تفسير جزء عم (سورة النازعات)(3)
قـال الله تعـالى
(ءأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ
لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا
مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)سورة النازعات (33:27)
الفوائد من هذه الآيات :
1) الاحتجاج على منكري البعث..
في قوله تعالى (ءأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ )النازعات :27
يقول تعالى محتجا على منكري البعث في إعادة الخلق بعد بدئه :
ـ (ءأَنتُمْ) أيها الناس
ـ (أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ )
يعني : بل السماء أشد خلقا منكم.(تفسير ابن كثير 469/4 )
* قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.
هذا الاستفهام لتقرير إمكان البعث؛ لأن المشركين كذبوا النبي صلى الله
عليه وآله وسلم بالبعث
وقالوا: {مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس:
78] .
فيقول الله عز وجل: { ءأَنتُمْ
أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ }
الجواب معلوم لكل أحد أنه السماء
كما قال تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [غافر: 57](التفسير الثمين الشيخ محمد
العثيمين 423/4)
2) بيان عظمة السماء.
في قوله تعالى (السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ
لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا )النازعات (27ـ33)
وقد بين الله سبحانه وتعالى في آية أخرى في سورة الذاريات أنه بناها بقوة
ـ قال تعالى{والسماء بنيناها بأيد} الذاريات :47
أي : بقوة وقد يظن ظان أن الأيد هنا جمع يد، وليس كذلك لأن أيد مصدر
(آد) يئيد اي قوي.
ـ قال تعالى {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا}النازعات :28
رفعه يعني عن الأرض ورفعه عز
وجل بغير عمد. (التفسير
الثمين الشيخ محمد العثيمين 424/4)
ـ { فَسَوَّاهَا } أي جعلها عالية البناء
بعيدة الفناء مستوية الأرجاء مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء. (تفسير
ابن كثير 469/4 )
ـ قال تعالى {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا }النازعات :29
أي : جعل ليلها مظلما أسود حالكا
، ونهارها مضيئا مشرقا نيرا واضحا .
قال ابن عباس :
أغطش ليلها : أظلمه ..
ـ قال تعالى (وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) النازعات :29
أي : أنار نهارها . (تفسير
ابن كثير 469/4 )
3) الأرض مخلوقة قبل السماء.
(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا
مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)
النازعات (30ـ33)
الأرض مخلوقة قبل السماء
كما قال الله تعالى:
{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ *فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ } [فصلت: 9 ـ 12]
ـ وقال تعالى (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ
مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ) النازعات :33ـ32
فالأرض مخلوقة قبل السماء لكن دحوها وإخراج الماء والمرعى منها كان بعد
خلق السماوات
ـ قال تعالى (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) النازعات :32
أي جعلها راسية في الأرض فلا تنسفها الرياح مهما قويت، وهي أيضاً تمسك
الأرض لئلا تضطرب بالخلق. . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين
424/4)
ـ قال تعالى (مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)النازعات :33
أي : دحا الأرض فأنبع عيونها ، وأظهر مكنونها ، وأجرى أنهارها ، وأنبت
زروعها وأشجارها وثمارها ، وثبت جبالها ، لتستقر بأهلها ويقر قرارها ، كل ذلك متاعا
لخلقه ولما يحتاجون إليه من الأنعام التي يأكلونها ويركبونها مدة احتياجهم إليها في
هذه الدار إلى أن ينتهي الأمد ، وينقضي الأجل . (تفسير
ابن كثير 469/4 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق