة منكرة , لأنه لم يثبت في كتاب الله , ولا في سنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم مايدل على مشروعيتها.( قواعد وفوائد من الأربعين النووية للشيخ ناظم سلطان صـ31)
س/ كيف يكون اشتراط النية في العبادات ؟
ـ النية في العبادة المقصودة. كالصلاة والحج والصوم ,ركن من أركانها فلا تصح إلا بها
ـ ما كان وسيلة. كالوضوء والغسل
فقال الحنفية: هي شرط كمال فيها لتحصيل الثواب
وقال الشافعية وغيرهم: هي شرط صحة أيضا فلا تصح الوسائل
إلا بها (كتاب الوافي في شرح الأربعين النووية د. مصطفى البغا ومحي الدين مستو
.صـ13)
الراجح: أن النية شرط في قبول الأعمال.( قواعد وفوائد من الأربعين النووية للشيخ ناظم سلطان صـ27)
•آثر النية الصالحة على المباحات.
س/ ما هو المباح؟
يعرف علماء الأصول المباح:
هو الذي لا يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه , ويكون فعله وتركه
سيان .( قواعد وفوائد من الأربعين
النووية للشيخ ناظم سلطان صـ32)
المباح:
إذا خالطته النية الصالحة , يكون بذلك قربه ويثاب فاعله
على ذلك فمن أكل أو شرب ونوى التقوى على طاعة الله ورسوله يثاب على هذه النية.( قواعد وفوائد من الأربعين النووية للشيخ ناظم سلطان صـ32)
•الأعمال التي يتعلق بها نية مع حقيقتها لله على قسمين:
1) أعمال يجب أن
يريد بها لله ,وإلا لا يعرض لقلبه فيها ثواب الدنيا أصلاً ـ فهذه أكثر الأعمال الشرعية.
2) عبادات ـ خص
عليها الشارع بذكر ثوابها في الدنيا مثل : صلة الرحم حديث (" مَنْ سَرَّهُ أَنْ
يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ
") فالإنسان إذا وصل رحمه ونيته كأن يبسط الله في رزقه ويطول عمره فهذا ليس من
الشرك في النية لأن الشارع ذكر ثواب الدنيا في ذلك
3)أما إذا كانت نيته لله فقط أعظم ممن اراد النية لله مع
طلب ثواب الدنيا .( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ.)
3ـ الهجرة .
س/ عرفي الهجرة ؟ حقيقتها الترك
فالهجرة هي
1) ترك بلد الشرك إلى الإسلام.
2) ترك بلد تظهر فيه البدعة
إلى بلد لا تظهر فيه البدعة وإنما تظهر فيه السنة.
3)ترك بلد تظهر فيه الفواحش
والمنكرات إلى بلد تقل فيه الفواحش والمنكرات ظهوراً.( شرح الأربعين النووية
للشيخ صالح آل الشيخ.)
س/ هل يعتبر من ترك المحرمات وما نهى عنه مهاجر؟
نعم تطلق الهجرة على ما نهى الله عنه (وَالْمُهَاجِرُ مِنْ
هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ)( الوافي في شرح الأربعين النووية د مصطفى البغا ومحي الدين
مستو صـ 14.)
س/كيف تجمعين بين حديث (لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ)وبين
حديث (لا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ وَلَا تَنْقَطِعُ
التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا)؟
الهجرة من أرض الكفار إلى ديار الإسلام واجبة على مسلم
الذي لا يتمكن من إظهار دينه , وهذا الحكم باق وغير مقيد لهذا الحديث (لا تَنْقَطِعُ
الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ)
وأما الحديث (لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ) فالمقصود :
لا هجرة من مكة بعد فتحها , لأنها صارت دار الإسلام .( الوافي في شرح الأربعين النووية د مصطفى البغا ومحي الدين
مستو صـ 14)
س/ ما لمراد في هذا الحديث (فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ
إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ
لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)؟
بين النبي عليه الصلاة السلام , أن الهجرة تختلف باختلاف
مقاصد المكلف , حيث كان يعجز عن ذلك في ديار الكفر , فهذا هو المهاجر لله ولرسوله حق.
ومن كان مقصد هجرته حظوظ الدنيا , وشهواتها من نساء ومال
وجاه وغير ذلك , فحظه من هجرته الدنيا وحظوظها الفانية , وقوله صلى الله عليه وسلم
(إلى ما هاجر إليه فيه تحقير واستهانة لما طلبه من الدنيا , حيث لم يذكره بلفظ ويقاس
على الهجرة سائر الأعمال من حج وعمرة وجهاد وغيرها فصلاحها وفسادها بحسب النية الباعثة
عليها .( قواعد وفوائد من الأربعين
النووية للشيخ ناظم سلطان صـ 28)
س/ ما فائدة تكرار اللفظ في قوله (فَهِجْرَتُهُ إِلى اللهِ
وَرَسُولِهِ)؟
قال الشيخ: صالح آل الشيخ:
المتقرر في علوم العربية أن الجمل إذا تكررت في ترتيب الفعل
والجزاء فإن شرط الفعل يختلف عن شرط الجزاء , فلهذا نقول من كانت هجرته إلى الله ورسوله
نية وقصداً, فهجرته إلى الله ورسوله ثوابا واجرا
فما تعلق بالفعل النية والقصد تعلق بالجواب الأجر والثواب
.
*أما قوله عليه السلام (وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا
يُصِيبُهَا أَو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)
هذه النية هاجر العمل الظاهر يشارك فيه من هاجر إلى الله
ورسوله لكن نيته أنه في هجرته يريد التجارة
أو الزواج فنيته فاسدة فقال (فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)
يعني من حيث لا ثواب له فيها ولا أجر.( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ)
س/ ماهي أنواع الهجرة؟
1ـ هجرة العمل
2ـ هجرة المكان 3ـ هجرة العامل.
1ـ هجرة العمل.
أن يترك الأعمال
الفاسدة وينتقل إلى الأعمال الصالحة بإستبدلها من الأعمال السيئة حديث (وَالْمُهَاجِرُ
مِنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ).
2ـ هجرة المكان .
أن يترك المكان أو البلد التي فيها كفر أو بدع أو معاصي
وفسق منتشر فيها وينتقل إلى بلد اسلام وأهل سنه ويقل فيها فعل المعاصي .
مثل (إنَّ رجلًا قتلَ تِسعةً وتِسعينَ نفسًا، ثمَّ عرضَتْ
لهُ التَّوبةُ، فسألَ عن أعلَمِ أهلِ الأرضِ؟ فَدُلَّ علَى راهِبٍ، فأتاهُ، فقالَ:
إنَّه قتلَ تِسعةً وتِسعينَ نفسًا، فهلْ لهُ مِن توبةٍ؟ فقال: لا، فَقَتلَه، فكَمَّلَ
بهِ مائة، ثمَّ سألَ عن أعلَمِ أهلِ الأرضِ؟ فَدُلَّ على رجلٍ عالمٍ، فقال: إنَّه قتلَ
مِائةَ نفسٍ، فهلْ لهُ من توبةٍ؟ قال: نعَمْ، ومَن يحولُ بينَه وبينَ التَّوبةِ؟ انطلقْ
إلى أرضِ كَذا وكَذا، فإنَّ بِها أُناسًا يعبُدونَ اللهَ، فاعبُدِ اللهَ معهُمْ، ولا
ترجعْ إلى أرضِكَ، فإنَّها أرضُ سَوءٍ، فانطلقَ حتَّى إذا نصف الطَّريق أتاه الموتُ،
فاختصَمَتْ فيهِ ملائكةُ الرَّحمةِ، وملائكةُ العَذابِ، فقالتْ ملائكةُ الرَّحمةِ:
جاء تائبًا مُقبلًا بقلبِه إلى اللهِ تعالى، وقالتْ ملائكةُ العذابِ: إنَّه لَم يعمَلْ
خيرًا قطُّ، فأتاهُم ملَكٌ في صورةِ آدَميٍّ، فجعَلوه بينَهم، فقالَ: قيسوا بينَ الأرضَيْنِ،
فإلى أيَّتِهِما كان أدنى فهوَ لها، فقاسوا فوجَدوه أدنى إلى الأرضِ الَّتي أرادَ،
فَقَبضَتُهُ ملائكةُ الرَّحمَةِ) الحديث.
3ـ هجرة العامل .
أن يهجر أخاه المسلم لمصلحة يراها أن في هجره ترك المعاصي
أو الرجوع إلى الله.
س/ هناك إشكال:
ورد في حديث ( لا يَحِلُّ لامْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ
أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ)وقصه الثلاثة الذين تخلفوا ـ أمر النبي عليه السلام أن يهجرهم
أكثر من ثلاثة أيام .كيف نجمع بين هذين الحديثين ؟
في الحديث (لا يَحِلُّ لامْرِئٍ مُسْلِمٍ
أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ) إذا لم يكن هناك مصلحة ,أما إذا كان فيه مصلحه
لهجرة فلا باس أن يهجره أكثر من ثلاثة أيام كما فعل النبي عليه السلام بكعب بن مالك)
.( مقتبسة من كتاب شرح رياض
الصالحين للشيخ محمد العثيمين المجلد الأول.)
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق