(العزيز) من اسماء الله الحسنى
الحمد الله والصلاة
والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
(العزيز)
1/ معنى الأسم.
·
المعنى اللغوي:
(العز) في الأصل:
القوة والشدة والغلبة.
ورجل عزيز: منيع لا
يغلب ولا يقهر.( ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها.صـ 404/4052)
·
معناه في حق الله :
ـ يقول ابن كثير:
العزيز: أي الذي قد
عز كل شئ فقهره وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه.( تفسير ابن كثير 4/343 )
2/معاني العزة الثلاثة.
فمعاني العزة الثلاثة
كلها كاملة لله العظيم:
1)عزة القدر.
أي أنه سبحانه عظيم
القدر
"يعني الشرف
والسيادة والفضل,مثل أن تقول:
هذا الشئ عزيز وجوده,
يعني أنه منفرد في الصفات الكاملة عن غيره.
2)عزة القهر.
فمعناها الغلبة: أي
أنه سبحانه غالب لا يغالبه شئ ومنه قوله تعالى:( وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ) ص:23
أي: غلبني فيه فهو
العزيز
الذي لا يغلب فما من
جموع ولا أجناد ولا قوة إلا وهي ذليلة أمام عزة الله.
3) عزة الإمتناع.
فمعناها أنه يمتنع أن
يناله السوء أو النقص.
ومنه قوله تعالى:( إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ)فاطر16ـ 17
أي: بممتنع . (الأسماء الحسنى والصفات العلى صـ 194ـ 19
3/ من كمال عزة الله عز وجل.
من كمال عزته سبحانه
يتبين فيما يلي:
*أنه نواصي الخلق
بيده, فلا يسكن ساكن, إلا بإرادته ومشيئته , فما شاء الله كان , ومالم يشاء لم
يكن.
* أن يمسك السماوات
والأرض أن تزولا.
* أنه أهلك الجبابرة,
والأمم العاتيه, بشئ يسير, وسوط من عذابه.
* وبعزته قهر الخلق
كلهم ,وتصرف فيهم, ودبرهم.
*ومن كمال عزته: أنه
يعز من يشاء ويذل من يشاء
فكم إنسان عزيز يرى
أنه غالب لكل احد, فيكون أذل عباد الله بين عشية وضحاها
وكم إنسان ذليل يكون
عزيزا بين عشية وضحاها
فهو الذي يمنح العزة
لمن شاء من عباده وكيف شاء, ومتى شاء
فمن أعزه فلا مذل له
, ومن أذله فلا معز له.( الأسماء الحسنى والصفات العلى صـ 195ـ 196)
قال تعالى:( وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ
عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)آل عمران :26
4/ الآثار الإيمانية لهذا الأسم.
1/ إن الإنسان متى آمن
بأن الله عزيز, فسوف يخشى عقابه ويرجو ثوابه.( فتح البيان 3/ 267)
2/ إن الله عزيزا له
العزة جميعا, وجميع أنواع العزة وأفرادها مختصة بالله سبحانه في الدنيا والآخرة.
ولا ينالها إلا
أولياؤه الذين كتب لهم العزة
قال تعالى: ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ
وَلِلْمُؤْمِنِينَ)المنافقون:8
وهذا يقتضي بطلان
التعزز بغيره سبحانه, وعزة الكفار ليس معتدا بها بالنسبة إلى عزة المؤمنين, لأنه
لا يعز إلا من أعزه الله )( إغاثة اللهفان صـ 551)
3/ لا تنال العزة إلا
بطاعة الله.
وقد جعل الله العزة
قرين طاعته, والذل قرين معصيته. فللعبد من العزة بحسب مامعه من الإيمان وحقائقه
· قال تعالى:( مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ
يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)فاطر:10
*فإن المطيع لله عزيز ,وإن كان فقيراٌ ليس له أعوان, وكلما كانت هذه
الصفة فيه أكمل , كان أشد عزة وأكمل رفعة.
* دعاء القنوت (انَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت وَلا يَعِزُّ من عادَيت)
ومن أطاع الله فقد
والاه فيما أطاعه فيه, وله من العز بحسب طاعته, ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه,
وله من الذل بحسب معصيته)( الداء والدواء صـ 277)
·
وقال عمر بن الخطاب
لأبي عبيدة بن الجراح:
( إن كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام, فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا
الله به ,أذلنا الله)( رواه الحاكم بسند صحيح 1/ 61ـ 62)
والعاقل من الناس من
عرف مواطن العزة فتحراها
ومواطن الذل فتوقاها.
وفي هذه الأيام!
الناس يتعرفون إلى
ملوكهم وكبرائهم, ويتقربون إليهم لينالوا العزة والرفعة, فتعرف أنت إلى الله,
وتوددا إليه: تنل بذلك غاية العز والرفعة.( الاسماء الحسنى والصفات العلى صـ 198ـ199)
5/أسباب نيل العزة.
1/ العفو:
عن أبي هريرة قال
:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ
إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ)( رواه مسلم (2588)
س/ بماذا يكون العفو؟
العفو عن كل من أساء
إليك بقول ,أوفعل
والعفو ترك المؤاخذة
مع السماحة عن المسئ وهذا يكون ممن تحلى بالأخلاق الجميلة.
قال تعالى: ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) الشورى:40(تيسير الكريم الرحمن صـ
179)
س/ قد يقول قائل:
إذا عفيت إنسان قد
صدر منه ظلم علي, قد تقول لي نفسي: إن هذا ذل وخضوع وخذلان...فهل هذا صحيح؟
فهذا خداع النفس
الأمارة بالسوء ونهيها عن الخير, فإن الله تعالى يثيبك على عفوك هذا عزا ورفعة في
الدنيا والآخرة.)( شرح رياض الصالحين 2/ 284)
/من أسباب العزة
(التواضع)
التواضع لله تعالى
ولخلقه, والشعور بالضعف الشديد أمام قوة الله الذي لا يعجزه شئ
وهذا الشعور يثمر
التواضع ومعرفة قدر النفس, والبعد عن إيذاء الخلق وظلمهم والإعتداء عليهم, وينفي
العجب بالنفس وقوتها وغرورها ( الاسماء الحسنى والصفات العلى صـ 399)
/من أسباب العزة(التوكل على الله
وحده)
لأن الله سبحانه هو
الذي يجب التوكل عليه وحده,
قال تعالى:( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)سورة الشعراء :217( الاسماء الحسنى والصفات العلى صـ 399)
/ من أسباب العزة(الشعور بالعزة وعدم
الخوف من المخلوق)
الشعور بهذه العزة
تثمر التعالى على الباطل وأهله وعدم الإستكانه لهم مهما تسلطوا على العبد فغاية
مايقدرون عليه الأذى الظاهري
أما القلب فما دام
مملوءا بالإيمان والأعتزاز بالقوي العزيز فلن يصلوا إليه ولا يسيطروا عليه.( ولله الاسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 408ـ 409)
/ من أسباب العزة(عدم الركون إلى
الدنيا)
يثمر هذا الشعور عدم
الركون إلى هذه الدنيا الفانية وجعلها مصدر العزة والقوة
فكم سمعنا من كثير من
الناس الذين أغتر بعضهم بماله أو جاهه أو ولده أو سلطانه ومنصبه فكانت سببا لشقائه
قال تعالى:( الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) النساء:138ـ139(ولله الاسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 408ـ 409)
7/ من أسباب العزة(زيادة الإيمان)
كلما زاد الإنسان
إيمانه زاده لله عزة ,فبحسب قدر إيمانك يكون عزك في الدنيا والآخرة.
صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق