الحديث التاسع والثلاثون:(التجاوز عن الخطأ والنسيان)
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين.
الحديث.
عَنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما, أَنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: {إنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي: الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ،
وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ}.حديثٌ حسَنٌ رواه ابنُ ماجَه والبيهقيُّ وغيرُهما.
·
أهمية الحديث .
قال النووي :
هذا اشتمل على فوائد وأمور مهمة لو جمعت بلغت مصنفا لا يحتمله هذا
الكتاب (شرح الاربعين
النووية صـ59)
قال الشيخ صالح ال الشيخ
هذا الحديث مشتمل على رحمة الله لعباده.(شرح الاربعين النووية الشيخ صالح ال الشيخ)
·
مفردات الحديث
تجاوز :عفا بمعنى :رفع أو ترك .
لي : لأجلي وتعظيم امري.
امتي :أمة الاجابة .
الخطأ: ضد العمد لا ضد الصواب
النسيان: ضد الذكر بمعنى التذكر ,كأن ذاكر الشي فينساه عند الفعل .(الوافي شرح الاربعين النووية صأ344)
*المسائل في هذا الحديث .
1) الخطأ.
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
َ: {إنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي: الْخَطَأَ)
س/ ما معنى الخطأ؟
الخطأ ـ ضد العمد
فالمخطئ هو أن يقصد بفعله شيئا فيصادف غير ما قصد.
س/ ما لأدلة على أن الله رفع الاثم والحرج على المخطئ؟
الادلة :
قوله تعالى (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ
قُلُوبُكُمْ)(الاحزاب :5)
وقوله تعالى (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا )(البقرة :286)
حديث :(إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ،
وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ)(البخاري كتاب الاعتصام 8/157 وشرح مسلم كتاب الاقضية 4/310)
مسالة /
مالحكم اذا نسي أو أخطا في الحكم التكليفي ؟
اذا نسي أو أخطا في الحكم التكليفي فلا اثم عليه.
س/ مالحكم اذا نسي أو أخطا
في الحكم الوضعي؟
فإنه يؤاخذ عليه يعني ما يتعلق
بالضمانات
فإذا أخطا وقتل مؤمنا فانه يؤاخذ عليه
,عليه فدية أما الأثم فلا عليه.
·
كذلك إذا أخطا وأعتدى على أحد في جسمه
أو ماله فإنه في حق الله فلا أثم عليه أم في حق العباد في الحكم الوضعي فإنهم
مؤاخذون به .( شرح
الاربعين النووية الشيخ صالح ال الشيخ)
2) الناسي .
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : {وَالنِّسْيَانَ)
س/ ما معنى النسيان ؟
النسيان ضد الذكر والحفظ .
وهو ان يكون ذاكر الشئ فينساه عند
الفعل والنسيان رفع الله عنه الاثم والحرج والمؤاخذة.
مسالة /
س/ هل رفع الاثم والحرج
عن الناسي ينافي على الحكم على النسيان؟
رفع الاثم والحرج عن الناسي لا ينافي ان
يترتب على النسيان حكم .
فمثلاً:
من صلى دون وضوء فلابد من الاعادة
ـ من ترك صلاة مكتوبه نسيانا حتى خرج
وقتها فيجب عليه ان يصليها اذا ذكرها
حديث :( مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا
ذَكَرَهَا لَا كَفَّارَةَ لَهَا إِلَّا ذَلِكَ ( وَأَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي )رواه البخاري كتاب المواقيت الصلاة
1/147 ,وانظر شرح مسلم للنووي 2/326)
س/ ما لفرق بين الخطأ
والنسيان؟
الخطأ غير النسيان
الخطأ : ارادة الشي وحصول غيره من غير قصد.
والنسيان : الذهول عن الشي .(شرح الاربعين النووية صالح ال الشيخ)
3) المكره
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : { وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ}.
س/ ما معنى الكره؟
الكره هو المشقة ,والكره ,القهر
قال تعالى :( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ
بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ )(النحل 106)
هذه الآية نزلت :
في عمار بن ياسر لأنه قال كلمة مكرهاً,
فنفى الله عنه الحرج والمؤاخذة والاثم.
*قال القرطبي .
اجمع العلماء :أن من أكره على الكفر حتى خشي على نفسه
القتل أنه لا أثم عليه أن يكفر وقلبه مطمئن بالإيمان .(تفسير القرطبي 10/182)
وصل الله على نبينا محمد
وعلى اله وصحبه اجمعين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق