الاثنين، 27 أبريل 2015


الحديث الثاني والأربعون: (سعة مغفرة الله تعالى)

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

الحديث.

عنْ أَنَسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقولُ: {قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ , إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ , لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آدَمَ , إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأََتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً}.رواهُ التِّرْمِذيُّ , وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ صحيح. 

·       أهمية الحديث .

الحديث عظيم الشأن دل على عظم التوحيد وعظم الاجر الذي أعده الله للموحدين كما دل على سعة مغفرة الله لعباده ,كما فيه ترغيب عظيم الاستغفار والتوبة .(قواعد وفوائد على الاربعين النووية صـ357)

 

 



·       مفردات الحديث.

             "مادعوتني" : مادمت تسألني مغفرة ذنوبك وتعبدني بالطاعات.

            "حقيقة الدعاء" :استدعاء العبد ربه واستمداده منه المعونة

            "ما" زمانية ظرفية أي مدة دوام دعائك .

            "رجوتني " خفت من عقوبتي ورجوتني مغفرتي .

            "غفرت لك" سترت عيوبك ومحوت ذنوبك .

             " لا أبالي " أي لا تعظم كثرتها علي .

              "بلغت " وصلت من كثرة كميتها .

             "عنان "هو السحاب

            "استغفرتني" طلبت المغفرة .

            "بقراب الارض" ملؤها أو ما يقارب بأملاها.

            "خطايا " ذنوبا كبيرة وصغيرة.

            "لقيتني " لقيتني يوم القيامة.

           "مغفرة " هي إزالة العقاب وإيصال الثواب .(الوافي شرح الاربعين النووية صـ372/373)
 


 
·      المسائل في هذا الحديث .

1/ابن ادم

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقولُ: {قَالَ اللهُ تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ)

س/ ما لمقصود بابن آدم ؟

المسلم الذي اتبع برسالة الرسول وما أرسل إليه .

 

2/أسباب المغفرة .

في الحديث بيان أسباب مغفرة الله لعباده وهي كالاتي:

أ‌)      الدعاء.

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي)

س/ ما لمراد بقوله (إنك مادعوتني ...)؟

أي ما دمت تدعوني وترجوني يعني مدة دعائك ورجائك ...غفرت لك ولا ابالي .

س/ هل ورد كلمة الدعاء في القران ؟

نعم ورد الدعاء في القران لعدة معان منها :

1/ السؤال

قوله تعالى (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )غافر :60

2/ عبادة وقربة.

  بين رسول الله ان الله يغضب على من لا يساله ,حديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "مَنْ لَمْ يَسْأَلْ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ". رواه الترمذي 3295 وأحمد 9324 .


 

ب)الرجاء والخوف.

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { وَرَجَوْتَنِي )

·       يقول الحافظ في الفتح :

إن من وقع منه تقصير ,فليحسن ظنه بالله ,ويرجو أن يمحو عنه ذنوبه ,وكذا من وقع منه طاعة يرجو قبولها .

*حديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :" إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً وَأَرْسَلَ فِى خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً ".[أخرجه البخاري 8/123(6469)]

       فينبغي للمسلم أن يكون بين جناحي الرجاء والخوف ,كما قال تعالى (وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا) (الإسراء:5
 




        جـ) الاستغفار وان عظمت الذنوب .

         قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ)

         س/ مامعنى الاستغفار ؟

        هو طلب المغفرة من الله ,وستر الذنوب والتجاوز عنها ووقاية شرها . (قواعد وفوائد الاربعين النووية صـ364)

·       فضل الاستغفار من الذنوب .

1/ اثنى ربنا وتبارك على المستغفرين.

قال تعالى :{ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ } ال عمران :17

2/ أن الله لا يعذب المستغفرين .

قال تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )الانفال(33)

     3/ من أسباب نزول المطر.

     4/ وزيادة القوة وكثرة البنين .

      5/ ونزول الخيرات والأرزاق .

قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا.)نوح:10ـ12)



د) التوحيد.

قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { يَا ابْنَ آدَمَ , إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأََتَيْتُكَ)

فالتوحيد ن أعظم أسباب مغفرة الله لعبده

·       الترهيب من الشرك .

1/ الشرك من أعظم الظلم ({إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}(لقمان :13)

2/ حرم الله عز وجل الجنة على من أشرك بعبادته أحد .

قال تعالى (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍا) المائدة: (72)

       3/ لا يغفر الله لمن يشرك به.

قوله تعالى {‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء)النساء :116

      4/ الشرك سبب في بطلان العمل .

لقال تعالى (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) الزمر:  (65)


وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق