الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين
·
(المحسن)
1/ المعنى لهذا الاسم.
أ)
المعنى اللغوي:
الحسن: نقيض القبح
وقال الراغب والإحسان يقال على وجهين:
أحدهما:
الإنعام على الغير يقال: أحسن إلى فلان
والثاني:
إحسان في فعله ,وذلك إذا علم
علما حسنا أو عمل عملا حسنا.
س/ ما لفرق بين الإحسان والعدل؟
الإحسان فوق العدل
وذلك أن العدل هو أن يعطى ما عليه ويأخذ ماله.
والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه ويأخذ أقل مماله,
فتحري العدل واجب, وتحري الإحسان ندب وتطوع.( انظر لسان العرب 2/877, والصحاح 5/2099)
ب)المعنى في حق الله تعالى:
قال القرطبي رحمه الله:
المحسن جل وجلاله وتقدست أسماؤه, لم يرد في القران أسما وإنما ورد
فعلا
فقال:( وَقَدْ
أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ)يوسف:100
2/أنواع الإحسان.
·
إحسان في عبادة الله
وهو (أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ
فَإِنَّهُ يَرَاكَ)
·
الإحسان إلى المخلوقين
وهو بذل المعروف القولي والفعلي والمالي إلى الخلق فأعظم الإحسان
تعليم الجاهلين, وإرشاد الضالين ,والنصيحة لجميع العالمين.
·
من الإحسان إعانة المحتاجين ,وإغاثة الملهوفين, وإزالة الضرر
المضطرين..
·
ومن الإحسان المالي:
جميع الصدقات المالية سواء كانت على المحتاجين أو على المشاريع
الدينية العام نفعها.
ومن الإحسان الهدايا والهبات للأغنياء والفقراء, خصوصا للأقارب
والجيران.
·
ومن أعظم أنواع الإحسان:
العفو عن المخطئين المسيئين, والعفو عن هفواتهم.( فتح الرحيم الملك العلام صـ 112ـ113)
س/ من كانت طريقته الإحسان فما مصيره؟
أحسن الله جزاءه قال تعالى:( هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ)الرحمن :60
وقال تعالى:( إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)فينال العبد من محبة الله ورحمته بحسب ما قام به من الإحسان.( مجموع الفوائد صـ 215)
4) الآثار الإيمانية لهذا الاسم:
1/ التعلق به وحده والتوكل عليه
وهذا يورث قوة الرجاء والطمع في كرمه ورحمته,
وقطع الرجاء من المخلوق.
2/ الحياء منه والتأدب.
وهذا يورث في القلب العبد المؤمن حياء وانكسارا وخوفا
ورجاء وبعدا عما يسخطه سبحانه.
3/ التخلق بالصفات الحميدة كالإحسان
.
فإن الله كريم
يحب من عباده الكرماء.
والكرم لا يتوقف على كرم المال فحسب. وإنما
يدخل فيه الكرم بالجاه والكرم بالعلم والكرم بالنفس والجود بها في سبيل الله.
4/ كثرة الدعاء لله
وطلب الحاجات منه مهما كان قدر هذه الحاجه
وإحسان الظن به تعالى
فإن تأخير إجابة الدعاء وقضاء الحاجه لا يقدح في
كرم الله سبحانه وجوده, بل إن منعة سبحانه قضاء حاجه عبده المؤمن هي في ذاته كرما منه
سبحانه ورحمة.
5/المكرم من أكرمه الله
أكرمه الله بالإيمان والهدى ولوكان فقيرا
مبتلى والمهان من أهانه الله تعالى بالكفر والفسوق والعصيان ولوكان غنيا ووجيها ذا
مال وبنين
قال تعالى(وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ
مِن مُّكْرِمٍ ) الحج:18
هذا هو ميزان الإكرام والإهانة وليست هي
موازين المال والبنين والجاه والسلطان التي يوزن بها الناس اليوم.( ولله
الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 594ـ595ـ596)
صلى الله وسلم على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق