الأربعاء، 10 ديسمبر 2014


العليم) من أسماء الله الحسنى

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

معنى أسم (العليم).

أ/ المعنى اللغوي:

العليم والعالم ـ اسمان متضمنان صفة العلم

فالعالم: اسم فاعل من علم يعلم فهو عالم

والعليم: من ابنية المبالغة في الوصف بالعلم.

العلام:  بمنزلة عليم في المبالغة في الوصف بالعلم.( الزجاجي صـ 50)

·       وقال في اللسان:

العلم نقيض الجهل, وعلمت الشي: عرفته وخبرته, وعلم بالشي شعر به.( لسان العرب 4/3082)

·       وقال الراغب:

العلم: إدراك الشي بحقيقته.

            ب/ المعنى في حق الله.

               قال عبد الرحمن السعدي رحمه الله.

وهو الذي أحاط علمه بالظواهر والبواطن, والأسرار, والإعلان والممكنات وبالعالم العلوي والسفلى, وبالماضي

, والحاضر, والمستقبل, فلا يخفى عليه شي من الأشياء.( تفسير السعدي 5/299
 


 

·      بعض متعلقات علم الله في خلقه وأمره.

1/ شمول علم الله.

شمول علمه لكل شي في السماوات وفي الأرض قال تعالى:( وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا). الطلاق:12

2/ علمه المحيط واختصاصه بمفاتيح الغيب, وبما يحدث من صغير أو كبير في البر والبحر.

قال تعالى:( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)الأنعام:59

3/ علمه المحيط بمكنونات القلوب, وما تخفيه الصدور, وما توسوس به النفوس.

قال تعالى:( قُلْ إِن تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)آل عمران:26              

4/ علمه الشامل بما في الأرحام لكل أنثى.

قال تعالى:( ﴿اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ)الرعد:8.

5/علمه لكل الأشياء قبل وقوعها وان ذلك في كتاب وله الحكمة البالغة في تقديرها.

قال سبحانه:( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)الحديد:22

6/علمه سبحانه لأحوال عباده تقيهم, فاجرهم, وغنيهم, من فقيرهم.

قال تعالى:( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا)الفتح:26

7/ علمه الشامل لما ينزل من الشرائع على رسله.

قال تعالى:( وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَـا يُنَزِّلُ)النحل:10

8/ إن الله لكمال علمه ,يعلم ما كان وما يكون ومالم يكن

,فأنه سبحانه يعلم  الماضية التي وقعت, والأمور المستقبلية التي لم تقع بعد

قال تعالى:( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)القمر:49.( من كتاب ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها /عبدالعزيز الجليل صـ353ألى 141)

 



 

* الأثار الإيمانية باسمه سبحانه (العليم).

1)الخوف من الله وخشيته ومراقبته في السر والعلن

لأن العبد إذ أيقن ان الله تعالى عالم لحاله مطلع على باطنه وظاهره 0

فإن ذلك يدفعه إلى الإستقامة على أمر الله ظاهرا وباطنا0

ويصل إلى مرتبة الاحسان الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:( : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)( طريق الهجرتين 1/275)

2)اليقين بشمول علم الله تعالى                                            

لكل شيء في السماوات والارض والبواطن والظواهر يثمر في القلب العبد تعظيم الله تعالى وإجلاله والحياء منه 0

         س) بماذا يعرف القلب السليم ؟!

يعرف القلب السليم بقوله (وهذا هو القلب السليم الذي لا يفلح إلا من أتى الله به فيسلم من الشبه المعارضة لخبره والإرادات المعارضة لأمره بل ينقاد للخبر تصديقا واستيقانا وللطلب إذعانا وامتثالا)( مدارج السالكين3/487)

3)إن اليقين بعلم الله تعالى للأمور قبل وقوعها وكتابتها عنده سبحانه في اللوح المحفوظ قبل خلقها.

 يثمر في القلب العبد طمأنينة اذا ما يقضيه الله تعالى من الأحكام القدرية كالمصائب والمكروهات التي لم تحدث إلا بعلم الله تعالى وحكمته وإنها ليست عبثا ولعبا 0

قال تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)0الحديد:22ـ 23

4)التسليم لأحكام الله الشرعيه0

فهو سبحانه عليم بما يصلح لعباده ويجلب لهم الخير والسعادة في الدارين فيأمرهم به0

فهو عليم بما يجلب لعباده الشر والشقاء في الدارين فينهاهم عنه ويخذهم منه0 فهو سبحانه أعلم بخلقه وما يصلح لهم من أنفسهم (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)الملك:14

5)تثبيت المؤمنين في ميدان الصراع والنزال مع الباطل وأهله.

فإذا قصر على البشر عن العلم والإحاطة بكيد الكافرين ومكرهم فإن الله لا تخفى عليه من أمورهم خافيه

وهذا الإيمان يجعل المؤمن في مواجهة الخصوم وكيدهم يطمئن قلبه ويقوى ضعفه(ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها صـ 347ـ348)0

*قال تعالى (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا)النساء:45

6)الحرص على التزود من العلم النافع

التواضع لله تعالى ولخلق بهذا العلم ، وعدم التكبر ،

قال ابن القيم:-

 أحب الخلق إليه: من اتصف بمقتضيات صفاته، فإنه كريم يحب الكريم من عباده ,عالم يحب العلماء. ( ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها صـ 347ـ348)

والعلماء المقصودون :

هم العلماء العاملون بعلمهم ،الداعون إليه، الخائفون من الله، المتواضعون للحق وللخلق

أما من أدى به علمه إلى التكبر والفخر والمباهاة دون العمل والخشية، فليس بعالم ولا محبوب لله عزوجل0(الوابل الصيب صـ 53)

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق