(البصير) من الأسماء الحسنى
الحمد
الله والصلاة والسلام على رسول وعلى اله وصحبه اجمعين
·
(البصير)
1/ المعنى لهذا الأسم:
أ) المعنى
اللغوي:
قال في اللسان:
البصر في الخلق : حاسة الرؤية, أو حس العين,, الجمع
أبصار.
ورجل بصير: مبصر, خلاف الضرير وهو فعيل بمعنى مفعل.
ورجل بصير بالعلم: عالم به, والبصيرة: العلم والفطنة.( لسان العرب 1/290
ب) المعنى
في حق الله تعالى:
اسم البصير معنيين:
الأول:
أن له سبحانه
بصرا يليق بعظمته يحيط بأقطار السماوات والأرض ويرى به سبحانه جميع مخلوقاته دقيقها وجليلها باطنها وظاهرها ,ولا يخفى عليه منهم
شي.
الثاني:
أنه ذو البصيرة بالأشياء الخبير بها المطلع على بواطنها.( ولله الاسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 628)
2 / الآثار الإيمانية لهذا
الاسم.
1/ مراقبة الله.
الخوف منه لا يخفى عليه خافية في الليل والنهار, في
السر والعلن.
وهذا يثمر:
في قلب المؤمن خوفا من الله ـ من أن يراه على حال لا
ترضيه, ويستحى من الله أن يراه على معصيته.
2/الإخلاص لله في جميع الأعمال.
فهو سبحانه يرى عبده إذا قام لعبادته كما تعالى قال:( الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)الشعراء:218
وكما قال عليه الصلاة السلام:
«الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ
اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»
يراه أحسن عمله وعبادته, وأخلص فيها لربه.( ولله الاسماء الحسنى فأدعوه
بها صـ 629)
3/ الله بصير بأحوال عباده.
*بصير بمن يستحق الهداية منهم ممن لا يستحقها
يقول الامام ابن كثير:
عند قوله(والله بَصِيرٌ بالعباد)آل عمران:15
أي:
هو عليم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلالة, وهو الله
لا يسال عما يفعل وهم يسألون , وما ذلك إلا لحكمته ورحمته .( تفسير ابن كثير 1/ 354
·
بصير ممن يصلح حاله بالغنى والمال وبمن يفسد حاله
بذلك قال تعالى" : وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ
الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ
إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ " الشورى :27
·
بصير خبير بأعمالهم وذنوبهم
" ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا"
وسيجزيهم
عليها أتم الجزاء.( ولله الاسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 630,631)
4/ يفضي الطمأنينة والصبر والاحتساب.
الإيمان
بأن الله ـ لا يخفى عن بصره شي
فيثمر:
الصبر
والطمأنينة حين يناله من الأعداء الأذى والابتلاء
وذلك لعلم العبد بأن الله يرى ذلك ويعلمه، و أنه لم يحصل إلا بعلمه
وحكمته، ولو شاء الله لانتقم من أعدائه لأوليائه،
فهذه
لمسة رحمة لقلوب المؤمنين, وتهديد ووعيد للكافرين حيث لم يخف عليه أمرهم.( ولله الاسماء الحسنى فأدعوه بها
صـ 630,631)
صلى
الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق