الأحد، 7 ديسمبر 2014


 (الفتاح) من الأسماء الحسنى

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

* (الفتاح)

1/ معنى الأسم (الفتاح)

أ)المعنى اللغوي :

الفتح نقيض الإغلاق ,والفتح: النصر, والإستفتاح طلب النصر.( ولله الاسماء الحسنى صـ 505)

قال الراغب:

الفتح: إزالة الإغلاق ,والإشكال وذلك ضربان:

أحدهما: يدرك بالبصر كفتح الباب ونحوه (وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ)يوسف:65

الثاني: يدرك بالبصيرة كفتح الهم وهو إزالة الغم,

وذلك على ضروب

1/ في الأمور الدنيوية كغم يفرج, وفقر يزال بإعطاء المال ونحوه, كقوله تعالى:( لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)الأعراف:96

2/ فتح المستغلق من العلوم ,نحو قولك :فلان فتح من العلم بابا مغلقا وفتح القضية فتاحا فصل الأمر فيها ,وأزال الإغلاق عنها)( المفردات للراغب الاصفهاني صـ370)

ب) معناه في حق الله:

قال الخطابي:

(الفتاح)هو الحاكم بين عباده ..وقد يكون معنى (الفتاح) أيضا

الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده, ويفتح المنغلق عليهم من أمورهم وأسبابهم, ويفتح قلوبهم وعيون بصائرهم, ليبصروا الحق ويكون الفاتح أيضا بمعنى الناصر)( شأن الدعاء صـ 56)





 

2/ أسم الفتاح يشتمل على معاني.

وهي كالتالي:

1/ الحاكم الذي يقضي بين عباده بالحق والعدل بأحكامه الشرعية والقدرية الجزائية.

2/ الذي يفتح لعباده أبواب الرحمة والرزق .

3/ أنه بمعنى الناصر لعباده المؤمنين وللمظلوم على الظالم.( ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 507)
 
 

·       ما يفتح الله على عباده

ـ منها : ما يفتح الله عز وجل على نبيه عليه الصلاة والسلام  يوم القيامة.

حديث :( قال رسول الله عليه السلام في حديث الشفاعة الطويل:( ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ)( رواه البخاري (4712)ومسلم(194)


ـ منها: فتحه سبحانه أبواب السماء لنزول البركات وإجابة الدعوات

قال تعالى:( ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَـت مِّن السَّمَآءِ وَالاَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَـهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)(الاعراف:96

 


 


3/ الأثار الإيمانية لهذا الإسم.

1)   محبته سبحانه والتعلق به وحده

الذي بيده مفاتيح كل شي من العلم والهدى والخير والرزق

فينبغي التضرع دائما لله تعالى الذي بيده مفاتيح كل شي والتوسل باسمه (الفتاح)

في فتح القلوب لإهدايته ومعرفة الحق والإنقياد له. وعلى الفتح منه لأبواب الرحمة والرزق والخير.( ولله الاسماء الحسنى صـ 509)

وكلما كان العبد تقيا مخلصا صادقا كانت الفتوحات الربانية تترا إليه قال تعالى :( واتقوا الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله)البقرة:282


2)   الخوف منه سبحانه.

الخوف منه سبحانه ومن الوقوف بين يديه يوم القيامة للفصل  والحساب

وهذا الخوف يثمر الحذر من الظلم بأنواعه وبخاصة ظلم العباد والتعدي على حقوقهم

لأن الله الحكم العدل الفتاح العليم لا يظلم عنده أحد وسيقتص للمظلوم من ظالمه في يوم الفصل والحساب وقد سمي الله يوم القيامة بيوم الفتح  (ولله الاسماء الحسنى صـ510)

وذلك في قوله تعالى:( قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ)السجدة: 29
 

3)   الثقة في نصر الله وفتحه لعباده المؤمنين.

فهو سبحانه الذي يأتي بالفتح بين عباده المؤمنين وأعدائه الكافرين ومنه النصر والتمكين.

فلا يجوز بحال أن يتطرق إلى نفس المؤمن اليأس من فتحه سبحانه ونصره إذا أبطأ فله سبحانه الحكمة من تأخير الفتح وانصر

وإذا انعقدت أسباب النصر وأنتفت موانعه جاء نصر الله وفتحه وحينئذ:( يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)الروم:4ـ 5(ولله الاسماء الحسنى صـ510ـ511


4)   إن الفتح والنصر لا يكون إلا من الله.

فهو يفتح على من يشاء ويخذل من يشاء وقد نسب الله الفتوح لنفسه ليبين لعباده على طلب النصر والفتح منه لا من غيره, وأن يعملوا بطاعته وينالوا مرضاته يفتح عليهم وينصرهم على أعدائهم

قال تعال(فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ) المائدة:52

وقال تعالى :( وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْر مِنْ اللَّه وَفَتْح قَرِيب) الصف:13(الاسماء الحسنى  والصفات العلى صـ 157)
                          



صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق