الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه أجمعين
غزوة تبوك :-
*تاريخ الغزوة :-
وقعت هذه الغزوة
في رجب من صيف عام تسع للهجرة .
* أسبابها :-
- قال ابن كثير :- عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على قتال
الروم لأنهم اقرب الناس إليه . (البداية والنهاية 2/5)
- وقد قال تعالى
:- (ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ)( سورة التوبة 123)
- تتميز هذه الغزوة وغزوة مؤتة التي سبقت بأن وجهتها الى
الروم ونصارى العرب
بماذا تسمى هذه الغزوة ؟
تسمى بغزوة العسرة لما كان أصاب المسلمين من الضيق الإقتصادي
وقتها. (صحيح البخاري ، كتاب التوحيد 9/29 – صحيح مسلم 5/82)
•المنافقون على جيش تبوك :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ
فَلَهُ الْجَنَّةُ)
فجهزهم عثمان رضي الله عنه( صحيح البخاري كتاب الوصايا 4/11 وفتح الباري 5/306)
كان عثمان بن عفان من أكثر المنفقين على جيش تبوك جاء بألف
دينار فصبها في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم والنبي يقول :-
(مَا ضَرَّ عُثْمَانَ
مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ ، مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ
") يرددها مراراً (مسند احمد 5/35 وسنن الترمذي
13/54 وقال حديث حسن)
أما الفقراء من المسلمين فقدموا اليسير من الذي يقدرون عليه
فجاء أحدهم بصاع من التمر فلمزه المنافقون . (صحيح البخاري 6/56 وفتح الباري
8/330)
وجاء أخر بنصف صاع من التمر ، فقال المنافقون – أن الله
لغني عن صدقة هذا !! فنزل قوله تعالى :- (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ). يتهمون
الأغنياء بالرياء ويسخرون من فقر الفقراء . (تفسير الطبري 10/ 197 بإسناد صحيح – سورة التوبة (79).
• عدد جيش تبوك :-
ثلاثون ألف مقاتل وهذا اكبر جيش قاده الرسول صلى الله عليه
وسلم في حياته .
• المتخلفون في غزوة تبوك :-
وقد تخلف عن غزوة تبوك ثلاثة من الصحابة وهم :-
كعب بن مالك ، مرارة
بن الربيع ، هلال بن أمية ، والثلاثة من الأنصار
معروفون بحسن إسلامهم
• المعركة :
لم يقع قتال مع الروم في هذه الغزوة بل انتهى المسلمون إلى
تبوك، ولم يلقوا جموع الروم والقبائل العربية المتنصرة واثر حكام المدن الصلح على الجزية
(8السيرة النبوية الصحيحة د.
أكرم العمري 2/ 535)
-
وقد مكث الجيش عشرين ليلة
في تبوك ثم عادوا إلى المدينة .
• العودة من تبوك :-
وفي طريق العودة من تبوك إلى المدينة مر المسلمون بالحجر
– وهي في ديار ثمود – الذين امتحنوا بالناقة فنحروها فأخذتهم الصيحة لعتوهم وعصيانهم (صحيح البخاري 4/ 118 وصحيح مسلم
8/220)
وقد سارع الناس إلى دخول بيوت الحجر فنهاهم الرسول صلى الله
عليه وسلم (مسند احمد 4/ 231 بإسناد حسن)
وقال صلى الله عليه وسلم :- ( لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا
أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكنون باكين ) ،ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز
الوادي (صحيح البخاري (فتح الباري )8/ 12 .. سورة التوبة (118)
• قصة الثلاثة الذين تخلفوا
من الغزوة :-
لما اقترب الجيش من المدينة ، دخل صلى الله عليه وسلم مسجده
فصلى ركعتين ثم جلس للناس ، وجاءه المنافقون المتخلفون عن الغزوة فاعتذروا بشتى الأعذار
فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله ، وجاء كعب بن مالك
وقد سبقه هلال بن أمية ومرارة بن الربيع وقد اقر الثلاثة بأنه لا عذر لهم في تخلفهم
عن الغزوة فنهى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين عن الكلام مع الثلاثة ، فاجتنبهم
الناس خمسين ليلة ,وأمرت نساؤهم بإعتزالهم فذهبن عند أهلهن إلا زوجة هلال إذ كان شيخا
كبيراً فبقيت لخدمته فقط بإذن من الرسول صلى
الله عليه وسلم
وقد ضاقت بهم الدنيا وحاول ملك الغساسنة استغلال الموقف
فراسل كعب بن مالك ليلحق به ,لكن كعب بن مالك احرق الرسالة
وقال :- إنها زيادة في امتحانه واستمرت المقاطعة ,حتى نزل
القران يعلن توبة الله عليهم قال تعالى (وَعَلَى
الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا
رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ
إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)(سورة التوبة: )( فتح الباري 8/113 -116 من رواية البخاري)
*قصة مسجد الضرار :-
لقد ابتنى المنافقون مسجداً قبيل غزوة تبوك ليجتمعوا فيه
، مكايدة للمسلمين ومضرة بهم ، وزعموا أنهم بنوه للمنفعة والتوسعة على المسلمين ، وقد
طلب المنافقون من الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي فيه ، تمويهاً على الناس ، فنهاه الله عن ذلك وسماه مسجداً ضرارا
قال تعالى :- (وَالَّذِينَ
اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ) إلى قوله تعالى (لاتَقُمْ
فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن
تَقُومَ فِيهِ)( سورة التوبة(108ـ107)
• موت عبدالله بن أبي بن سلول:-
وكان صلى الله عليه وسلم قد صلى على عبدالله بن أبي بن سلول
حين موته عقب عودة المسلمين من تبوك ، ثم امتنع الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة
في مسجد الضرار الذي بنوه وأحرقه صلى الله عليه وسلم كما امتنع عن الصلاة على أمواتهم
.
قال تعالى :- (وَلا
تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)( فتح الباري 8/ 333 – 3/ 214 بإسناد صحيح . سورة التوبة
(84)
2- عام الوفود :
*سمي العام التاسع بعام الوفود
حيث ابتدأت وفود القبائل العربية تقدم من أنحاء الجزيرة
العربية معلنة دخولها في الإسلام منذ رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة في
أواخر سنة ثمان من الهجرة (الاستزادة البداية والنهاية لابن كثير 1/927 -925)
3- بعث الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر
رضي الله عنه أميرا على الحج ونزول سورة( براءة
)( الاستزادة البداية والنهاية لابن كثير 1/924 - 925)
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق