الأربعاء، 29 أكتوبر 2014


·     مراتب القدر.

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين.

الدرجة الأولى .

                  ما يسبق المقدر وهي تضم مرتبتين وهما:

1- مرتبة العلم .

              الإيمان بأن الله عالم كل ما يكون جملة وتفصيلاً بعلم سابق : لقوله تعالى : { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۗ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) سورة الحج : ( 70 )           

2- مرتبة الكتابة .

          أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء .

لقوله تعالى : { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا } سورة الحديد : (22) 

حديث : (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) رواه مسلم / كتاب القدر.

* الكتابة بمعنى المقادير – حديث ( أن الله قدر ) أي : كتب الله .



·       أنواع المقادير .

1- أعظمها كتابة الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض في اللوح المحفوظ .

2- كتابة مقادير الخلق من حيث الشقاوة والسعادة .

أحاديث الميثاق : ( أن الله عز وجل استخرج ذرية آدم من صلبه فنشره أمامه كهيئة الذر فأخذوا عليه أن لا يشركوا به شيئاً سبحانه ، فقبض قبضة إلى الجنة ، وقبضة إلى النار ، وكتب أهل الجنة ، وكتب أهل النار ... ) أحاديث الميثاق في كتاب العقيدة  الطحاوية /ابي العز الدمشقي 1/708

ونحو ذلك مما جاء في السنة .

    هذا التقدير قبل أن يخلق جنس المكلفين .

3- التقدير العمري :

     وهو الذي يكون الإنسان في بطن أمه فإن النطفة صارت في الرحم وبلغت ( 42 ) ليلة ، أتاه ملك فأمره الله بكتب رزقه ، وأجله ، وشقي  أو سعيد . وجاء في حديث أبي مسعود المشهور .

4- التقدير السنوي .

      هي التي كتب الله فيها في ليلة القدر (انّا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ* انّا كُنّا مُنذرينَ * فيها يُفْرَقُ كُلُّ أمرٍ حكيمٍ) سورة الدخان آية ( 54 )           

* معنى التقدير السنوي :

           تكتب فيها المقادير تلك السنة، من السنة إلى السنة .

أي : أن الله يوحي إلى ملائكته أن يكتبوا أشياء مما في اللوح المحفوظ فتكون في أيديهم مما يحصل للناس .

5- التقدير اليومي .

      لقوله تعالى : (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)  سورة الرحمن آية (26)  .

مسألة :

    إذا تبين هذه المراتب فإنه جاء في السنة أن الله يزيد في العمر ، وينسأ في الأثر ، يبسط في الرزق.

حديث : (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) . فالرزق صار يتغير ، والعمر صار يتغير !!!!

وقال في حديث أخر : (وإنَّ العبد ليُحرَم الرِّزقَ بالذنب يصيبه) ففي حرمان لبعض الرزق .

وهذا معنى قوله تعالى : { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } سورة الرعد :(39)         

أي من المراتب الذي يتغير ويتبدل ؟!

   الذي يتغير ويتبدل وتؤثر فيه الأعمال الصالحة والدعاء هذا يكون في التقدير السنوي . وكذلك التقدير اليومي .

لذلك قوله تعالى : { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ } .

أي : التي في أيدي الملائكة من الصحف .

* وبهذا نفهم قول عمر رضي الله عنه :-

( اللهم إني كنت كتبت أني شقياً فاكتبني سعيداً ) شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ . 

قال ابن عباس : (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ) في صحف الملائكة (وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)

 أي : اللوح المحفوظ ما في اللوح المحفوظ لا يقبل التغيير ، وصحف الملائكة هي التي تقبل التغيير .( شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح آل الشيخ 

  للفائدة : ذكر ابن القيم ( الشفاء العليل )التقديرات بالتفصيل الرجوع للاستفاء)


 


س/ ما هو أول المخلوقات العرش أم القلم ؟

خلاف بين العلماء 0

القول الأول :- القلــــــــــم

للحديث : (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ فَقَالَ لَهُ : اكْتُبْ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، وَمَا أَكْتُبُ ؟ قَالَ : اكْتُبِ الْقَدَرَ ، فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ فِي ذَلِكَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) حديث صحيح – سلسة الأحاديث الصحيحة 133 0 صحيح الجامع / 405 للألباني 0 

فالمراد :- أن الله خلق القلم ثم أمره بكتابة المقادير أول ما خلقه  0

القول الثاني :- العـــــــــــرش

لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص : (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء) . حديث مسلم

والحديث) إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمُ)

إن كلمه ( أول ) تأتي بمعني حين ( انه حين  ماخلق الله القلم 000)

فالحديث ليس من جهة أوليته للمخلوقات وانما  جهة التقدير والكتابة 0

* إن كلمه (أول ) هي بالفتح بعضهم يرويها ( بالضم ( أول )

وشيخ الإسلام لا يختار هذا النوع وإنما يختار التي تقرا بالفتح ( اول ) معناها (حين ) وهذا هو الصحيح 0

     الراجــــــح / أن أول المخلوقات هو العرش .( شرح العقيدة الطحاوية الشيخ صالح ال الشيخ)

 

فائدة :-

 جاء في قصة الإسراء أن النبي عليه السلام كما رواه البخاري قال ( ثم إني رفعت في مستوى سمع فيه صرير الأقلام ) 0

هذه الأقلام غير القلم الذي كتب به القدر  - إن ذلك القلم في نور، كتب فيه القدر في اللوح المحفوظ 0

أما هذه الأقلام هي التي بأيدي الملائكة تكتب بها وحي الله ما أسر الله به  ) شرح العقيدة الطحاوية الشيخ صالح ال الشيخ

 

 

*الدرجة الثانية.

ما يكون حال وقوع المقدر وهي تضم مرتبتين وهما :

(3)- مرتبه المشيئة :-

            إنه لا يكون شيء في السموات والأرض إلا بإرادة الله ومشيئة / ماشاء الله كان وما لم يشاء  لم يكن

قال تعالي (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) سورة الأنعام ( 125 )         

(‏‏وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) سورة التكوير (29)

          
                         
 

      أقســــــــــــــــــــــــام الإرادة :-

( 1 ) إرادة  كـــــــــــونية                                ( 2 )إرادة شــــــــــرعية 

 1 – الإرادة الكونية بمعني المشيئة .  

    مثال : قول نوح عليه السلام لقومه : (وَلا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.) سورة هود 34                   

فالإرادة ,تتعلق فيما وقع – سواء أحبه أم كرهه 0

2 – الإرادة الشرعية – بمعني المحبه 0

مثـــــال : / قال تعالي : (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ) سورة النساء إيه ( 27 ) 

فالإرادة الشرعية – تتعلق بحبه الله سواء وقع أو لم يقع(شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد العثيمين رحمه الله ص 554)

س / المعاصي داخلة في أي أنواع الأ رادة؟

في الأرادة الكونية لإنها واقعة  بمشيئة الله.  (شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد العثيمين رحمه الله ص554 0 
 
 

 ( 4 ) مرتبه الخلق .

         إن كل شيء في السموات و الأرض مخلوق لله تعالى لا خالق غيره ولا رب سواه 0

               لقوله تعالى : (: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) سورة الزمر ( 62 ) (شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلي سواء الرشاد الشيخ صالح إل الشيخ )  

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق