السبت، 15 يونيو 2019


تفسير جزء عم (سورة النازعات)(2)

قال الله تعالى

(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى*اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ * وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ * فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ * فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ * فَحَشَرَ فَنَادَىٰ * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ *إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ)سورة النازعات(15ـ 26)

الفوائد على هذه الآيات:

* قصة موسى عليه السلام .

يخبر تعالى رسوله محمدا - صلى الله عليه وسلم - عن عبده ورسوله موسى ، عليه السلام ، أنه ابتعثه إلى فرعون ، وأيده بالمعجزات ، ومع هذا استمر على كفره وطغيانه ، حتى أخذه الله أخذ عزيز مقتدر . وكذلك عاقبة من خالفك وكذب بما جئت به.ولهذا قال في آخر القصة : (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ )(تفسير ابن كثير 468/4)


1ـ قال تعالى (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ)النازعات :15

ـ قوله{هل أتاك} للنبي صلى الله عليه وآله وسلم (هل أتاك يا محمد)

س: من هو موسى عليه السلام ؟

قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:

وهو ابن عمران عليه الصلاة والسلام أفضل أنبياء بني إسرائيل، وهو أحد أولي العزم الخمسة الذين هم: محمد

صلى الله عليه وآله وسلم، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ونوح عليهم الصلاة والسلام،

وحديث موسى عليه الصلاة والسلام ذكر في القرآن أكثر من غيره؛ لأن موسى هو نبي اليهود وهم كثيرون في المدينة وحولها في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكانت قصص موسى أكثر ما قص علينا من نبأ الأنبياء وأشملها وأوسعها .( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 420/10)

ـ وفي قوله تعالى (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ)

أي : هل سمعت بخبره ؟.(تفسير ابن كثير468/4)

تشويق للسامع ليستمع إلى ما جرى في هذه القصة. .( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 420/10)

 

  قوله تعالى (إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى)النازعات :16

وقوله: {بالواد المقدس}

هو الطور، والوادي هو مجرى الماء، وسماه الله مقدساً لأنه كان فيه الوحي إلى موسى عليه الصلاة والسلام.

 وقوله: {طوى}

اسم للوادي. .( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 420/10)

 



3ـ قوله تعالى (اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ)النازعات :17

فرعون كان ملك مصر، وكان يقول لقومه إنه ربهم الأعلى، وأنه لا إله غيره ,فادعى ما ليس له، وأنكر حق غيره وهو الله عز وجل، وأمر الله نبيه موسى عليه الصلاة والسلام أن يذهب إلى فرعون وهذه هي الرسالة، وبين سبب ذلك وهو طغيان هذا الرجل ـ

ثم طلب موسى صلى الله عليه وآله وسلم من ربه أن يشد أزره بأخيه هارون فأرسل هارون عليه الصلاة والسلام مع موسى فصار موسى وهارون كلاهما مرسل إلى فرعون. .( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 421/10

 

4ـ قوله تعالى (فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ)النازعات :18

الاستفهام هنا للتشويق، تشويق فرعون أن يتزكى مما هو عليه من الشر والفساد، وأصل الزكاة النمو والزيادة، وتطلق بمعنى الإسلام والتوحيد. .( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 421/10)


 

5ـ قوله تعالى (وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ)النازعات :19

وأهديك إلى ربك أي أدلك إلى عبادة ربك فتخشى أي فيصير قلبك خاضعا له مطيعا خاشعا بعدما كان قاسيا خبيثا بعيدا من الخير. (تفسير ابن كثير 4/469)

لأن الخشية هي الخوف المقرون بالعلم، فإن لم يكن علم فهو خوف مجرد،

س: ما الفرق بين الخشية والخوف؟.

 الفرق بينهما أن الخشية عن علم

قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:: 28] .

وأما الخوف فهو خوف مجرد ذعر يحصل للإنسان ولو بلا علم. .( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 421/10)

 

6ـ قوله تعالى (فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ)النازعات:20

يعني أرى موسى فرعون الآية الكبرى

، فما هي هذه الآية؟؟

 الآية :

1/ أن معه عصاً من خشب من فروع الشجر كما هو معروف، فكان إذا وضعها في الأرض صارت حية تسعى ثم يحملها فتعود عصا.

2/ يدخل يده في جيبه فتخرج بيضاء من غير سوء أي من غير عيب، أي: بيضاء بياضاً ليس بياض البرص ولكنه بياض جعله الله آية .

إنما بعثه الله بالعصا واليد؛ لأنه كان في زمن موسى السحر منتشراً شائعاً فأرسله الله عز وجل بشيء يغلب السحرة الذين تصدوا لموسى عليه الصلاة والسلام. .( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين ـ422/10)

 

7ـ قوله تعالى(فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ)النازعات :21

أي : فكذب بالحق وخالف ما أمره به من الطاعة . وحاصله أنه كفر قلبه فلم ينفعل لموسى بباطنه ولا بظاهره ، وعلمه بأن ما جاء به أنه حق لا يلزم منه أنه مؤمن به ; لأن المعرفة علم القلب ، والإيمان عمله ، وهو الانقياد للحق والخضوع .له . (تفسير ابن كثير469/4)


 

8ـ قوله تعالى (ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ * فَحَشَرَ فَنَادَىٰ)النازعات :22ـ23

ـ قوله { ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ  }

 أي في مقابلة الحق بالباطل وهو جمعه السحرة ليقابلوا ما جاء به موسى من المعجزات الباهرات. (تفسير ابن كثير 469/4)

ـ قوله { فَحَشَرَ فَنَادَىٰ)

 حشر الناس أي جمعهم ونادى فيهم بصوت مرتفع ليكون ذلك أبلغ في نهيهم عما يريد منهم موسى عليه الصلاة والسلام. ( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 422/10)

 

 

9ـ قوله تعالى (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ)النازعات:24

يعني لا أحد فوقي لأن

ـ قوله {الأعلى} اسم تفضيل من العلو

 فانظر كيف استكبر هذا الرجل وادعى لنفسه ما ليس له وكان يفتخر بالأنهار والُملك الواسع يقول لقومه في ما قال لهم

 { أَيَاقَوْمِلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ  أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ } [الزخرف:: 51، 52] .

 فما الذي حصل؟

 أغرقه الله عز وجل بالماء الذي كان يفتخر به، وأورث الله ملك مصر بني إسرائيل الذين كان يستضعفهم. ( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 422/10)






10ـ قوله تعالى (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ *إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ)النازعات :25ـ26

ـ قوله (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى)

أي : انتقم الله منه انتقاما جعله به عبرة ونكالا لأمثاله من المتمردين في الدنيا. (تفسير ابن كثير 469/4

ـ قوله (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ)

فكان عبرة في زمنه، وعبرة فيما بعد زمنه إلى يوم القيامة، كل من قرأ كتاب الله وما صنع الله بفرعون فإنه يتخذ ذلك عبرة يعتبر به، وكيف أهلكه الله مع هذا الملك العظيم وهذا الجبروت وهذا الطغيان فصار أهون على الله تعالى من كل هين. ( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 422/10)

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق