الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه أجمعين
·
(الجواد)
1/المعنى لهذا الاسم.
أ) المعنى
اللغوي :
قال ابن القيم:
قال أهل العلم: الجواد في كلام العرب معناه: الكثير
العطاء.
قال ابو عمر بن
العلاء: الجواد, الكريم.( بيان تلبيس الجهمية 1/
19
ب)المعنى
في حق الله تعالى:
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي:
الجواد:
(يعنى أنه تعالى الجواد المطلق الذي عم بجوده جميع
الكائنات, وخص بجوده السائلين بلسان المقال أو لسان الحال من بر ,وفاجر ,ومسلم ,وكافر,
فمن سأل أعطاه سؤاله, وأناله ما طلب ,فإنه البر الرحيم.
ومن جوده الواسع ما أعده لأوليائه في دار النعيم مما لا
عين رأت, ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)( الحق الواضح المبين صـ66ـ 67)
2/ من جود الله سبحانه أنواع.
ـ من جوده
أنه لا تنقض خزائنه على كثرة عطائه وبذله ,فتجد يده مبسوطة
لهم بالعطاء .
ـ من جوده
أنه أكد إحسانه وجوده وبره, بأن أوجب لعبده عليه حقا
بمقتضى الوعد فإن وعد الكريم إيجاب من إثابته لمطيعهم, وتوبته على تائبهم ,وإجابته
لسائلهم, فتلك حقوق أحقها الله سبحانه على نفسه ,بحكم وعده وإحسانه.( تهذيب المدارج صـ 689)
ـ من جوده
أن العبد إذا دعاه فلابد أن يغنم:
إما بإعطائه ما سال, أو بأن يدفع عنه من الضرر ما هو
أعظم مما سال, أو بأن يدخر له عنده يوم القيامة مع ما في الدعاء من الأجر
والعبادة.
س/
الفرق بين الجود والتبذير؟
بين
الإمام ابن القيم:
ا الفرق بين الجود والسرف أن الجواد حكيم يضع العطاء مواضعه والمسرف مبذر
وقد يصادف عطاؤه موضعه وكثيرا لا يصادفه( لروح صـ 498ـ499)
3/مراتب الجود.
ذكر ابن القيم ـ مراتب للجود وهي كالتالي:
1) الجود
بالنفس , وهو أعلى مراتبه.
2) الجود
براحته ورفاهيته ,وإجمام نفسه , فيجود بها تعبا وكدا في مصلحة غيره.
3) الجود
بالعلم وبذله ,وهو من اعلى مراتب الجود, والجود به أفضل من الجود بالمال, لان العلم
أشرف من المال. ومن الجود بالعلم أن السائل إذا سألك عن مسالة استقصيت له جوابها
جوابا شافيا.
4) الجود
بالنفع بالجاه كالشفاعة ونحوها.
5) الجود
بنفع البدن على اختلاف أنواعه.
6) الجود
الصبر والاحتمال ,والإغضاء ,وهذه مرتبة شريفة من مراتبه,
وهي
أنفع لصاحبها من الجود بالمال وأعز له وأنصر, وأملك لنفسه ,وأشرف لها ولا يقدر
عليها إلا النفوس الكبار.
7) الجود
بحسن الخلق وهو الذي بلغ بصاحبه درجة الصائم القائم, وهو أثقل ما يوضع في الميزان.
8) الجود
بتركه ما في أيدي الناس لهم ,فلا يلتفت إليه ,ولا يستشرف له بقلبه ,ولا يتعرض له
بحاله, ولا لسانه.
وهذا
الذي قال عبدالله بن المبارك:
(إنه
أفضل من سخاء النفس بالبذل)( ولله الأسماء الحسنى فأدعوه
بها صـ 728)
4) الآثار الإيمانية
لهذا الاسم:
1/ التعلق به وحده والتوكل
عليه.
وهذا يورث قوة الرجاء والطمع
في كرمه ورحمته, وقطع الرجاء من المخلوق.
2/ الحياء منه والتأدب.
وهذا يورث في القلب العبد المؤمن حياء وانكسارا وخوفا
ورجاء وبعدا عما يسخطه سبحانه.
3/ التخلق بالصفات الحميدة
كالجود .
فإن الله كريم
يحب من عباده الكرماء.
والكرم لا يتوقف على كرم
المال فحسب. وإنما يدخل فيه الكرم بالجاه والكرم بالعلم والكرم بالنفس والجود بها في
سبيل الله.
4/ كثرة الدعاء لله.
وطلب الحاجات منه مهما كان
قدر هذه الحاجه وإحسان الظن به تعالى
فإن تأخير إجابة الدعاء وقضاء الحاجه لا يقدح في
كرم الله سبحانه وجوده ,بل إن منعه سبحانه قضاء حاجة عبده المؤمن هي في ذاته كرمًا
منه سبحانه ورحمه.
5/المكرم من أكرمه الله
أكرمه الله بالإيمان والهدى
ولوكان فقيرا مبتلى والمهان من أهانه الله تعالى بالكفر والفسوق والعصيان ولوكان غنيا
ووجيها ذا مال وبنين
قال تعالى(وَمَنْ يُهِنِ
اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) الحج:18
هذا هو ميزان الإكرام والإهانة وليست
هي موازين المال والبنين والجاه والسلطان التي يوزن بها الناس اليوم.( ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 594ـ595ـ596)
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق