الأحد، 16 يونيو 2019


تفسير جزء عم (سورة النازعات)(3)

                                قـال الله تعـالى

(ءأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ  بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)سورة النازعات (33:27)


الفوائد من هذه الآيات :

1) الاحتجاج على منكري البعث..

في قوله تعالى (ءأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ  )النازعات :27

يقول تعالى محتجا على منكري البعث في إعادة الخلق بعد بدئه :

ـ (ءأَنتُمْ) أيها الناس

ـ (أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ  )

يعني : بل السماء أشد خلقا منكم.(تفسير ابن كثير 469/4 )

* قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله.

هذا الاستفهام لتقرير إمكان البعث؛ لأن المشركين كذبوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالبعث

 وقالوا: {مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس: 78] .

 فيقول الله عز وجل: { ءأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ  }

 الجواب معلوم لكل أحد أنه السماء

 كما قال تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [غافر: 57](التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 423/4)




2) بيان عظمة السماء.

في قوله تعالى (السَّمَاءُ  بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا )النازعات (27ـ33)

وقد بين الله سبحانه وتعالى في آية أخرى في سورة الذاريات أنه بناها بقوة

ـ قال تعالى{والسماء بنيناها بأيد} الذاريات :47

أي : بقوة وقد يظن ظان أن الأيد هنا جمع يد، وليس كذلك لأن أيد مصدر

 (آد) يئيد اي قوي.

ـ قال تعالى {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا}النازعات :28

 رفعه يعني عن الأرض ورفعه عز وجل بغير عمد. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 424/4)

ـ { فَسَوَّاهَا } أي جعلها عالية البناء بعيدة الفناء مستوية الأرجاء مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء. (تفسير ابن كثير 469/4 )

ـ قال تعالى {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا }النازعات :29

 أي : جعل ليلها مظلما أسود حالكا ، ونهارها مضيئا مشرقا نيرا واضحا .

قال ابن عباس :

أغطش ليلها : أظلمه ..

ـ قال تعالى (وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) النازعات :29

 أي : أنار نهارها . (تفسير ابن كثير 469/4 )

 

3) الأرض مخلوقة قبل السماء.

(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) النازعات (30ـ33)

الأرض مخلوقة قبل السماء

كما قال الله تعالى:

{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ *فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ } [فصلت: 9 ـ 12]

ـ وقال تعالى (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ) النازعات :33ـ32

فالأرض مخلوقة قبل السماء لكن دحوها وإخراج الماء والمرعى منها كان بعد خلق السماوات

ـ قال تعالى (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) النازعات :32

أي جعلها راسية في الأرض فلا تنسفها الرياح مهما قويت، وهي أيضاً تمسك الأرض لئلا تضطرب بالخلق. . (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 424/4)

ـ قال تعالى (مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)النازعات :33

أي : دحا الأرض فأنبع عيونها ، وأظهر مكنونها ، وأجرى أنهارها ، وأنبت زروعها وأشجارها وثمارها ، وثبت جبالها ، لتستقر بأهلها ويقر قرارها ، كل ذلك متاعا لخلقه ولما يحتاجون إليه من الأنعام التي يأكلونها ويركبونها مدة احتياجهم إليها في هذه الدار إلى أن ينتهي الأمد ، وينقضي الأجل . (تفسير ابن كثير 469/4 )

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين


 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق