السبت، 27 ديسمبر 2014


الحديث الثالث:(يتبع)

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين
·       مسائل في الحديث .(ثالثاً: الزكاة )
  معنى الزكاة:

مأخوذة من الزكاة :وهو النماء والطهارة والبركة

هي إعطاء نصيب معين من المال ـ ممن ملك النصاب وتوفرت فيه شروط الوجوب والأداء ـ للفقراء والمستحقين.( الوافي شرح الأربعين النووية صـ 21)

·       الدليل:

(وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ)( المؤمنون (4)

(وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُوم  * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)( المعارج (24)

س/ على من تجب الزكاة ؟

على كل مسلم ـ ملك النصاب من مال بشروطه .( قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ59)

س/ ما سبب تسميتها بالزكاة ؟

سميت بذلك لما يكون فيها من البركة في المال ,وطهارة النفس من أدران الشح والبخل.( قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ59)

·       الترغيب في أدائها:

رغب الله جل جلاله عباده الأغنياء في أداء زكاة أموالهم في مواضع كثيرة:

1ـ أداء الزكاة من أسباب نزول رحماته على العباد

 قال تعالى :( وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ)( التوبة (71)

2ـ أداء الزكاة يطهر النفس

 ويزكيها من دنس البخل والطمع والقسوة على الضعفاء

قال تعالى :( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا)( التوبة (103)

3ـ أسباب التمكين في الأرض.

قال تعالى :( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ)( الحج (41)

4ـ من أسباب دخول الجنة

عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال : " تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ ")(  رواه البخاري 2/109 ومسلم 1/146)


·       الترهيب من منع الزكاة :

1ـ بين الله مآل مانع زكاة الذهب والفضة يوم الخزي والندامة

 بأن هذه الأموال التي يبخل بها على عباد الله , سوف يحمي عليها في سقر , ثم يكوي بها جبينه وباقي جسده,

(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ *يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ * هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ) التوبة (34)

2ـ كما بين سبحانه بأن مانع الزكاة سوف يطوق يوم المعاد

(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ تَلَا ( لَا يَحْسِبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ )( آل عمران :180) الشجاع : الذكر من الحيات * الأقرع : الذي ذهب شعره من كثرة السم *زبيبتان : أي نكتتان سوداون فوق عينيه

(رواه البخاري كتاب الزكاة 203/110)



·       فوائد الزكاة :

هي عبادة ماليه فهي لها  فوائد منها :

تتحقق بها العدالة الاجتماعية.

يقضى بها على الفقر والعوز .

تسود المحبة والعطف والاحترام بين المسلمين .( الوافي شرح الأربعين النووية صـ 22)



رابعاً: الحج.

تعريف الحج:

هو قصد المسجد الحرام في أشهر الحج

·       الدليل على فرضيته:

قوله تعالى :( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)( سورة آل عمران :97)

س/ كم مرة يجب الحج ؟

يجب في العمر مرة واحدة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (... خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , إنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ . ... يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا , فَقَالَ رَجُلٌ : أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا ، فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ قُلْتُ : نَعَمْ ، لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ)( رواه مسلم 3/481)

 

·      الترغيب في الحج .

رغب صلى الله عليه وسلم ـ أمته في أداء فريضة الحج , وبين الأجر والثواب الذي أعده الله عز وجل لمن حج بيته الحرام إليك بعض ما ورد من

·       الأحاديث:

الحج من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه جل وعلا .

حديث :( وفي الصحيحين عن أبي هريرة أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - سُئِلَ: أيُّ العمل أفضل؟ فقال: ((إيمانٌ بالله ورسوله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((الجهادُ في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا قال: ((حجٌّ مبرور))( رواه البخاري ومسلم 1/12

س/ ما معنى الحج المبرور ؟


وأن يجتهد على نفسه , بحيث يكون للحج أثراً على طهارة نفسه , وأن يكون زاهدا في الدنيا , راغبا في الأخرة .( قواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ 65

حديث (مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)

قال ابن حجر :

الرفث: يراد الجماع  , ويطلق ويراد به الفحش , ويطلق ويراد به خطاب الرجل  المرأة فيما يتعلق بالجماع

 وقد نقل من معنى الحديث كل واحد من هذه الثلاثة عن جماعة من العلماء والله أعلم )( الترغيب والترهيب 2/163)

حديث " الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ)( رواه مالك والبخاري كتاب العمرة 2/198 ومسلم كتاب الحج3/496 

·       الحج جهاد الضعيف والنساء .

عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد؟ فقال: «لَا، لَكِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ»)( رواه البخاري كتاب الحج 2/141)




س/ ما سبب في تقديم الحج على الصيام ؟.

قال الشيخ صالح آل الشيخ:

أن الصوم من حيث الجنس دلالته يشمل في الصلاة , فالصلاة حق البدن المحض عبادة , والزكاة عبادة تعلقت بالمال محضا , والحج عبارة تركيب من المال والبدن فصارت قسم ثالث مستقل

وأما الصوم فهو من حيث هذا الاعتبار مكرر كالصلاة وعلى هذا بنى البخاري صحيحه فجعل كتاب الحج مقدم على كتاب الصوم لأجل الحج عبادة مركبة من مال وبدن فهي جنس من حيث هذا الاعتبار جديد , ام الصيام سبق مثله وهو اقام الصلاة )( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ.)

 




5) صوم رمضان.

تعريف الصوم :

هو الإمساك عن سائر المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس.

صوم رمضان فرض في السنة الثانية الهجرة

لقوله تعالى :( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ)( سورة البقرة :185)

أجمعت الأمة على أن الصيام أحد أركان الاسلام.

 
·       الترغيب في صوم رمضان:

  من صام رمضان مخلصا لله ـ مبتغيا ما أعده الله للصائمين غفر الله له ذنوبه .

حديث (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)(رواه البخاري 




س/ ماحكم من ترك بقية الأركان (الصيام , الزكاة , الحج) تهلوناً وكسلا وشهد ات لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله هل يطلق عليه مسمى الاسلام أم لا؟

اتفقوا العلماء :

لا يسلب عنه اسم الاسلام من ترك ثلاثة أركان تهاونا وكسلا وهي ( الزكاة ـ الصيام ـ الحج ) وهذا ما عليه الجمهور

حيث يرون أن بقية الاركان من تركها تهاوناً وكسلاً لا يكفر .( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ.
  

صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
 

الخميس، 25 ديسمبر 2014


 الحديث الثالث):أركان الإسلام)

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين.

الحديث:

 عنْ أبي عبدِ الرَّحمنِ عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ:( سَمِعْتُ رسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:{ بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقامِ الصَّلاَةِ، وإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ } (رواه البخاري 1/8 ومسلم 1/151)

·       منزلة الحديث.

هذا الحديث  له أهمية  عظيمة , لأنه تعرض لبيان أسس وقواعد الإسلام التي عليها بنى , وإذ فيه معرفة الدين وما يعتمد عليه ومجمع أركانه . وهذه الأركان منصوص عليها في القرآن الكريم.( الوافي شرح الأربعين النووية صـ20, وقواعد وفوائد على الأربعين النووية صـ53.)
 

 


·       مفردات الحديث.

"بنى "  من بنى يبني بناءً , أي أسس.

     "على خمس "  وفي رواية " على خمسة " أي خمس دعائم أو خمسة أركان.

     "شهادة " الإقرار والتصديق .

    "إقامة الصلاة "  المداومة عليها والقيام بها كاملة الشروط والأركان.( الوافي شرح الأربعين النووية صـ 21)


 


 

2) مسائل في هذا الحديث .

1ـ بناء الإسلام .

يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام الذي جاء به ـ والذي يخرج به الأنسان من دائرة الكفر ويستحق عليه دخول الجنة والمباعدة من النار ـ بالبناء المحكم , القائم على أسس وقواعد ثابته .(الوافي شرح الأربعين النووية صـ21)

ويدل أن البناء على هذه الخمس غير هذه الخمس مكملات للبناء

ومعلوم أنَّ البناء يحسنُ السكنى فيه, وفيه يكون العبد سعيدا إذا كان تام , وكل ما كان أتم كل ما كان للعبد فيه أسعد,

والاسلام إذا اتى العبد مبانيه الخمسة هذه فقد حقق الإسلام ,وكان له عهد عند الله ان يدخله الجنة  (الوافي شرح الأربعين النووية صـ21

2ـ شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ.)

س/ عرفي الإسلام على ضوء هذا الحديث ؟ وماهي أنواعه ؟

الإسلام :

الاسلام هنا المقصود به هو الدين قال تعالى :" إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ (سورة آل عمران :83)


·       الإسلام على نوعين :

1ـ إسلام عام

هو التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة كما ذكر عز وجل ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله زوجل :

قال تعالى عن إبراهيم :

(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ)( سورة البقرة :128)

2ـ إسلام خاص.

وهو الإسلام بالمعنى الخاص بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يختص بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان السابقة فصار من أتبعه مسلما ومن خالفه ليس بمسلم , فأتباع الرسل مسلمون في زمن رسلهم , فاليهود مسلمون في زمن موسى عليه السلام , والنصارى مسلمون في زمن عيسى عليه السلام , وأما حين بعث النبي محمد عليه الصلاة والسلام فكفروا به فليسوا بمسلمين

وهذا الدين الاسلامي  هو الدين المقبول عند الله .( شرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد العثيمين صـ20ـ21)

(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)( سورة آل عمران :19)


 




س/ ما معنى الإسلام؟

الاسلام هو:

الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة , والبراءة  من الشرك وأهله .

 

·       وهذا يتضمن لأمور ثلاثة:

·       أ) الاستسلام:

1/ الاستسلام الشرعي: وهذا يستسلم العبد لربه استسلاما شرعياً وذلك بتوحيد الله وأفراده بالعبادة.

وهذا الذي يحمد العبد ويثاب عليه.

2/ الاستسلام القدري: فلا ثواب فيه لأنه لا حيلة للإنسان فيه قال تعالى { وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَات وَالْأَرْض طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } ( سورة آل عمران :83)

ب) الانقياد له بالطاعة .

وذلك بفعل أوامره واجتناب نواهيه لأن الطاعة طاعة في الأمر يفعله , وطاعة في النهي بتركه .

ج) البراءة من الشرك .

أي يتبرأ منه , ويتخلى منه , وهذا يستلزم البراءة من أهله .( شرح ثلاثة الأصول للشيخ محمد العثيمين صـ68ـ69)

قال تعالى :( قَد كانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ فى إِبرٰهيمَ وَالَّذينَ مَعَهُ إِذ قالوا لِقَومِهِم إِنّا بُرَءٰؤُا۟ مِنكُم وَمِمّا تَعبُدونَ مِن دونِ اللَّهِ)( سورة الممتحنة:7)

 

س/ متى يكون العبد مسلما ؟

لا يكون العبد مسلما إلا بالقيام بأسس ودعائم وأركان الاسلام , التي بينها عليه الصلاة السلام في هذا الحديث .( قواعد وفوائد على الأربعين للشيخ : ناظم سلطان صـ 53ـ54)

س/ لماذا لم يذكر بقية أركان الإيمان؟

لأن الإيمان بأن محمد رسول الله مستلزم لجميع ما ذكر من معتقدات وعبادات.( قواعد وفوائد على الأربعين للشيخ : ناظم سلطان صـ 53ـ54)

 

س/ لماذا لم يذكر الجهاد التي فيها عز الإسلام ورفع رايتها وقمع الكفار والمنافقين؟

لأنها فرض كفاية ,ولا تتعين على الجميع إلا في بعض الحالات .( قواعد وفوائد على الأربعين للشيخ : ناظم سلطان صـ 53ـ54)
 

 

 

أركان الإسلام .

    اولا: الشهادة

     لقوله صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ)

س/ ما معنى الشهادة ؟

الشهادة : مأخوذة من شهد يشهد شهوداً, وشهادة إذا علم ذلك بقلبه ,واخبر به لسانه ,وأعلم به غيره فلا تكن شهادة حتى يجمع فيها هذه الثلاث.( شرح الاربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ)

س/ ما هو الدليل على شهادة أن لا إله إلا الله ؟

الدليل على الشهادة :

قوله تعالى :( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)( سورة آل عمران : 18)

س/ لماذا شهادة أن لا إله إلا الله من أعظم دعائم الإسلام ؟

لأن بها يعصم الدم والمال

حديث :( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا)( شرح مسلم كتاب الايمان 1/ 177)

وبها يتقبل الله ما شرع لنا من أعمال .

وبها دخول الجنة

والنجاة من النار

وبها تغفر الذنوب مهما عظمت.( قواعد وفوائد على الاربعين / ناظم سلطان صـ 54)

·      معنى شهادة أن لا إله إلا الله .

ـ معناها:

الأقبال  على الله بالعبادة الصادقة , والبراءة من عبادة كل ما سوى الله.( قواعد وفوائد على الاربعين / ناظم سلطان صـ 54)

·       لا إله إلا الله  معناها:

لا إله ـ نفى كل ما يعبد من دون الله.

إلا الله ـ إثبات العبادة لله وحده لا شريك له فهي : لا معبود بحق إلا الله.
 
 
 

س/ ماهي شروط لا إله إلاالله؟

(- وقالَ وَهْبَ بْنُ مُنَبِّهٍ لِمَنْ سَأَلَهُ: أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ مِفْتَاحُ اَلْجَنَّةِ؟ قَالَ: "بَلَى، وَلَكِنْ مَا مِنْ مِفْتَاحٍ إِلَّا وَلَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ، وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ")( رواه البخاري تعليقا في كتاب الجنائز 3/109)

*وأسنان هذا المفتاح هي شروط " لا إله إلا الله " الأتية :

الشرط الأول:

العلم المنافي للجهل

ـ قوله تعالى :( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) محمد:19

ـ حديث : " مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ " ( صحيح مسلم كتاب الإيمان 1/55)

 

الشرط الثاني:

اليقين المنافي للشك

·       معناها:

أن يكون قائلها مستيقناً بمدلول هذه الكلمة , يقينا جازماً, فإن الإيمان لا يفنى فيه إلا علم اليقين لا علم الظن

*قال تعالى :( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا)(

سورة الحجرات :15)

*حديث :" أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، لا يُلْقَى بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ "( صحيح مسلم 1/56 كتاب الإيمان)

الشرط الثالث:

القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه

وقد قص الله عز وجل علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء من قبلها, وانتقامه ممن ردها وأباها

كما قال تعالى :

(وَكَذَلِكَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءَاثَـارِهِم مُّقْتَدُونَ)( سورة الزخرف (23ـ35)

الشرط الرابع :

الانقياد لما دلت عليه , المنافي لترك ذلك.

ـ قال تعالى :( وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ)( سورة الزمر (54))

الشرط الخامس:

الصدق المنافي للكذب

وهو أن يقولها صدقاً من قلبه يواطئ قلبه لسانه.

قال تعالى (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)( سورة العنكبوت (1ـ 3)

·       حديث :( مامن أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار )( صحيح البخاري ـ كتاب العلم ـ 1/226)

قال ابن رجب :

أما من قال : لا إله إلا الله بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى (سورة القصص 50)

·       الشرط السادس

الإخلاص

وهو تصفيته العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك

ـ قال تعالى (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)( سورة الزمر (3)

ـ قال تعالى  (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)( سورة البينة (5)

حديث :( : أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ) صحيح البخاري كتاب الـعلم 1/193)

·       الشرط السابع

المحبة

المحبة لهذه الكلمة , ولما اقتضته ودلت عليه , ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها, وبغض ما ناقض ذلك .* قال تعالى:( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)( سورة البقرة 165)

·       وفي الحديث : (ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا, وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)( صحيح البخاري كتاب الإيمان 1/60 ومسلم كتاب الإيمان 1/66)

·       قال الشيخ حافظ الحكمي:

 (وعلامة حب العبد ربه: تقديم محابه وإن خالفت هواه، وبغض ما يبغض ربه وإن مال إليه هواه، وموالاة من والى الله ورسوله. ومعاداة من عاداه واتباع رسوله، واقتفاء أثره وقبول هداه) ( معارج القبول 1/383)

 

 


 

·      شهادة أن محمد رسول الله .

يعني : يعتقد ويخبر ويعلم بأن محمد رسول من عند الله حق وأنه نزل عليه الوحي

وهذا مقتضى شهادة أن محمد رسول الله فهو : طاعته فيما أمر , وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر والا يعبد الله إلا بما شرع .( شرح الأربعين النووية للشيخ صالح آل الشيخ)

 

 
 

ثانيا: الصلاة .

تعريف الصلاة :

لغة : الدعاء

شرعاً: التعبد لله بالأقوال والأفعال مفتتحه بالتكبير ومختتمة بالتسليم.

 

ـ أهمية الصلاة وفضلها :

الصلاة صلة بين العبد وربه تبارك وتعالى , يجب أداؤها على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)( رواه البخاري ـ كتاب الأذان 1/ 155)

أفلح من أداها بخشوع وخضوع .

قال تعالى :( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)( المؤمنون (1ـ2))

ومن حافظ على أدائها كانت له يوم القيامة نورا وبرهانا ونجاة وكان له عند ربه أن يدخله الجنة .

الصلاة تربي في المسلم الوازع الذي به يبتعد عما لا يرضي الله تبارك وتعالى :

" إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ" ( العنكبوت (45)


5ـ الصلاة المفروضة تمحق الذنوب والخطايا (قواعد وفوائد على الأربعين النووية / ناظم سلطان صـ 55)

 

س/ ما لمراد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم (وَإِقامِ الصَّلاَةِ

إقام الصلاة :

المراد المحافظة على الصلاة والقيام بها في أوقاتها , وأداؤها كاملة بشروطها وأركانها , ومراعاة آدابها وسننها ,حتى تؤتي ثمرتها في نفس المسلم فيترك الفحشاء والمنكر (الوافي شرح الأربعين النووية صـ 21)

س/ هل الصلاة تعتبر شعار المسلم ؟

نعم ـ الصلاة شعار المسلم وعنوان المؤمن ,قال عليه الصلاة والسلام :" إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ "( أخرجه مسلم وغيره.)

وقال : "الصلاة عماد الدين "(حديث حسن أخرجه أبو نعيم)

 
 


س/ ماحكم تارك الصلاة ؟

ـ أجمع علماء المسلمين على أن من ترك الصلاة جحودا وإنكاراً لها كفر وخرج من ملة الإسلام



 

وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين