الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
·
(المنان)
1/ المعنى الاسم .
أ)المعنى
اللغوي:
قال ابن الأثير:
المنان: هو المنعم المعطى من المن في كلامهم بمعنى الإحسان إلى
من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء.
وفي الحديث " مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنُّ عَلَيْنَا فِي
صُحْبَتِهِ وَلا ذَاتِ يَدِهِ مِنَ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ "
أي: ما أحد أجود بماله وذات يده.( لسان العـرب 6/4278,4279)
ب) المعنى في حق الله.
فالله على عباده بإحسانه وإنعامه رزقه إياهم, وفلان يمن على فلان: إذا
كان يعطيه ويحسن إليه.( اشتقاق أسماء الله صـ 64)
2/ من دعي بهذا الاسم أستجيب
له.
جاء في السنن عن أنس أنه كان جالسا مع رسول الله عليه الصلاة
والسلام ورجل يصلي ثم دعا:
" اللّهُمّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِأَنّ لَكَ الْحَمْدُ لا إِلَهَ
إِلاّ أَنْتَ المنّانُ بَدِيعُ السّمَاواتِ وَاْلأَرْضِ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ
يَا حَيُّ يَا قَيّومُ"
فقال النبي:( لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعَظِيمِ الَّذِي إِذَا
دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى)( الترمذي (3475) وابو دواد (1493)
4) الآثار الإيمانية لهذا الاسم:
1/ التعلق به وحده والتوكل عليه.
وهذا يورث قوة الرجاء والطمع في كرمه ورحمته, وقطع الرجاء
من المخلوق.
2/ الحياء منه والتأدب.
وهذا يورث في القلب
العبد المؤمن حياء وانكسارا وخوفا ورجاء وبعدا عما يسخطه سبحانه.
3/ التخلق بالصفات الحميدة كالإحسان .
فإن الله كريم يحب من عباده الكرماء.
والكرم لا يتوقف على كرم المال فحسب. وإنما يدخل فيه الكرم
بالجاه والكرم بالعلم والكرم بالنفس والجود بها في سبيل الله.
4/ كثرة الدعاء لله
وطلب الحاجات منه مهما كان قدر هذه الحاجه وإحسان الظن
به تعالى
فإن تأخير إجابة
الدعاء وقضاء الحاجه لا يقدح في كرم الله سبحانه وجوده ,بل إن منعة سبحانه قضاء حاجه
عبده المؤمن هي في ذاته كرما منه سبحانه ورحمة.
5/المكرم من أكرمه الله
أكرمه الله بالإيمان والهدى ولوكان فقيرا مبتلى والمهان
من أهانه الله تعالى بالكفر والفسوق والعصيان ولوكان غنيا ووجيها ذا مال وبنين
قال تعالى(وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ)
الحج:18
هذا هو ميزان الإكرام والإهانة وليست هي موازين المال والبنين
والجاه والسلطان التي يوزن بها الناس اليوم.( ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ 594ـ595ـ596)
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله
وصحبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق