(الثمرات التي تثمرها أسماء الله الحسنى.)
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين.
·
الثمرات التي تثمرها أسماء الله الحسنى.
هذه الثمرات التي تثمرها أسماء الله الحسنى مستشهدا, ببعض النماذج
المضيئة من أحوال سلف الأمة الذين تعبدوا لله بهذا الأسماء ,وكيف ظهر ذلك في إيمانهم وأخلاقهم.
وقد يتكرر الاسم الواحد من أسماء الله الحسنى في أكثر من ثمرة
لمناسبة فيها.
أما أسمه سبحانه (الله) فهو مقتضي لكل آثار أسمائه الحسنى, لأن لفظ
الجلالة أصل جميع الأسماء الحسنى.( ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 793)
1) الرجاء في الله.
* يقول ابن القيم:
فقوة الرجاء على حسب قوة المعرفة بالله سبحانه, وغلبة رحمته غضبه, ولولا
روح الرجاء لعطلت عبودية القلب والجوارح...,
بل لولا روح الرجاء لما تحركت الجوارح بالطاعة ولولا ريحه الطيبة لما
جرت سفن الأعمال في بحر الإرادات . (سير أعلام النبلاء
9/349)
• ومن الأسماء التي تبعث على
قوة الرجاء والأنس بالله.
( الرحمن, الرحيم, البر, المحسن, اللطيف, الودود, الغفور, الغفار ,
الرؤوف ,العفو, التواب, الفتاح, الواسع, الرفيق, القريب, المجيب, العليم, الحكيم, السلام)
س/ هل يتصور الرجاء من مفرط مقيم على مساخط الله آخذ بأسباب الهلاك؟
لا يتصور
قال ابن القيم:
(حسن الظن إنما يكون مع انعقاد أسباب النجاة ..)
فما ينفع حسن الظن وقد باء بسخطه وغضبه, وتعرض للفتنه وأوقع في محارمه,
وانتهك حرماته؟
بل حسن الظن ينفع من تاب وندم
وأقلع, وبدل السيئة بالحسنة, واستقبل بقية عمره بالخير والطاعة ثم أحسن الظن, فهذا حسن الظن, والأول غرور)
• نماذج من أحوال السلف.
ـ عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري:
فقال سفيان :( يا أبا سلمة, أترى الله يغفر لمبتلى؟)
ـ فقال حماد:
والله لو خيرت بين محاسبة الله وبين محاسبة أبوي ,لاخترت محاسبة الله
,وذلك لأن الله أرحم بي من أبوي)( سير أعلام النبلاء 9/349)
2) التوكل على الله.
الأسماء التي تثمر عبودية التوكل على الله وصدق التعلق به سبحانه.
قال ابن القيم:
إن التوكل حال مركبة من مجموع أمور لا تتم حقيقة التوكل إلا بها
فأول ذلك : معرفة بالرب وصفاته من قدرته وكفايته , والتوكل من أعظم
المقامات متعلقا بالأسماء الحسنى
ومن هذه الأسماء والصفات:
(الغفار , والتواب ,والعفو, والرؤوف, والرحيم, الفتاح, الوهاب, الرزاق,
المعطي, المحسن)(مدارج السالكين 2/117ـ118)
• نماذج السلف:
* قيل لحاتم الأصم
على ما بنيت أمرك في التوكل؟
قال : على خصال أربع:
علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت به نفسي,
وعلمت أن عملي لا يعمله غيري
فأنا مشغول به,
وعلمت أن الموت يأتي بغتة فأنا أبادره,
وعلمت أني لا أخلو من عين الله فأنا مستحي منه. ( سير أعلام النبلاء 11/485)
3/ المراقبة والحياء منه.
إن علم العبد بعلم الله ـ الذي لا تخفى عليه خافية وبشهوده ومراقبته
لعباده
وهذا الإيمان إذا تمكن في القلب أثمر فيه الإخلاص لله في جميع الأقوال
والأعمال.
والمراقبة والاخلاص والحياء من الله
هي ثمرة التعبد بأسمائه (السميع, العليم, الرقيب, المحيط, البصير, الخبير,
الرقيب ,الشهيد, الحفيظ, المهيمن , الباطن
, القيوم , القريب, اللطيف)( ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 804)
• نماذج من السلف:
1) قال أبو حفص لأبي عثمان النيسابوري:
" إذا جلست للناس فكن واعظا لقلبك ونفسك, ولا يغرنك اجتماعهم عليك
, فإنهم يراقبون ظاهرك والله يراقب باطنك)( مدارج السالكين 2/66)
2) صام داود الطائي أربعين سنة ما علم به أهله,
وكان خرازا, وكان يحمل غداءه معه ويتصدق به في الطريق ويرجع إلى أهله يفطر عشاء لا
يعلمون أنه صائم)( تاريخ بغداد 8/ 350)
3) عن ابن المبارك قال :
( ما رأيت رجلا أرتفع , مثل مالك بن أنس , ليس له كثير صلاة ولا صيام
إلا أن تكون له سريرة)( تاريخ بغداد 6/330)
وصلى الله وسلم على محمد
وعلى اله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق