الاثنين، 22 ديسمبر 2014



الحديث الثاني(يتبع)

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين

من مسائل الحديث (الاحسان)
 
4)الإحسان.

قوله صلى الله عليه وسلم (فأخبرني عن الإحسان ؟....)

الإحسان.

س/ ما معنى الإحسان ؟

الإحسان ضد الإساءة وهو:

أن يبذل الإنسان المعروف ويكف الأذى فيبذل المعروف لعباد الله في ماله ,وجاهه ,وعلمه ,وبدنه.( شرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد العثيمين صـ 116)

 

 

·       أركان الإحسان.

هو ركن واحد وهو:

أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك .

الشرح:

فهذا إحسان العابد أثناء عبادته , وهو مقام المراقبة مراقبة العبد لربه أثناء عبادته لله جلا وعلا بل في أحواله كلها ,لأنه إذا راقب ربه لأنه قد علم أن الله مطلع عليه كأنه يرى الله جل وعلا فهذا يدعوه إلى إحسان العمل وأن يجعل عمله أحسن ما يكون .

فإذا لم تكن تراه فإن الله يراك ومطلع عليك يعلم باطنك وظاهرك .( شرح ثلاثة الأصول للشيخ صالح آل الشيخ.)
 

 





·       الإحسان على نوعين ماهما:

الإحسان على نوعين:

1ـ الإحسان إلى الله: وهما على مرتبين:

المرتبة الأولى:

عبادة طلب وشوق وهي (أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ) وعبادة الطلب والشوق يجد الإنسان من نفسه حاثاً عليها , لأنه يطلب هذا الذي يحبه , فهو يعبده كأنه يراه , فيقصد وينيب إليه ويتقرب إليه سبحانه تعالى .

المرتبة الثانية:

عبادة هرب وخوف وهي (فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) وعبادة الهرب والخوف ـ إذا لم تكن تعبد الله كأنك تراه فاعبده كأنه هو الذي يراك , فتعبد عبادة خائف منه وهارب من عذابه وعقابه وهذه المرتبة أقل من المرتبة الأولى .

قال بعض العارفين من السلف:

من عمل على مشاهدة الله فهو عارف ومن عمل على مشاهدة الله إياه , فهو مخلص, وفيه إشارة إلى المقامين وهما:

أحدهما : مقام الاخلاص:

وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه , واطلاعه عليه , وقربه منه فإذا استحضر العبد هذا في عمله, وعمل عليه , فهو ملص لله تعالى لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله , وإرادته بالعمل .

الثاني: مقام المشاهدة .

وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه , وهو أن يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة غي العرفان ,حتى يصير الغيب كالعيان , وهذا هو حقيقة مقام الإحسان المشار إليه في حديث جبريل عليه السلام , ويتفاوت أهل هذه المقامات فيه ,بحسب قوة نفوذ البصائر

 مثل قوله تعالى :( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ)( سور النور :35)

والمراد مثل نوره في القلب المؤمن كذا قال أبي بن كعب .( جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب الحنبلي صـ59)


 


 
        5)الساعة .

قوله صلى الله عليه وسلم :(فأخبرني عن الساعة ؟قال : (ما لمسؤول عنها بأعلم من السائل )ما لمراد بذلك ؟

الساعة ـ

 هي وقت قيام القيامة ـ وهي مما اختص الله بعلمه, ولم يطلع عليه أحداً من خلقه ملكاً كان أو رسولاً(الوافي شرح الأربعين النووية صـ 19)

وفي صحيح البخاري :عن ابن عمر رضي الله عنهما ,عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن الا الله ـ ثم تلا هذه الآية :( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا ... نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)( سورة لقمان : 34)

وخرجه الإمام أحمد ولفظه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أُوتِيت مَفَاتِيح كُلّ شَيْء إِلَّا الْخَمْس " " إِنَّ اللَّه عِنْده عِلْم السَّاعَة ...)( جامع العلوم والحكم صـ 63)


 

 

 

·       (فأخبرني عن أماراتها قال : أن تلد الأمه ربتها, وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ...)

ـ أجابه عن بعض أماراتها التي تسبقها وتدل على قربها وهي

·       تلد الأمه ربتها:

المراد بربتها :

 سيدتها ومالكتها ـ وللعلماء في هذا أقوال منها:

1ـ قيل: يكثر العقوق في الأولاد , فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته , من حيث السب ، والضرب , والاستخدام والاستهانة وهذا ما يميل الحافظ ابن حجر إليه .( انظر الفتح 1/ 130)

2ـ وقال ابن رجب :

وهذا إشارة إلى فتح البلاد وكثرة جلب الرقيق حتى تكثر السراري , وتكثر أولا دهن , فتكون الأمة رقيقة لسيدها , وأولاده منها بمنزلته , فإن ولد السيد بمنزلة السيد فيصير ولد الأمة بمنزلة ربها وسيدها .( جامع العلوم والحكم صـ 63)


·       " وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان"

الحاف : هو من لا نعل في قدميه.

والعار : هو من لا يثاب على بدنه .

والعائل : هو الفقير .

والمراد أن أسافل الناس يصيرون رؤساء ,وتكثر أموالهم , ويشيد والمباني العالية مباهاة وتفاخرا على عباد الله.( قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ47)

·       قال القرطبي :

المقصود الإخبار عن تبدل الحال بأن يستولي أهل البادية الأمر , ويتملكوا البلاد بالقهر , فيكثر أموالهم وتنصرف همومهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به .( الفتح 1/131)

وفي قوله "يتطاولون في البنيان " دليل على ذم التباهي والتفاخر خصوصاً بالتطاول في البنيان , ولم يكن إطالة البناء معروفا في زمن النبي صلى غليه وسلم وأصحابه , بل كان بنيانهم قصيراً بقدر الحاجة.( جامع العلوم والحكم صـ 66)

 




 


·       السؤال عن العلم :

المسلم إنما يسأل عما ينفعه في دنياه أو آخرته ,ويترك السؤال عما لا فائدة فيه .

ومن سئل عن شئ لا يعلمه وجب عليه أن يقول :

لا أعلم وذلك دليل ورعه وتقواه وعلمه الصحيح.( الوافي شرح الأربعين النووية صـ 19)

·       أساليب التربية :

طريقه السؤال والجواب ,من الأساليب التربية الناجحة قديما وحديثا , وقد تكررت في تعليم النبي عليه السلام لأصحابه في كثير من الأحاديث النبوية , لما فيها من لفت انتباه السامعين وإعداد أذهانهم لتلقي الجواب الصحيح.( الوافي شرح الأربعين النووية صـ 19)

ففي هذا الحديث :

جبريل عليه السلام أتى متعلماً ومعلماً

·       متعلماً:

من جهة الهيئة والسؤال والأدب , حيث جعل كفيه على فخذيه نفسه وهذا أدب منه أمام مقام النبي عليه السلام , وهو آداب الجلوس في حلق العلم ـ وهكذا ينبغي الطالب العلم حتى يأخذ العلم بدقة ,وتثبت من أفواه العلماء.( قواعد وفوائد على الأربعين النووية للشيخ ناظم سلطان صـ 50)

·       ومعلماً:

من حيث سأل لأجل أن يستفيد الصحابة , وتستفيد الأمه من بعدهم .( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ)


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق