( الكريم) من الأسماء الحسنى
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
·
( الكريم)
1/ المعنى لهذا الأسم:
أ) المعنى
اللغوي:
قال الخطابي:
الكريم: الكثير
الخير, والعرب تسمي الشي النافع الذي يدوم نفعه ويسهل تناوله كريما, ولذلك قيل
للناقة الحوار: كريمة وذلك لغزارة لبنها وكثرة درها. ( شأن الدعاء صـ 70ـ 71)
ب) المعنى
في حق الله تعالى:
قال ابن القيم:
إن الكريم :هو البهيُّ الكثير الخير، العظيم النفع، وهو من كل شي أحسنه
وأفضله, والله سبحانه وصف نفسه بالكرم, ووصف به كلامه, ووصف به عرشه, ووصف به ما كثر
خيره وحسن منظره من النبات وغيره.( المقصد الاسنى صـ96)
·
قال ابن القيم:(الأكرم)
هو الأفعل من الكرم, وهو
كثرة الخير ولا أحد أولى بذلك منه سبحانه ,فإن الخير كله بيده والخير كله منه
والنعم كلها هو موليها, والكمال كله له والمجد كله له فهو الأكرم حقا)( مفتاح دار السعادة 1/ 342)
·
وقال الخطابي:
الأكرم وهو أكرم الأكرمين,
لا يوازيه كريم ولا يعاد له نظير.( شأن الدعاء صـ103)
2/ آثار لهذا الاسمين الكريمين(الكريم,
والأكرم).
ذكر ابن العربي:
1)الكريم هو الدائم
الخير ,وذلك بالحقيقة لله,
فإن كل شي ينقطع إلا
الله وإحسانه, فإنه دائم متصل في الدنيا والآخرة.
2) الكريم هو الذي يسهل
خيره ,ويقرب تناول ما عنده,
وهو الله بالحقيقة,
فإنه ليس بينه وبين العبد حجاب وهو قريب لمن استجاب.
3)إن الكريم هو الذي له قدر عظيم، وخطرٌ كبير، فليس لأحدٍ قدر بالحقيقة إلا لله , ومن شرفه يشرف كل شي,
وكرم كل كريم من كرمه.
4) هو المنزه عن النقائض
والآفات ,وهو الله وحده بالحقيقة لأنه تقدس عن النقائض والآفات.
5) الكريم هو الذي يعطي
لغير سبب, وهو الله وحده, لأنه بدأ الخلق بالنعم ,وختم أحوالهم بالنعم.
6) والكريم هو الذي لا
يبالي من أعطى , وهو الله وحده, لأن الخلق جبلت قلوبهم على حب من أحسن إليها, وبغض
من أساء إليها.
والباري يعطي
الكافرين والمتقين ,وربما خص الكافر في الدنيا بمزيد العطاء, ولكن الآخرة للمتقين.
7)والكريم هو الذي لا
يضيع من التجأ إليه, وهو الله وحده والإلتجاء إليه : التزام الطاعة وحسن العمل
وقد أخبر بذلك من
نفسه حين قال:
" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ
مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا. " الكهف:30(ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 591ـ 592ـ 593)
8) والكريم هو الذي إذا
أعطى زاد على المنى, وهو الله وحده,
فقد روى أنه أعطى أهل
الجنة مناهم ,ويزيدهم على ما يعلمون,
وقد صح أنه ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا
لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ)( البخاري (3244)ومسلم(2824) واللفظ المسلم.)( الكتاب الأسنى نقلا عن كتاب النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى
2/380
3/ أسباب الكرم.
من أعظم أسباب كرم الله للعبد ما يلي:
1) التقوى:
قال تعالى:( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
خَبِيرٌ) الحجرات:13
الكريم حقا:
هو الكريم عند الله
وأكرمهم عند الله أتقاهم وهو أكثرهم طاعة, وانكفافا عن المعاصي, لا أكثرهم قرابة
وقوما ,ولا أشرفهم نسبا . (طريق الهجرتين صـ 280)
حديث:" ابن
عباس: قال(" لا أَرَى أَحَدًا
يَعْمَلُ بِهَذِهِ الآيَةِ : يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَى حتى بلغ (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)الحجرات:13
حديث عن أبي هريرة
قال: سُئِلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَكْرَمُ
النَّاسِ ؟ قَالَ : " أَتْقَاهُمْ "( أخرجه أحمد 2/431 واللفظ له, والبخاري (3353
2) الدعاء:
أن الدعاء هو العبادة وهي أشرف عطايا الكريم لعباده, وهي
أشرف اللذات على الإطلاق وهي أن فاتت فات كل خير وحضر كل شر ,واكرمها عند الله هو
الدعاء.
3) الحب
في الله:
فمن أحب عبدا لله فقد
عظم الله وأجله.( الاسماء الحسنى والصفات العلى صـ 257ـ258
4/ الآثار الإيمانية لهذا
الاسم.
1/ التعلق به وحده والتوكل عليه,
وهذا يورث قوة الرجاء
والطمع في كرمه ورحمته, وقطع الرجاء من المخلوق.
2/ الحياء منه والتأدب.
وهذا يورث في القلب العبد المؤمن حياء وانكسارا
وخوفا ورجاء وبعدا عما يسخطه سبحانه.
3/ التخلق بالصفات الحميدة كالكرم .
فإن الله كريم
يحب من عباده الكرماء.
والكرم لا يتوقف على
كرم المال فحسب. وإنما يدخل فيه الكرم بالجاه والكرم بالعلم والكرم بالنفس والجود
بها في سبيل الله.
4/ كثرة الدعاء لله
وطلب الحاجات منه
مهما كان قدر هذه الحاجه وإحسان الظن به تعالى
فإن تأخير إجابة الدعاء وقضاء الحاجه لا يقدح في
كرم الله سبحانه وجوده, بل إن منعة سبحانه قضاء حاجه عبده المؤمن هي في ذاته كرما
منه سبحانه ورحمه.
5/المكرم من أكرمه الله.
أكرمه الله بالإيمان
والهدى ولوكان فقيرا مبتلى والمهان من أهانه الله تعالى بالكفر والفسوق والعصيان
ولوكان غنيا ووجيها ذا مال وبنين
قال تعالى(وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) الحج:18
هذا هو ميزان الإكرام
والإهانة وليست هي موازين المال والبنين والجاه والسلطان التي يوزن بها الناس
اليوم. ( ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 594ـ595ـ596)
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق