دروس في العقيدة.
الدرس الخامس (الإيمان)
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أجمعين
·
عقيدة أهل السنة و الجماعة في الإيمان
هو :-
الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان , وعقد بالجنان , يزيد
بالطاعة وينقص بالعصيان 0
تعريف الأيمان : -
لغة :-الإقرار بالشيء عن تصديق
به
اصطلاحا : قول باللسان وعمل الأركان وعقد بالجنان (شرح لمعه الاعتقاد الهادى
الي سبيل الرشاد للشيخ محمد العثيمين ص 98)
• لأدلـــــــــــة : -
( 1 ) قال تعالي : (وَمَا أُمِرُوا
إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ
وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ. ) (سورة البينة : (5)
فالإخلاص القلب وإقامة الصلاة إتيان الزكاة كلها من الأيمان
00
( 2 ) قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : (الإيمان بضع وسبعون شُعْبَةً، أَعْلَاهَا:
قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ،
وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمان)( مسلم / كتاب الإيمان (35 ) ( 58 ) أو البخاري / كتاب الإيمان ( 9
)
•الأيمان بالمعني اللغوي وبالمعني الشرعي :
بالمعني اللغوي :
جاء في القران يعد باللام (وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا) سورة يوسف ( 17 )
أي وما أنت بمصدق
لنا .
بالمعنى الشرعي :
جاء في القران
يعد بالباء (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) (شرح لمعة الاعتقاد صالح إل الشيخ )
·
التفاضل في الإيمان .
دل الكتاب والسنة أن الإيمان يتفاضل - فالله
فضل بعض الرسل على بعض :-
والتفاضل يكون
(1) بإيمان القــــــــــــلب
(2) و بإيمان الجوارح في فعلها
(1) فالتفاضل بإيمان
القلب : -
مثل ما خصه
الله لأبو بكر الصديق رضي الله عنه خصه بأنه( صدق) من بين سائر الصحابة :
* قال تعالى : (وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ
بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) سورة الإسراء أية
( 80 )
* وقال تعالى : (الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى *
وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى* إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى
* وَلَسَوْفَ يَرْضَى) سورة الليل أيه (19 )
خص بذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه 0
• حديث (لَوْ
وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ النَّاسِ لَرَجَحَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ) (إسحاق بن راهويه والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن عمر )( شرح العقيدة الطحاويه للشيخ صالح إل الشيخ )0
• قال ا لتابعي
شعبه
( ما سبقهم أبو
بكر بكثرة صلاة و لا صيام وإنما بشيء وقوه في قلبه ) 0
أي إن أبو بكر معه أصل الإيمان ما لم يكن عند غيره.
• أعمال القلوب
مختلفة – مثل / المحبة – الإنابة – الخشية
– التوكل – الأنس بكتاب الله ومناجاته 0000 كل هذه الأمور تزيد بإيمان القلب
0
وكل واحد منا يسال نفسه كيف حاله مع هذه الأمور ؟ ومجاهدته
النفس منها إذا قوي الإيمان قوي محبته لله
وإذا قوي محبته لله قويت الإنابة إليه 000 لذلك أعظم المؤمنين إيمانا أكثرهم خضوعا وذلا لله , وعدم الترفع على الخلق لأن هذا
في القلب (شرح العقيدة الطحاويه للشيخ صالح إل الشيخ )
(2) بإيمان الجوارح
:
هي الأعمال
الظاهرة امتثال الأوامر واجتناب النواهي هذه الأعمال تؤثر على الإيمان . إذا زادت زاد
الإيمان وإذا نقصت نقص الإيمان .
قال تعالى : (لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ)
سورة الفتح ( 4)
* س/ هل التفاضل يكون بالخشية والتقى ........و.......
هل هذه كل أوجه التفاضل ؟
هذا ليس كل أوجه التفاضل :
1- هناك تفاضل
يكون منّه من الله وتكرماً .
فضّل أحد على أحد ، فالله يعفو لمن يشاء ويعذب من يشاء
.
2- يكون التفاضل
بأمور زمنية بصحبة النبي عليه الصلاة السلام
حديث : (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا
ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه) وأخرجه البخاري ومسلم هذا فضل خاص زماني .
3- التفاضل بأعمال
القلوب غير الأعمال الظاهرة ، قد تكون الأعمال الظاهرة قليلة لكن الأعمال القلوب عظيمة
.
* لهذا لما سئلوا لماذا الصحابة فضلوا مع أن عبادة من بعدهم
أكثر من عبادتهم ؟!
فقال الحسن : ( كانوا يتعبدون ( أي الصحابة ) والآخرة في
قلوبهم ، وهؤلاء يتعبدون والدنيا في قلوبهم ) .
فصار الابتلاء بحسن العمل لا بكثرته وحسن العمل فيه الإخلاص
والمتابعة.( شرح العقيدة الطحاوية صالح
آل الشيخ)
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين