الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014


دروس في العقيدة

الدرس الرابع(القضاء والقدر)

·     عقيدة أهل السنة والجماعة في القضاء والقدر .

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

·     تعريف القضاء والقدر .

القدر.

     لغة :- بمعنى التقدير – كما قال تعالى : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) سورة القمر (   49 ) 

    التقدير  : هو ما قدره الله تعالى في الأزل مايكون في خلقه.

القضاء.

      لغة – الحكم .

    والقضاء : هو ما قضى به الله سبحانه وتعالى في خلقه من إيجاد أو إعدام أو تغيير  .( شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد / الشيخ صالح آل الشيخ ). 



 

* الفرق بين القضاء والقدر .

     اختلف العلماء هل فيه فرق بين القضاء والقدر على قولين :-

القول الأول : لا فرق بين القضاء والقدر

القول الثاني : بينهما فرق .

وهو أن القدر ما يسبق وقوع المقدر فإذا وقع سمي قضاء.( شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد / الشيخ صالح آل الشيخ) .  

* الصحيح :  بينهما فرق وذلك لأمور :

1- القدر أعم والقضاء أخص .

2- القدر سابق والقضاء لاحق .

3- القدر فيه عدة صفات لله ( العلم – الكتابة ، المشيئة ، الخلق ) أما القضاء يدل على ( خلقه ومشيئة ).( شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ ). 





·       القدر عند أهل السنة .

       أنه علم الله السابق بالأشياء قبل وقوعها وكتابته بذلك في اللوح المحفوظ قبل خلقها وإيجادها ومشيئته النافذة وخلقه جل وعلا لكل شيء.( شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ)

 

* الإيمان بالقدر .

     الإيمان بالقدر واجب وهو أحد أركان الإيمان الستة .

لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ) (رواه مسلم / كتاب الإيمان )

س/ كيف تجمع بين ما جاء في دعاء القنوت ( وقنا شر ما قضيت ) وبين دعاء ( والخير كله بيدك والشر ليس إليك )؟

يقول الشيخ محمد العثيمين رحمه الله .

     الله عز وجل يقضي بالخير ويقضي بالشر أما قضاؤه بالخير فهو خير محض في القضاء والمقضى .

مثلاً:

    أن الله يقضي للناس بالرزق الواسع والأمن والطمأنينة والهداية والنصر ............الخ . فهذا خير في القضاء والمقضى .

* أما قضاؤه بالشر فهو خير في القضاء وشر في المقضى .

مثلاً :

      القحط ، امتناع المطر فهذا شر ولكن قضاء الله به خيراً قال تعالى : { ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون } سورة الروم : ( 41 ) 

    فلهذا القضاء غاية حميدة وهي الرجوع إلى الله تعالى من معصيته إلى طاعته فصار المقضي شراً والقضاء خيراً. ( فالخير والشر بالنسبة للعبد ، أما الله فلا ينسب إليه الشر ) (شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد صالح العثيمين صــــ452)




* للإيمان بالقدر فوائد .

1- أنه من تمام الإيمان .

2- من تمام الإيمان بالربوبية ، لأن قدر الله من أفعاله .

3- رد الإنسان أموره إلى ربه لأنه علم أن كل شيء بقضائه وقدره .

4- هون المصائب على العبد ، لأن الإنسان إذا علم أنها من عند الله ، هانت عليه المصيبة ، كما قال تعالى : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) سورة التغابن : (11) 

* قال علقمه رحمه الله :

        ( هو الرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله ، فيرضى ويسلم ) .

5- يعرف الإنسان به حكمة الله عز وجل ، لأنه إذا نظر في هذا الكون وما يحدث فيه من تغييرات ، عرف بهذا حكمة الله عز وجل ، بخلاف من نسي القضاء والقدر فإنه لا يستفيد هذه الفائدة . (شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد العثيمين رحمه الله صــ541 – 542)


 

·       مسألة الخوض في القدر بلا علم .

القدر يجب أن يبحث من جهة النصوص فقط .

حديث : ( إذا ذكر القدر فامسكوا )

يعني : إذا خضتم في القدر فامسكوا ما لم يدل عليه كلام الله ولا كلام نبيه عليه السلام .

إذا تكلمنا في القدر أو خاض المرء فيه بعقله أو فهمه ضل ، فيجب ألا يتعدى ما دلت عليه النصوص ، لأن تجاوز ما دلت عليه النصوص بسببه ضل الناس( شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله )

 


* أسباب الضلال في القدر :-

1- الخوض في الأفعال :

       لما أغنى ؟ ولما أفقر ؟ ولما شرع ؟ ولما أعطى ؟ لما جعل هذا ؟ لما جعل مصير هذا كذا ؟ ولما جعل الجنة كذا ؟ ولما جعل الأرض كذا ؟ كل هذا إذا خاض فيه العبد فإنه باب ضلال لأن القدر سرّ الله .

كما قال على رضي الله عنه :

                      القدر سرُّ الله فلا تكشفه .

2- قياس أفعال الله على أفعال المخلوقين :-

الأصل :

     أن الله لا يشبه بمخلوقاته لا في صفاته ولا في أفعاله .

(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)(سورة الشورى 64 ).

 

3- العلماء الذين تكلموا في مسائل القدر من علماء السلف من المتقدمين أو المتأخرين .

     يجب أن ننظر إلى كلام العالم على أنه قابل للأخذ والرد ، إذا دخل في أمر عقلي لا دليل عليه من كلام الله ولا كلام رسوله فلا يقبل لأن هناك طائفة من الناس أخذوا كلام من وثقوا به من العلماء في مسائل القدر على أنه مسلم لأنه منتسب إلى السنة .

    لكن خاض باجتهاده في بعض المسائل من جهة العقل ، فيكون مخطئ فيتبعه وينسبه إلى السنة.

4- الجهل في حكمة الله والخوض في ذلك .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق