الجمعة، 12 ديسمبر 2014


(الحفيظ) من الأسماء الحسنى

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين

·      (الحفيظ)

1/ المعنى الاسم.

أ‌)      المعنى اللغوي:

قال في اللسان:

الحفظ نقيض النسيان, وهو التعاهد وقلة الغفلة.

ب ) معناها في حق الله.

قال الخطابي:

الحفيظ هو الحافظ يحفظ السماوات والأرض وما فيها ,فلا تزول ولا تندثر كقوله تعالى:( وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا)البقرة:255(ولله الاسماء الحسنى فأدعوه بهاصـ454)

قال عبدالرحمن السعدي:

الحفظ يتضمن معنين:

أحدهما:

أنه قد حفظ على عباده ما عملوه من خير وشر وطاعة ومعصية, فإن علمه محيط بجميع أعمالهم ظاهرها ,وباطنها وقد كتب ذلك في اللوح المحفوظ, وفي الصحف التي في أيدي الملائكة.

الثاني:

أنه تعالى الحافظ لعباده من جميع ما يكرهون.

 




       2) أنواع حفظ الله لعباده.

حفظه لخلقه نوعان:

1ـ عام

2ـ خاص

1)  عام:

فالعام حفظه لجميع المخلوقات بتيسيره لها مايقييها ويحفظ بنيتها , وتمشي إلى هدايته, وإلى مصالحها بإرشاده ـ وهدايته العامة.

قال تعالى:( الَّذِى أَعْطَى كُلَّ شَىْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)طه:50

فالله يحفظ السماوات والأرض أن تزولا أو يحفظ الخلائق بنعمه, وقد وكل بالآدمي حفظه من الملائكة يحفظونه من أمر الله, أي: يدفعون عنه كل ما يضره.

2)  خاص:

حفظه الخاص لأوليائه بحفظهم مما يضر إيمانهم أو يزلزل إيقانهم من الشبه, والفتن, والشهوات فيعافيهم منها ويخرجهم منها بسلامة وحفظ وعافية.

*قال تعالى:( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)الحج:38

* حديث :( احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ)( رواه أحمد 1/263, وصححه أحمد شاكر في المسند 3/2671)

أي: أحفظ أوامره بالامتثال ونواهيه بالاجتناب, وحدوده بعدم تعديها, ويحفظك في نفسك ودينك ومالك وولدك, وفي جميع ما آتاك الله من فضله)( انظر توضيح الكافية الشافية صـ 122, وانظر الحق الواضح المبين صـ 59ـ 61)(ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 456)

 

 

 

3/من كمال حفظ الله.

·       من كمال حفظه :

أنه يحفظ السماوات السبع أن تقع على الأرض .قال تعالى:( وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً) الأنبياء:32

·       من كمال حفظه:

أنه تكفل بحفظ كتابه من التحريف والتغيير والتبديل ,على مر العصور والدهور, قال سبحانه:( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)الحجر:9

·       س/ كيف حفظ الله القران الكريم؟

حفظه الله في حال إنزاله, وبعد إنزاله ,ففي حال إنزاله أودعه الله في قلب رسوله وأستودعه في قلوب أمته, وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها ,والزيادة والنقص, ومعانيه من التبديل.( تيسير الكريم الرحمن صـ 590)

·       من كمال حفظه:

حفظ على العباد جميع ما عملوه بعلمه وكتابته وأمره الكرام الكاتبين بحفظه. (المجموعة الكاملة 3/382ـ383)

قال تعالى:( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)الأنفطار:10ـ 12

·       من كمال حفظه:

أنه إذا أستودع شيئا حفظه

ورواه ابن حبان في "صحيحه" (2693) من حديث مُجَاهِدٍ قَالَ : " خَرَجْتُ إِلَى الْعِرَاقِ أَنَا وَرَجُلٌ مَعِي ، فَشَيَّعَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُفَارِقَنَا، قَالَ : إِنَّهُ لَيْسَ مَعِي شَيْءٌ أُعْطِيكُمَا، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا اسْتَوْدَعَ اللَّهُ شَيْئًا حَفِظَهُ ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمَا وَأَمَانَتَكُمَا، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكُمَا ) .

 


 

4/ من أنواع حفظ الله للعبد.

حفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان:

1)   حفظه له في مصالح دنياه.

2)   حفظه له في مصالح دينه.

1)حفظه له في مصالح دنياه.

كحفظه في بدنه , وولده ,وأهله ,وماله.

ـ ومن حفظ الله للعبد أن يحفظه في صحة بدنه وقوته ,وعقله وماله

ـ وقد يحفظ الله العبد لصلاحه في ولده وولده ولده ,

كما في قوله تعالى( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)الكهف:82

إنهما حفظا بصلاح أبيهما.

 

ـ ومن أنواع حفظ الله لمن حفظه في دنياه:

أن يحفظه من شر كل من يريده بأذى من الجن والإنس

" ‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا " الطلاق:2

كَتَبَتْ عَائِشَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، فَإِنَّكَ إِنِ اتَّقَيْتَ اللَّهَ كَفَاكَ النَّاسَ ، وَإِنِ اتَّقَيْتَ النَّاسَ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ شَيْئًا ، فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)( رواه ابن المبارك في الزهد(191) وابن شيبة في المصنف (35717)بسند صحيح.)

 

ـ ومن أنواع حفظ الله لمن حفظه ,حفظه من الحيوانات المؤذية بالطبع, وجعل تلك الحيوانات حافظة له.



2)حفظه له في مصالح دينه.

وهو أشرفها وأفضلها, حفظ الله للعبد في دينه , فيحفظ عليه دينه وإيمانه في حياته من الشبهات والبدع المضلة والشهوات المحرمة, ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الاسلام.

 
 
 

·      مما يلزم المؤمن حفظه:

راسه وبطنه:

وحفظ الرأس وما وعى:

يدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات ,وحفظ البطن وما حوى:

يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على المحرم

قال تعالى:(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ)البقرة:235

 

ويدخل في حفظ البطن وما حوى:

حفظه من إدخال الحرام إليه من المأكولات والمشروبات





 


5/ الآثار الإيمانية لهذا الاسم.

1/ مراقبة الله في الأقوال والأفعال بأن تكون في مرضاته سبحانه لأن الله لا يغيب عن علمه شي فهو الحافظ المحصي للأعمال.

 

2/ تعظيم الله وإجلاله وعبادته وحده لأنه هو الخالق لهذا الكون العظيم وهو الحافظ له وللسموات والأرض أن تزولا.

 

3/ صدق التوكل على الله وحده لأن المحفوظ من حفظه الله وعصمه ومن تخلى الله عن حفظه فإنه هالك ضائع ولا يستطيع أحد أن يحفظه بعد ذلك.

الأخذ بأسباب حفظ الله للعبد وأعظمها توحيده سبحانه, وفعل ما يحبه الله تعالى ,واجتناب ما يسخطه.

وحفظ الله في حرماته ودينه وشرعه.

 

4/ محبة الله وحده وشكره على حفظه لعباده من الشرور والآفات والمهلكات.( ولله الاسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 456ـ 457ـ 458)

 

5/ كثرة التضرع لله والتوسل إليه بأسمائه الحسنى في طلب التوفيق والحفظ والثبات فإنه لا كافي إلا هو ولا حافظ سواه سبحانه وجل وعلا.( ولله الاسماء الحسنى فأدعوه بها صـ487

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى وصحبه أجمعين

 



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق