السميع من الأسماء الحسنى
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه أجمعين.
* السميع
1) معنى الاسم (السميع)
أـ المعنى اللغوي:
قال في اللسان:
السمع للإنسان وغيره:
حس الأذن أو ما وقر في الأذن من شي تسمعه,
ورجل سميع: أي سامع
ورجل سماع: أي كثير الاستماع لما يقال ولما ينطق
كقوله تعالى :(سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ) المائدة:41
والسميع على وزن فعيل من أبنية المبالغة. (اللسان 3/2096 وانظر النهاية 2/401)
بـ ـ المعنى في حق
الله تعالى:
يقول الشيخ السعدي رحمه الله:
ومن أسمائه الحسنى السميع الذي يسمع جميع الأصوات
باختلاف اللغات على تفنن الحالات فالسر عنده علانية, والبعيد عنده قريب)( توضيح الكافية الشافية صـ 118
2) سمعه تعالى على نوعان.
أحدهما:
سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة, الخفية والجلية
وإحاطته التامة بها.
الثاني:
سمع الإجابة منه للسائلين والداعين فيجيبهم ويثيبهم
ومنه قوله
تعالى:( إِنَّ رَبِّي لَسَمِيع الدُّعَاء) إبراهيم:
وقول المصلي:" سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَه, أي: استجاب)( الحق المبين صـ 35)
*قال ابن القيم:
الذي قد استوى في سمعه سر القول وجهره, وسمع سمعه
الأصوات, فلا تختلف عليه أصوات الخلق, ولا تشتبه عليه, ولا يشغله منها سمع عن سمع
ولا تغلطه المسائل ولا يبرمه كثرة السائلين.
قالت عائشة رضي الله عنها:
الحمد الله الذي وسع سمعه الأصوات, لقد جاءت المجادلة
تشكو إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وإني ليخفى على بعض كلامها
فأنزل الله ـ عز وجل ـ (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ
الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا
إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)المجادلة:1)( النونية 2/ 215)
3)الآثار الإيمانية لهذا الاسم.
1/ إثبات صفة السمع لله تعالى كما يليق بعظمته سبحانه من
غير تمثيل ولا تحريف ولا تكييف
قال الأصبهاني ـ رحمه
الله
( والله السميع لدعاء الخلق وألفاظهم عند تفرقهم واجتماعهم
مع اختلاف ألسنتهم ولغاتهم, يعلم ما في قلب القائل قبل أن يقول
ويعجز القائل عن التعبير عن مراده فيعلم الله فيعطيه
الذي في قلبه، والمخلوق يزول عنه السمع بالموت ,والله تعالى لم يزل ولا يزال ,يفنى الخلق ويرثهم فإذا
لم يبق أحد قال:( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ) غافر:16
فلا يكون من يرد!
فيقول:( لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)غافر:16(نقلا عن النهج الأسمى محمد
النجدي 1/231)
2/ مراقبة الله
مراقبة الله فيما يقوله اللسان ـ سواء أسر القول او جهر
به, وسواء كان ذلك في جماعة أوفي خلوة
وهذا يثمر:
الخوف من الله, والمحافظة على اللسان من أن ينطق بما
يسخط الله تعالى, فالله تعالى يسمع ذلك
والملائكة تكتبه
حديث:( ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ
وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ
إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ) (البخاري(4817),ومسلم(2775)
3/ اللجوء إلى الله.
اللجوء إلى الله وسؤاله من حاجات الدنيا والآخرة فهو
السميع لدعائهم والمفرج لكرباتهم
وهذا يثمر:
الطمأنينة والأنس بالله تعالى, وحسن الظن به, والرجاء
فيما عنده, وعدم اليأس من كشف الشدائد وقضاء الحاجات.( ولله الاسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 621)
4/الصبر على ما يلاقيه العبد من أذى الخلق
وخاصة من الكافرين والمنافقين, سواء ما يقولونه من السب
,والشتم, والبهتان, والظلم لان الله يسمع كلامهم وسينصف سبحانه عباده المؤمنين
منهم إن عاجلا أو آجلا
ويثمر من هذا:
الصبر والرضى والاستعانة به, وانتظار فرجه ونصره ,وعدم
استبطاء ذلك, لأن الله يسمع ويعلم ولكنه يمهل ولا يهمل.( ولله الاسماء الحسنى فأدعوه بها صـ622)
3)
دعاء الأنبياء عليهم السلام والصالحون بهذا الاسم.
وقد دعاء الأنبياء عليهم السلام بهذا الاسم ليقبل منهم
أو ليستجيب دعاءهم.
ـ فإبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام ـ
قالا:" رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " البقرةـ 127
وهما يرفعان قواعد البيت الحرام.
ـ وقال الله عن ثناء خليله إبراهيم عليه السلام
" الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي
وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَر إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق إِنَّ رَبِّي لَسَمِيع الدُّعَاء
"
إبراهيم:39
ـ وامرأة عمران عندما نذرت مافي بطنها خالصا لله
لعبادته ولخدمة بيت المقدس قالت:" فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ
أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " آل عمران :35
ـ ودعاء زكريا ربه أن يرزقه ذرية صالحة
ثم قال:" إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء " آل عمران:38 فاستجاب الله دعاءه.
ـ ودعاء يوسف عليه السلام ربه أن يصرف عنه كيد النسوة
" فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ
فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ*إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " يوسف:34
وصلى الله وسلم على
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق