الأحد، 7 ديسمبر 2014


(الرقيب) من الإسماء الله الحسنى

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

·      (الرقيب)

1) المعنى لهذا الاسم(الرقيب)

أ) المعنى اللغوي  :

في اللسان:

في أسماء الله (الرقيب) وهو الحافظ الذي لا يغيب عنه شئ, والترقب الانتظار وكذلك الارتقاب ومن ذلك قوله تعالى:( وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) طه:94

ومعناه: لم تنتظر قولي, والترقب تنظر وتوقع شئ (اللسان 3/1699)

وقال الزجاجي:

والرقيب فعيل بمعنى فاعل كعليم بمعنى عالم. اشتقاق الأسماء صـ 128)

ب) معناه في حق الله تعالى:

قال الشيخ السعدي رحمه الله:

الرقيب الشهيد من أسمائه الحسنى هما مترادفان وكلاهما يدل على إحاطة سمع الله بالمسموعات, وبصره بالمبصرات, وعلمه بجميع المعلومات الجليه  والخفيه, وهو الرقيب على ما دار في الخواطر ,ومن باب أولى الأفعال الظاهره بالأركان. (الحق الواضح المبين صـ 58)


 


2) الآثار الإيمانية لهذا الأسم.

وهي كالتالى:

1/ أنه سبحانه مطلع على كل شئ , فيثمر هذا في القلب اليقظة والخوف من الله بحيث لا يصدر من العبد إلا ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال.

2/ الإيمان بأنه سبحانه شهيدا على الخلق يوم القيامة بما عملوا وما كان بينهم من خصومات في الدنيا, يجعل العبد على حذر من ظلم العباد, والتعدي على حقوقهم.

3/ الإيمان بأن الله شاهدا لرسوله.

قال تعالى:( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا)الفتح:82

فيظهره ظهورين:

ظهورا بالحجة والبيان والدلالة.

ظهورا بالنصر والغلبة والتأييد حتى يظهره على مخالفيه, ويكون منصورا.( مدارج السالكين 3/470)

 





3) منزلة المراقبة.

ذكر ابن القيم أن منزلة المراقبة

هي التعبد بإسمه(الرقيب, الحفيظ, العليم, السميع, البصير)فمن عقل هذه الأسماء

وتعبد بمقتضاها: حصلت له المراقبة ..والله أعلم.

·       المراقبة:

دوام علم العبد, وتيقنه بإطلاع الحق سبحانه على ظاهره وباطنه, فاستدامته

لهذا العلم واليقين هي " المراقبة".

قيل:

من راقب الله في خواطره, عصمه في حركات جوارحه.

قيل:

من راقب الله في سره, حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته.( مدارج السالكين 2/65ـ 66)




 


4)موجبات هذه المراقبة.

وهي توجب صيانة الباطن والظاهر

فصيانة الظاهر:

بحفظ الحركات الظاهرة.

وصيانة الباطن:

 بحفظ الخواطر والإرادات فيتجرد الباطن من كل شهوة وإرادة تعارض أمره, ومن كل إرادة تعارض إرادته, ومن كل محبة تزاحم محبته وهذه حقيقة القلب السليم الذي لا ينجو إلا من أتى الله به.

يقول الأستاذ عمر الأشقر:
(وإذا تحقق معنى الرقيب في قلب العبد وملك عليه زمام نفسه, أورثه ذلك التقوى وراقب نفسه, أن لا يراها حيث نهاها, ولا يفتقدها حيث أمره....)
ومتى راقب العبد ربه أحسن قوله وعمله, فبلغ درجة الإحسان للملك الديان.

صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق