الثلاثاء، 25 يونيو 2019


تفسير جزء عم (سورة المطففين)(1)

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَيْلٌّ للْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)سورة المطففين(1ـ6)


الفوائد من الآيات

1) توعد الله جل وعلا لمن خالف أمره.

في قوله تعالى (وَيْلٌّ للْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (المطففين(1ـ3)

ـ قوله تعالى (وَيْلٌّ) كلمة وعيد يتوعد الله سبحانه وتعالى بها من خالف أمره، أو ارتكب نهيه.(التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 453/10)

ـ قوله تعالى (للْمُطَفِّفِينَ) فمن هؤلاء المطففون؟

فالمراد بالتطفيف: البخس في المكيال والميزان إما بالازدياد إن اقتضى من الناس وإما بالنقصان إن قضاهم.(تفسير ابن كثير 485/4)

ـ قوله تعالى (الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) يعني اشتروا منهم ما يكال استوفوا منهم الحق كاملاً بدون نقص

ـ قوله تعالى { وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ) يعني إذا كالوا لهم أي هم الذين باعوا الطعام كيلاً، فإنهم إذا كالوا للناس أو باعوا عليهم شيئاً وزناً إذا وزنوا نقصوا

ـ قوله تعالى { يُخْسِرُونَ } فهؤلاء يستوفون حقهم كاملاً، وينقصون حق غيرهم،

فجمعوا بين الأمرين، بين الشح والبخل.

  الشح: في طلب حقهم كاملاً بدون مراعاة أو مسامحة.

 والبخل: بمنع ما يجب عليهم من إتمام الكيل والوزن. (التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 453/10)

وأهلك الله قوم شعيب ودمرهم على ما كانوا يبخسون الناس في المكيال والميزان . (تفسير ابن كثير 485/4)

 

2) اليقين بيوم البعث.

في قوله تعالى (أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ) المطففين(4ـ5)

ـ قال تعالى { أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ } لأن الظن هنا بمعنى اليقين

ألا يتيقن هؤلاء أنهم مبعوثون أي مخرجون من قبورهم لله رب العالمين

ـ قال تعالى { لِيَوْمٍ عَظِيمٍ } هذا اليوم عظيم ولا شك أنه عظيم ,عظيم في طوله، في أهواله، فيما يحدث فيه، في كل معنى تحمله كلمة عظيم

هو على قوم عسير وعلى قوم يسير.

*. قال تعالى: {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } [المدثر: 10] .

* لكنه بالنسبة للمؤمنين ـ جعلنا الله منهم ـ يسير كأنما يؤدي به صلاة فريضة من سهولته عليه ويسره عليه، لاسيما إذا كان ممن استحق هذه الوقاية العظيمة وكان من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله

 فهذا اليوم عظيم لكنه بالنسبة للناس يكون يسيراً ويكون عسيراً.( التفسير الثمين الشيخ محمد العثيمين 454ـ455/10)




3) قيام الناس لرب العالمين.

في قوله تعالى (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) المطففين(6)

يقومون من قبورهم

حفاة:  ليس لهم نعال ولا خفاف

عراة: ليس عليهم ثياب لا قُمص ولا أزر ولا أردية

غرلاً: أي غير مختونين .

فالناس يقومون على هذا الوصف حفاة، عراة، غرلا ً

حديث: قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(إنكم تحشرون يوم القيامة حفاة، عراة، غرلاً» قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ: «الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض» ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلّم: «الأمر أعظم من أن ينظر بعضهم إلى بعض) أخرجه البخاري كتاب الرقاق، باب الحشر، (6527) ومسلم كتاب صفة الجنة باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة (2859) (56) .

وفي بعض الأحاديث بُهماً (أخرجه الإمام أحمد (3/495) والحاكم (2/437) وقال صحيح الإسناد.)

قال العلماء:

 البهم : يعني الذين لا مال معهم، ففي يوم القيامة لا مال يفدي به الإنسان نفسه من العذاب في يوم القيامة، ليس هناك ابن يجزي عن أبيه شيئاً، ولا أب يجزي عن ابنه شيئاً، ولا صاحبة ولا قبيلة كلٌّ يقول نفسي نفسي.

ـ قال تعالى{ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } وهو الله جل وعلا، وفي هذا اليوم تتلاشى جميع الأملاك إلا ملك رب العالمين جل وعلا، قال الله تعالى:

{ يَوْمَ هُم بَارِزُونَ ۖ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: 16 ـ 17] .

صل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق