الأحد، 21 ديسمبر 2014


        الحديث الثاني.( مراتب الدين)                                      

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين

·      الحديث .

عن عمر رضي الله عنه أيضا ، قال : بينما نحن جلوس عـند رسـول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثـر السفر ولا يعـرفه منا احـد.  حتى جـلـس إلى النبي صلي الله عليه وسلم فـأسند ركبـتيه إلى ركبتـيه ووضع كفيه على فخذيه، وقـال: " يا محمد أخبرني عن الإسلام ".

فقـال رسـول الله صـلى الله عـليه وسـلـم :(الإسـلام أن تـشـهـد أن لا إلـه إلا الله وأن محـمـد رسـول الله وتـقـيـم الصلاة وتـؤتي الـزكاة وتـصوم رمضان وتـحـج البيت إن اسـتـطـعت اليه سبيلا).

قال : صدقت.

فعجبنا له ، يسأله ويصدقه ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‌‌؟

قال : فأخبرني عن الإيمان .

قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره .

قال : صدقت .

قال : فأخبرني عن الإحسان .

قال : ان تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

قال : فأخبرني عن الساعة .

قال : "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل "

قال : فأخبرني عن أماراتها .

قال : " أن تلد الأم ربتها ، وان ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان"

ثم انطلق ، فلبثت مليا ،ثم قال :" يا عمر أتدري من السائل ؟"

قلت : "الله ورسوله أعلم ".

قال : فإنه جبريل ، اتاكم يعلمكم دينكم "رواه مسلم [ رقم : 8 ].


 

1/ منزلة الحديث.

*قال ابن دقيق العيد رحمه الله.

هذا الحديث عظيم , اشتمل على جميع وظائف الأعمال الظاهرة والباطنة , وعلوم الشريعة كلها راجعة إليه , ومتشعبة منه ـ لما تضمنه من جمعه علم السنة . فهو كالأم للسنة ,كما سميت الفاتحة "أم القرآن " لما تضمنه من جمعها معاني القرآن .( شرح الأربعين النووية لأبن دقيق صـ8.)

*وقال ابن رجب .

وهو حديث عظيم الشأن جدا , يشمل على شرح الدين كله ـ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في آخره "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم .( الوافي في شرح الأربعين النووية صـ 13)

*قال النووي .

واعلم أن هذا الحديث يجمع أنواع من العلوم , والمعارف ,والآداب ,واللطائف ,بل هو أصل الإسلام .( شرح صحيح مسلم للنووي كتاب الإيمان 1/135)

وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة ,لأنه ورد من رواية ثمانية من الصحابة الكرام هم: أبو هريرة ,وعمر ,وابو ذر ,وأنس وابن عباس ,وابن عمر , وابو عامر الأشعري , وجرير البجلي رضي الله عنهم.( كتاب المتناثر من الحديث المتواتر ) للكتاني صـ30)

 

 

 

2/ مفردات الحديث .

ـ بينما ـ بين ظرف زمان , وما زائدة , وفي رواية "بينا".

 

ـ إذ طلع ـ أي خرج علينا فجأة.

 

ـ ووضع كفيه على فخذيه ـ أي فخذي نفسه كهيئة المتأدب .

 

ـ أخبرني عن الإسلام؟ ـ أخبرني عن حقيقته وأعماله شرعأ , وكذلك أخبرني عن الإيمان "و"الإحسان ".

 

ـ فعجبنا له يسأله ويصدقه ـ أي أصابنا العجب من حاله , وهو يسأل سؤال العارف المحقق المصدق, أو / عجبنا , لأن سؤاله يدل على جهله بالمسؤول عنه , وتصديقه يدل على علمه به.

 

ـ أن تؤمن بالله ـــ الإيمان لغة : التصديق والجزم في  القلب ,شرعا : التصديق بما ذكر في الحديث .

 

ـ فأخبرني عن الساعة ؟ــ أخبرني عن وقت مجئ يوم القيامة .

 

ـ أمارتها ــ جمع أمارة : هي العلامة ,والمراد علاماتها التي تسبق قيامها.

 

ـ أن تلد الأمة ربتها ـ أي سيدتها .

 

ـ الحفاة العراة العالة ــ الحفاة : جمع حاف , وهو من لا نعل في رجليه , العراة : جمع عار , وهو من لا يثاب على جسده .

ـ  العالة: جمع عائل وهو الفقير .

 

ـ رعاء الشاة : جمع شاة وهي واحده من الضأن .

 

ـ يتطاولون في البنيان ــ يبنون الأبنية العلية تفاخراً ورياء.

 

ـ فلبثت مليا ــ انتظرت وقتا طويلاً, أي : غبت عن النبي ثلاث ليال ـ كما في رواية , ثم لقيته .( الوافي شرح الأربعين النووية صـ 16ـ17)

 

 


 

3ـ مسائل في هذا الحديث.

1)   جبريل عليه السلام.

·       الملائكة .

عالم غيبي مخلوقين ,عابدون لله تعالى خلقهم الله تعالى من نور , ومنحهم الانقياد التام لأمره ,والقوة على تنفيذه .

قال تعالى :( وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ () يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ)( سورة الأنبياء :19ـ20)

 

س/ كم عدد الملائكة ؟

عددهم كثير لا يحصيهم إلا الله تعالى (وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس من قصة المعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع له بيت المعمور في السماء يصلي فيه كل يوم سبعون  الف ملك إذ خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم )(أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق ومسلم كتاب الإيمان باب الإسراء. (شرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد العثيمين صـ90

 

·       الإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور.

اولاً: الإيمان بوجودهم.

ثانياً: الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه (كجبريل ) ومن لم نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالاً.

ثالثاً: الإيمان بما علمنا من صفاتهم كصفة جبريل .

 

س/ ماهي صفة جبريل التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم ؟

فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق.( أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق 3232ـ3233)

 

س/ هل تغير صورة جبريل عليه السلام عن صورته الحقيقة؟

نعم ـ فقد تحول الملك جبريل بأمر الله تعالى إلى هيئة رجل وذلك ما يلي:

1)   ما حصل (لجبريل) حين أرسله تعالى إلى ـ مريم ـ فتمثل لها بشراً سويا.

2)   ما حصل له في هذا الحديث حين جاء إلى النبي عليه السلام وهو جالس....)

·       رآه الرسول عليه السلام على صورته الحقيقة مرتين .

1ـ مرة بعد بعثته بثلاث سنوات.

قال صلى الله عليه وسلم :( بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي، فَإِذَا المَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ،)( رواه البخاري 1/27 كتاب بدء الوحي.)

ويشهد لذلك قوله تعالى :( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى (7) ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (8) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى)( سورة النجم 5ـ9)

 

2ـ ليلة الإسراء المعراج

كما قال (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ )( سورة النجم :14)

 

*عن عبدالله بن مسعود (رَأَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيل فِي صُورَته وَلَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاح كُلّ جَنَاح مِنْهَا قَدْ سَدَّ الْأُفُق يَسْقُط مِنْ جَنَاحه. مِنْ التَّهَاوِيل وَالدُّرّ وَالْيَاقُوت)( رواه الإمام أحمد في مسنده  وقال عنه ابن كثير إسناده جيد البداية 1/47)

 

3)   وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى ابراهيم ,ولوط كانوا في صورة رجال.( شرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد العثيمين صـ91)

 

رابعاً: الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى , كتسبيحة , والتعبد له ليلاً ونهاراً بدون ملل

 وقد يكون لبعضهم أعمال خاصة :

مثل : جبريل الأمين على وحي الله تعالى يرسله الله به إلى الأنبياء والرسل.

مثل: ميكائيل الموكل بالقطر أي بالمطر  والنبات.

ومثل : إسرافيل الموكل  بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق.

ومثل : ملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت .

ومثل : مالك الموكل بالنار وهو خازن النار .

ومثل: الملائكة الموكلين بالأجنة في  الأرحام إذا تم للإنسان أربعة أشهر في بطن أمه , بعث الله إليه ملكا وأمره بكتب رزقه , وأجله , وعمله , وشقي أم سعيد.

ومثل : الملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص ملكان : أحدهما عن اليمين , الثاني عن الشمال.

ومثل : الملائكة الموكلين بسؤال الميت إذا وضع في قبره يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ,ودينه ,ونبيه .( شرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد العثيمين صـ92)

 

س/ ماهي ثمرات الإيمان بالملائكة ؟

العلم بعظمة الله تعالى ,وقوته , وسلطانه ,فإن عظمته المخلوق من عظمة الخالق.

شكر الله على عنايته ببني آدم , حيث وكل من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم ,وكتابته اعمالهم, وغير ذلك.

محبة الملائكة  على ما قاموا به من عبادة الله تعالى .( شرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد العثيمين صـ92)

 

س/ ماذا قال أهل الزيغ عن الملائكة ؟

أنكر قوم من الزائغين كون الملائكة  أجساماً, وقالوا إنهم عبارة عن قوى الخير الكامنة في المخلوقات وهذا تكذيب الله تعالى وسنة رسوله وإجماع المسلمين .( شرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد العثيمين صـ93)

 

س/ ماهي الأدلة الصريحة على أن الملائكة أجساماً لا قوى معنوية ؟

الأدلة الصريحة هي:

قوله تعالى :( جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ)( سورة فاطر :1)

قال تعالى :( وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ. سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ.)(سورة الرعد: 23ـ 24

حديث) إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلائِكَةٌ يَكْتُبُونَ النَّاسَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ, فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوْا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ) (أخرجه البخاري كتاب الجمعة ومسلم كتاب الجمعة باب :فضل التبكير يوم الجمعة)( شرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد العثيمين صـ93ـ94)

س/ أيهما أفضل الملائكة أم البشر ؟

قال ابن باز رحمه الله.

أهل السنة والجماعة يرون أن البشر المؤمنين أفضل من الملائكة  بإجماع السنة لأنهم مكلفون مبتلون بالشهوات فهم منهم إذا ءامنوا واستقاموا )( شرح ثلاثة الأصول للشيخ العلامة ابن باز رحمه الله.)

س/ قوله عليه السلام (إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ....)ما لمراد بهذا ؟

هذا مدح لهذه الصفة إحداهما مكتسبه والأخرى جبلية .

أما شدة سواد الشعر فهذه جبلية لا يجوز أن يصبغ بالسواد .

أما شدة بياض الثياب فسياق هذا الحديث يقتضى مدح من كان هذه الصفة والرسول عليه السلام يحب الثياب البيض وكان يلبسها وأمر  بتكفين الموتى .( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ)

  

 
 

2)الإسلام.

الحديث :(يا محمد أخبرني عن الإسلام )

·       معنى الإسلام لغة : الانقياد

·       شرعاً: إظهار الخضوع وإظهار الشريعة

فهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله .

·       فالإسلام يشمل (الإسلام , الإيمان , الإحسان )( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ.)

س/ هل الإسلام هو الإيمان أم يختلفان ؟

على ثلاثة أقوال:

ـ القول الأول .

الاسلام إذا اقترن مع الإيمان فالإسلام يراد به الأعمال الظاهرة , والإيمان يراد بها الأعمال الباطنة , وإذا افترقا (أي أفرادا) كل منهما يراد به الدين كله.

ـ فالإسلام يراد به الدين كله (الإسلام ـ الإيمان ـ الإحسان )

ـ الإيمان يراد به الدين كله (الإسلام ـ الإيمان ـ الإحسان ).

ـ القول الثاني .

من السلف من راى أن الإسلام والإيمان واحد وهذا غير صحيح.

ـ القول الثالث.

من راى أن الإسلام والإيمان يختلفان ولو تفرقا .

 

الراجح: القول الأول.( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ.)

 

ـ فإذا قرن في نص بين الإيمان والإسلام يكون بينهما فرق فيكون الإيمان هو تصديق القلب وإقراره ومعرفته, ويكون الإسلام بمعنى الاستسلام  لله والخضوع والانقياد له بالعمل.( قواعد فوائد على الأربعين النووية للشيخ /ناظم سلطان صـ39)

 

س/ هل هذه العبارة (كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن )تعني أن المسلم لا يكون شي من الإيمان أصلاً؟

لا يعني ذلك أن المسلم لا يكون معه شي من الإيمان بل لابد أن يكون معه مطلق الإيمان الذي به يصح إسلامه ,كما أن المؤمن لابد معه مطلق الإسلام الذي يصح إيمانه.( شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد للشيخ صالح آل الشيخ.)

س/ ما معنى قوله تعالى :(قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله ....)( سورة الحجرات :14)؟

ـ بين ابن عباس رضي الله عنه:

أنهم لم يكونوا منافقين بالكلية , بل كانوا ضعيفي الإيمان .

ـ قال ابن كثير :

هؤلاء ليسوا من المنافقين ....فلو كانوا منافقين  لعنفوا وخصموا ولكنهم أعراب دعوا لأنفسهم مقاماً أعلى مما وصلوا إليه فقيل لهم ذلك: تأديباً.( تفسير ابن كثير المجلد الرابع.)

 

س/ هات دليلاً على أن جميع  الأعمال الظاهرة تدخل في مسمى الإسلام ؟

الأدلة ما يلي:

ـ قوله صلى الله عليه وسلم :( مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ).

ـ وفي الصحيحين : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ)( جامع العلوم والحكم لأبن رجب الحنبلي.)

ملحوظة:

لم يتم شرح أركان الإسلام سيتم شرحها شرحاً وافياً في الحديث الثالث. بإذن الله.

 
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق