* الإيمان بأسماء الله وصفاته.
كيفية إيمان أهل السنة والجماعة بأسماء الله وصفاته:
فأهل السنة
والجماعة يؤمنون بأسماء الله وصفاته بما وصف الله به نفسه وبما وصفه رسوله عليه
الصلاة السلام من غير تحريف , ولا تعطيل , ولا تكييف
, ولا تمثيل.
( 1 ) التحريف :-
هو صرف اللفظ عن ظاهره وهذا الصرف لم
يدل عليه دليل صحيح .
* والتحريف أما يكون 0
(1) لفظي 0 أي تغير الشكل ’ ويقع من جاهل 0 فلا تجد أحد يقول مثلا
:
(الحمد الله
رب العالمين ) بفتح الدال إلا أن يكون جاهل
0
(2) معنوي : وهو الذي وقع فيه كثير من الناس 0
يعني : تغير
اللفظ أو المعنى , والتغير المعنى يسميه القائلون به تأويلا ويسمون أنفسهم بأهل التأويل
.
*التعبير بلفظ التحريف أولى من لفظ التأويل لعدة وجوه
:-
(1) إن لفظ التحريف جاء به القرآن قال تعالى : (يُحَرِّفُونَ
الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) (سورة النساء )
(2) أنه أدل على الحال , أقرب إلى العدل 0
(3) استعمال فيه أبلغ تنفيرا من التأويل ، لآن التحريف لا يقبله
أحد لكن التأويل تقلبه النفس.
(4) أن التأويل ليس مذموما
كله فله معان عدة : -
1ـ حديث : (اللَّهمَّ فَقِّهْهُ في الدِّينِ وعلِّمْه التَّأويلَ)
(رواه البخاري
/ كتاب الوضوء ، ورواه مسلم / كتاب فضائل الصحابة )
2ـ يكون بمعني التفسير 0 (هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ
قَبْلُ) (يوسف :
100)
3ـ يكون بمعنى العاقبة و المآل.
(أ) إن ورد في الطلب (قول عائشة : كَانَ
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِر أَنْ يَقُول فِي رُكُوعه وَسُجُوده
: [ سُبْحَانك اللَّهُمَّ رَبّنَا وَبِحَمْدِك , اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي ] . يَتَأَوَّل
الْقُرْآن) (رواه البخاري
/ كتاب التفسير ورواه مسلم / كتاب الصلاة)
(ب) ورد في الخبر قال تعالى : (هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ
يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا
بِالْحَقِّ ) الأعراف :53
*مثـــــال للتحريف :-
قــــــال تعالى : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ
اسْتَوَى )[طه:5]
معني : استوى : هي صفة الإستواء لله سبحانه ومعناها : العلو و الإستقرار
على وجه يليق بالله تعالى 0
أما أهل البدع فقد
حرفوا معنى استوى وصرفوه عن ظاهره وقالوا معناه استولى.من كتاب العقيدة الواسطية شرح الشيخ محمد العثيمين صــــــ70 – 71 – 72 )
( 2 ) التعطيل : -
هم الذين ينكرون و يعطلون من أسماء الله وصفاته 0 سواء كليا أو جزئيا 0
س / ما الفرق بين
التعطيل و التحريف ؟
التحريف
في الدليل ’ والتعطيل في المدلول 0
مثال : قال تعالى : { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } المائدة : 64
التحريف :- قالوا المراد باليدين هو قوتاه هذا محرف للدليل . لأنه صرف
اللفظ عن ظاهره.
التعطيل : لا أثبت اليد الحقيقة فهو عطل معناه الذي يراد به وهو إثبات
اليد لله عز وجل . (من كتاب
العقيدة الواسطية شرح الشيخ محمد العثيمين صــــــ70 – 71 – 72 )
( 3 ) التكييف :-
ذكر الصفة غير مقيدة بمماثل .
مثال : أن يتخيل ليد الله كيفية معينة لا مثيل لها في أيدي المخلوقين
.
تكييف – لم ترد في الكتاب والسنة ، لكن ورد ما يدل على النهي عنها
.
* سئل الإمام
مالك رحمه الله عن قوله تعالى : ( الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ) طه/ 5كيف استوى ؟!
فأطرق مالك
برأسه حتى علاه العرق ، ثم رفع رأسه وقال :
( الاستواء
غير مجهول ) أي من حيث المعنى معلوم – وهو العلو .
( الكيف
غير معقول ) لأن العقل لا يدرك الكيف .
( الإيمان
واجب ) لأن الله أخبر به عن نفسه ، فوجب تصديقه .
( السؤال
عنه بدعه ) السؤال عن الكيفية بدعة .
( ما رآك
إلا مبتدعاً ) ثم أمر به فأخرج . لأن السلف يكرهون أهل البدع وكلامهم واعتراضاتهم .( شرح كتاب العقيدة الواسطية للشيخ محمد بن صالح العثيمين صـــــ80)
( 4 ) التمثيل :-
ذكر كيفية الصفة مقيدة بمماثل .
مثال : أن يقول قائل : يد الله كيد الإنسان .
الأدلة على نفي المماثلة :
(لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) الشورى:11] { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} سورة الإخلاص أية (4)
قال نعيم بن حماد شيخ البخاري رحمه الله :-
( من شبه الله بخلقه فقد كفر ) رواه اللالكائي في شرح السنة ( 936 ) ، والذهبي في العلو
صــ116ـــ .
س/ أيهما أولى التعبير بالتشبيه أو التعبير بالتمثيل ؟!
- التعبير
بالتمثيل أولى ,لأن القرآن عبر به (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) الشورى:11]
وكل ما عبر به القرآن فهو أولى .( شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين صــ89)
وكل ما عبر به القرآن فهو أولى .( شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين صــ89)
س/ ما الفرق بين التكييف والتمثيل ؟!
- أن التمثيل
ذكر الصفة بمماثل – فقول يد فلان مثل يد فلان .
- أما التكييف
ذكر الصفة غير مقيدة بمماثل – مثل أن نقول : كيفية يد فلان كذا أو كذا.( شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد العثيمين صــ91)
س/ هناك أحاديث تشتبه علينا هل هي تمثيل أو غير تمثيل ؟!
1- حديث : ( إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ، لا تضامون
في رؤيته ) (رواه البخاري / كتاب مواقيت الصلاة ، ومسلم / كتاب المساجد)
.
* الجواب على هذا : ليس تشبيهاً للمرئي بالمرئي ، ولكنه تشبيه للرؤية بالرؤية
( سترون ...... كما ترون ) .
وتقدير الكلام : كرؤيتكم القمر ليلة البدر أي : أنكم ترونه رؤية واضحة كما
ترون القمر ليلة البدر ولهذا أعقبه بقوله : ( لا تضامون في رؤيته ).
2- حديث : ( إن الله خلق آدم على صورته ) .( رواه البخاري / كتاب الاستئذان ، ومسلم / كتاب البر)
* الجواب على هذا :
قال تعالى :(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) الشورى:11]
والرسول عليه السلام لا ينطق بالكذب والذي قال ( خلق آدم على صورته ) .
والرسول عليه السلام لا ينطق بالكذب والذي قال ( خلق آدم على صورته ) .
جاء في حديث
آخر : ( إن أول
زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ) فهل تعتقد أن هؤلاء يدخلون الجنة على صورة القمر
من كل وجه ، دخلوا وهم أحجار لا أنوف ولا أعين ولا أفواه , أم إنهم دخلوا على صورة
البشر لكن في الوضاءة والحسن والجمال واستدارة الوجه وما أشبه ذلك على صورة القمر
.
نقول بالثاني .فقوله تعالى { خلق آدم على صورته }
يعني : صورة من الصور التي خلقها وصورها . فآدم
على صورة الله – يعني : أن الله هو الذي صوره على هذه الصورة التي تعد أحسن صورة في
المخلوقات وإضافتها إلى الله من باب التشريف، كأن الله اعتنى بهذه الصورة .( شرح كتاب العقيدة الواسطية الشيخ محمد العثيمين صـــ87-
88)
صل الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق