الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

(الرزاق) من أسماء الله الحسنى.
 

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

·     أسماء الله الحسنى (الرزاق)

ـ  معنى أسم الرزاق.

معنى اللغوي :يقال: رزق الخلق رَزقاً ورِزقاً ,

فالرزق اسم والرزق مصدر وقد يوضع الاسم موضع المصدر .( تهذيب اللغة 8/430)

الرّزاق: رازق للدلالة على الكثيرة.( شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة صـ102)

*المعنى في حق الله:

قال الخطابي:

(هو المتكفل بالرزق القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها)( شأن الدعاءصـ54)

قال ابن الاثير:

(وهو الذي أعطى الأرزاق وأعطى الخلائق رزقها وأوصلها إليهم)( النهاية 2/219)

 






2)أنواع رزق الله:

رزق الله لعباده على نوعين:

1)  رزق عام.

شمل البر والفاجر والأولين والآخرين وهو رزق الأبدان.

2) رزق خاص.

وهو رزق القلوب وتغذيتها بالعلم والإيمان والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين, وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ماتقتضيه حكمته ورحمته)( تفسير السعدي 5/302)

1) الرزق العام:

*كل دابة في الارض من آدمي أو حيوان بري أو بحري ,فالله قد تكفل بأرزاقهم وأقواتهم قال تعالى(وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا)هود:6

هذا مع ضعف كثير من الدواب وعجزها عن السعي في طلب الرزق.

*رزق الله الأجنة في بطون الامهات , والحيتان في قعار البحار, والسباع في مهامه القفار, والطيور في أعالي الأوكار ,ورزق كل حيوان وهداه لتحصيل معاشه, فأعطى كل شيء خلقه ثم هدى.

فسبحان من عم بجوده جميع المخلوقات.....)( تيسير الكريم الرحمن صـ 1143)
 
 

مسألة : بعض الناس يعتقد ان كثرة  الأولاد تضيق الارزاق؟!

لقد ضل ضلالا مبينا من أساء الظن بربه,

 فقال:لا تكثروا الأولاد تضيق عليكم الارزاق ...!

كذبوا ورب العرش, فإذا أكثروا من الأولاد أكثر الله رزقهم لأنه ما  من دآبة في الأرض إلا على الله رزقها.

فرزق أولادك على الله , هو الذي يفتح لك أبواب الرزق من أجل أن تنفق عليهم.( شرح رياض الصالحين 1/386)

* ومن رزقه أن كثيرامن المرضى يبقون مدة طويلة لا يتناولون طعاما ولا شرابا, والله تعالى يعينهم على تماسك أبدانهم فضلا منه وكرما,

 ولو بقي الصحيح بعض هذه المدة عن الطعام والشراب لهلك.( فتح الرحيم الملك العلام صـ44)

"عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا تكرهوا مرضاكم على الطعام,فإن الله يطعمهم ويسقيهم). (رواه الترمذي (2040)
2) الرزق الخاص:

وهو الرزق النافع المستمر نفعه في الدنيا والآخرة رزق القلوب بالعلم النافع والإيمان الصحيح, والعمل الصالح الدائب, وهذا أعظم رزق يمن الله به  العبد

(‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) الطلاق:2ـ3

فإذا رزق العبد هذا الرزق فقد تمت أموره, واستقامت أحواله الدينيه والبدنية.( المجموعة الكاملة 3/388)




3) الأثار الإيمانية لهذا الاسم.

1/ محبة الله عز وجل.

لأن الخالق لعباده والرازق لهم هو وحده المستحق للعبادة وحده لا شريك له.

قال تعالى:( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)إلى قوله(فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ) يونس:31

2/ إن اليقين بأنه سبحانه المتفرد برزق عباده .

وهو يثمر التوكل الصادق على الله, والتعلق به وحده مع فعل الأسباب الشرعية في طلب الرزق.

وهذا يثمر الطمأنينة في القلب وعدم الخوف على الرزق وإن لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها.( من كتاب ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ499,498,497)

3/ يثمر هذا اليقين ترك الأسباب المحرمه في طلب الرزق ,وعدم الخوف من المخلوق في قطع الرزق .

والاستعلاء على الباطل وأهله عندما يساومون المؤمن على رزقة في ترك الحق او فعل الباطل , يحسبون  لقمة العيش هي كل شيء في الحياه كما هي في حسهم فيحاربون بها المؤمنين .( من كتاب ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ499,498,497)



4/ المحبة العظيمة التي يثمرها هذا الأسم في قلوب أولياءالله وأصفيائه.

حيث منً عليهم بأعظم الرزق وأنفعه الا وهو رزق العلم النافع والعمل الصالح, والهداية إليه, والتقرب إليه والأنس بطاعته وسلوك الطريق الموصلة لمرضاته وجناته.( ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ503)

5/ إيمان العبد باسمه سبحانه(الرزاق)يبعد عن القلب الشح والبخل.

 لأن الشعور بأن مافي اليد من رزق فهو من الله وحده ومافي القلب من علم وهداية فهو من الله وحده, إن هذا الشعور يدفع بالمؤمن إلى التواضع والجود بما رزقه الله سبحان من علم أو مال او جاه في سبيل الله وإيصاله للمحتاجين إليه.

فسعة الرزق ابتلاء من الله لعبده لينظر ما يفعل به ويختبره (ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها صـ503).

6/ إن العبد لا بد له من رزق وهو محتاج إلى ذلك.

فإذا طلب الرزق من الله صار عبداً لله  فقيراً إليه, وإن طلبه من مخلوق صار عبداً لذلك المخلوق فقيرا أليه.( الأسماء الحسنى والصفات العلى صـ 55)

قال الخليل عليه السلام: قال تعالى( فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ) العنكبوت:17

7/ الأنفاق مما رزقه الله.

ينفق الله عليه ,ويزده من فضله ,فليس للعبد في تحصيل الرزق قدرة لولا تيسير الله ورزقه إياه.

حديث :((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ اللَّهُ أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ أُنْفِقْ عَلَيْكَ)( رواه البخاري (4684),ومسلم (993)

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق